أزمة سعد الحريرى!
المصدر الأهرام . مرسي عطا الله . كل يوم . ahram.org.eg
بعيدا عن الدخول فى ملابسات استقالة سعد الحريرى وما صاحبها من التباسات.. وبعيدا عن القفز نحو استنتاجات حول مسار الأزمة وما يمكن أن تؤول إليه الأمور فى قادم الأيام فإن اللبنانيين باتوا بحاجة لوقفة صادقة مع أنفسهم وبحث كيفية تجاوز الطائفية السياسية فى لبنان التى هى لب وجوهر سلسلة الأزمات السياسية المتلاحقة فى هذا البلد الشقيق.
وبداية أقول: إن لبنان مازال يقدم نموذجا متقدما فى التعاطى مع المبادئ الديمقراطية للحكم مقارنة بمعظم الدول العربية لكن هذا النموذج يفتقر إلى ضمانات الاستقرار بسبب آفة الطائفية السياسية التى تضرب بجذورها فى لبنان ونظام حكمه منذ حصوله على الاستقلال قبل ما يقرب من مائة عام حيث تراضت كل القوى على نوع من الوفاق لصنع تعددية سياسية شكلية بينما هى فى جوهرها أشبه بنوع من الفيدرالية الطائفية.
وفى اعتقادى أن المخرج الوحيد للبنان من مثل هذه المطبات المتكررة يكمن فى القدرة على إلغاء الطائفية السياسية التى تسلب من اللبنانيين حق امتلاك قرارهم السياسى المستقل والمختطف داخليا لحساب المرجعيات الدينية والمختطف أيضا من جانب القوى الإقليمية المتحالفة مع هذه المرجعيات وبما يضع لبنان دائما فى حالة استقطاب لا تكفى معه ترتيبات الوفاق الداخلى وإنما لابد من وجود توافق إقليمى مواز.. وهذا هو جوهر المشكلة فى لبنان قبل وبعد استقالة سعد الحريرى التى دخلت فيها فرنسا على خط الأزمة بتوجيه دعوة للحريرى لزيارة فرنسا لكسر الحلقة المغلقة فيما اعتبرها بعض الخبثاء بأنها أشبه بعرض لتوفير منفى آمن للحريري!
فهل يفعلها اللبنانيون ويحولوا محنة أزمة استقالة الحريرى إلى منحة بالذهاب نحو ديمقراطية غير طائفية تضمن حماية الحريات واحترام حقوق الإنسان وبناء عدالة اجتماعية لكل النسيج اللبناني.. هذا هو السؤال!
خير الكلام:
<< إذا كان الأمس قد ضاع فإن الأمل فى الحاضر يؤمن الغد المرتقب !
Morsiatallah@ahram.org.eg
بعيدا عن الدخول فى ملابسات استقالة سعد الحريرى وما صاحبها من التباسات.. وبعيدا عن القفز نحو استنتاجات حول مسار الأزمة وما يمكن أن تؤول إليه الأمور فى قادم الأيام فإن اللبنانيين باتوا بحاجة لوقفة صادقة مع أنفسهم وبحث كيفية تجاوز الطائفية السياسية فى لبنان التى هى لب وجوهر سلسلة الأزمات السياسية المتلاحقة فى هذا البلد الشقيق.
وبداية أقول: إن لبنان مازال يقدم نموذجا متقدما فى التعاطى مع المبادئ الديمقراطية للحكم مقارنة بمعظم الدول العربية لكن هذا النموذج يفتقر إلى ضمانات الاستقرار بسبب آفة الطائفية السياسية التى تضرب بجذورها فى لبنان ونظام حكمه منذ حصوله على الاستقلال قبل ما يقرب من مائة عام حيث تراضت كل القوى على نوع من الوفاق لصنع تعددية سياسية شكلية بينما هى فى جوهرها أشبه بنوع من الفيدرالية الطائفية.
وفى اعتقادى أن المخرج الوحيد للبنان من مثل هذه المطبات المتكررة يكمن فى القدرة على إلغاء الطائفية السياسية التى تسلب من اللبنانيين حق امتلاك قرارهم السياسى المستقل والمختطف داخليا لحساب المرجعيات الدينية والمختطف أيضا من جانب القوى الإقليمية المتحالفة مع هذه المرجعيات وبما يضع لبنان دائما فى حالة استقطاب لا تكفى معه ترتيبات الوفاق الداخلى وإنما لابد من وجود توافق إقليمى مواز.. وهذا هو جوهر المشكلة فى لبنان قبل وبعد استقالة سعد الحريرى التى دخلت فيها فرنسا على خط الأزمة بتوجيه دعوة للحريرى لزيارة فرنسا لكسر الحلقة المغلقة فيما اعتبرها بعض الخبثاء بأنها أشبه بعرض لتوفير منفى آمن للحريري!
فهل يفعلها اللبنانيون ويحولوا محنة أزمة استقالة الحريرى إلى منحة بالذهاب نحو ديمقراطية غير طائفية تضمن حماية الحريات واحترام حقوق الإنسان وبناء عدالة اجتماعية لكل النسيج اللبناني.. هذا هو السؤال!
خير الكلام:
<< إذا كان الأمس قد ضاع فإن الأمل فى الحاضر يؤمن الغد المرتقب !
Morsiatallah@ahram.org.eg
تعليقات
إرسال تعليق