كان كنيسة وبيتًا للضرائب.. تاريخ مسجد الفتح
من أبرز المعالم المتواجدة في ميدان رمسيس، يتوسط المنطقة ويحيطه الزحام من جميع الاتجاهات، على الرغم من أنه في زمن قديم كان يطل على نهر النيل مباشرة، ويمكنك أن تراه بمرورك من أعلى كوبري أكتوبر أو من أي مكان مرتفع بوسط المدينة، لذا يعد مسجد الفتح من أكبر وأقدم المساجد المتواجدة في القاهرة.
مر مسجد الفتح بقصص تاريخية عظيمة وطويلة انتهت بالمبني الواقع في ميدان رمسيس الآن، إلا أنه شهد تاريخ مصر منذ الدولة الفاطمية إلى أن دخل في مشهد الصراع مع انتهاكات جماعة الإخوان الإرهابية.
كانت منطقة رمسيس تسمى "قرية أم دنين" في الماضي، وكان يعمل أهلها في صناعة السفن الحربية نظرًا لتواجدها على نهر النيل، وكانت مقر الأسطول البحري للدولة ويقع بها أكبر الأديرة المسيحية.
مسجد المقس:
ومع بداية حكم الدولة الفاطمية وتولى الحاكم بأمر الله الحكم، أمر بهدم الدير وتسريح الرهبان، وقرر بناء مسجد كبير يطل على نهر النيل وأطلق عليه اسم "مسجد المقس"، وكان يتم استغلاله في جمع الضرائب التي تدخل من خلال المركبات النهرية.
ورجح تسمية المسجد بهذا الاسم إلى روايتين، الرواية الأولى هي أن بنى بالقرب من قلعة أقيمت على النيل كانت تحمل نفس الاسم.
إما الرواية الثانية هي أن الكلمة متحرفة من كلمة "المكس" المأخوذة عن مسمى ضريبة "المكوس"، ويتم تحصليها على البضائع القادمة إلى مصر من خلال ميناء نهر النيل.
مسجد أولاد عنان:
كانت المنطقة المحيطة بالمسجد تطل بأكملها على نهر النيل ومحاطة بالأراضي الزراعية الشاسعة وحدائق النخيل، ومع مرور الزمن انحسرت المياه، لتحل محلها منطقة الفجالة الآن.
في أواخر الدولة المملوكية أطلق على المسجد اسم "أولاد عنان" بسبب دفن الشيخ محمد بن عنان داخله وهو من أكبر شيوخ الطائفة المتصوفة عام 920 هجريًا، وأصبح مقرًا لطومان باي آخر سلاطين مصر المملوكين.
ومع دخول الحملة الفرنسية إلى مصر، تم هدم المسجد بالكامل وأطلقوا على مكانه اسم "كومان" أحد ضباط الحملة الفرنسية.
مسجد الفتح:
ظلت الأرض الواسعة خالية وتحوطها المباني السكنية ومحطة مصر إلى عام 1990، وبعد أمر من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تم بناء المسجد مرة أخرى من شركة المقاولون العرب، ليشهد بعد ذلك العدد من الأحداث السياسية.
تعليقات
إرسال تعليق