رسالة إلى السيد الرئيس (٢)

دينا شرف الدين - اليوم السابع

قد تكون هذه المرة الثانية، التى أتوجه بها رسالة لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى نُجله ونقدره نحن شعب مصر كامل التقدير. نعلم جيدًا حجم المسئوليات الكبيرة والأعباء الجسيمة التى تتحملها والتى تسارع الزمن من أجل إنجازها رغبة صادقة منك للخروج بالبلاد من عنق الأزمة إلى مرحلة العمل الجاد اللازم للبناء والنهوض، والذى سبقتنا إليه دولًا كثيرة ربما كانت بعضها فى أوضاع أكثر سوءًا مما نحن عليه. لذا فلا أنا ولا غيرى ممن يعنيهم أمر هذا البلد وأمنه وسلامته، نود أن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل ولا نهول حجم الأخطار التى تهدد بحق مستقبل مصر وقد تعرقل مسيرتها بل من المحتمل أن لا تسمح لهذه المسيرة بالانطلاق من الأساس ! فقد علمنا من تقارير قد تم نشرها عن وزارة الداخلية عدد الموظفين الإخوان فى ست وزارات مصرية هى الكهرباء والبترول والتعليم والتعليم العالى والمالية والنقل، والذين يبلغ عددهم خمسة آلاف موظف فى وظائف حيوية مرموقة وعلى رأس هذه الوزارات وزارة الكهرباء التى تحوى العدد الأكبر والأهم! وكما تعلم سيادتك الدور الذى يقوم به هؤلاء من تكرار للأزمات داخل وزاراتهم، وبالتالى التأثير السلبى على أداء أهم الوزارات فى الحكومة المصرية، والتى نحن أحوج ما نكون إلى الإرتقاء بالأداء والتطوير السريع بها، لا التعويق واستمرار اشتعال فتيل الأزمة الذى لن ينطفئ طالما استمر وجود تلك العناصر فى أماكنها ! لذا فالتطهير والاستبعاد التام لكل المخربين من الأماكن الحيوية للدولة أمر غاية فى الأهمية، فغالبًا ما تتصدر وزارة الكهرباء التى تعج بقيادات إخوانية معلومة، سلسلة الأزمات اليومية، فأصبح الآن الخبر التقليدى فى وسائل الإعلام هو تفجير أبراج الكهرباء واحدًا تلو الآخر بمنتهى السلاسة والحرفية! وبالرغم. من إكتشاف الموظفين الإخوان الذين تآمروا بتسريب المعلومات فى عملية تفجير برجى كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامى، وغيرهم من زملائهم الذين يشاركون ضمنيًا فى عمليات تفجير أبراج الكهرباء لصالح رغبة الجماعة فى الانتقام، إلا أن الوزارة تعلن يوميًا عن خطتها لتطوير وتحسين الأداء قبل أشهر الصيف ! وكيف يتطور الأداء دون استبعاد من هم غايتهم التعطيل والتخريب أولًا بأول؟ سيدى لا يصح إلا الصحيح، فقد تبدو الخطوة فى ظاهرها قاسية أو متعسفة إذا ما تم تسريح كل من تثبت صلته بالجماعة الإرهابية، إلا أنها خطوة لا بديل لها، لأنها إن لم تحدث، لن تكون بعدها خطوات أخرى على طريق النجاه والخروج من الأزمة. سيدى: بالرغم من المساعى المشكورة والدأب الواضح الذى يسلكه رئيس الحكومة، إلا أن هذه الحكومة قد قدمت آخر ما تقوى على تقديمه فى حدود إمكاناتها المتواضعة وآفاقها التى لا تمتلك الجرأة على التفكير خارج الصندوق! وهذا ما يتنافى شكلًا وموضوعًا مع أداء وفكر سيادتك الذى يحمل طوفانًا من الطاقة والطموح والأفكار المتطورة والتى لن تنهض مصر إلا بتطبيق وتنفيذ هذه التطلعات على أرض الواقع، والتى للأسف لن تجد من يعينك على تحقيقها ممن يلهثون غير قادرين على مواكبة المرحلة من أفراد الحكومة الموقرة ! كانت رسالتى السابقة خاصة بالفجوة الواسعة بين أداء وتطلعات الرئيس وبين أداء حكومته التى تعرج خلفه غير قادرة على التنفيذ. وكذلك رسالتى الثانية تعد نداءً للسيد الرئيس للتدخل السريع لتطهير الحكومة من عناصر التعويق إلا أن يقضى الله أمرًا كان مفعولا ويتم نسف القالب القديم الذى لم يعد مناسبًا، بل يشكل تشويهًا للصورة التى يجب أن تكون عليها مصر الآن بعد ثورتين، وفى وجود رئيس ملء الأسماع والأبصار على مستوى العالم أجمع. وفقك الله لما فيه خير هذا الوطن وسدد خطاك وحقق رجاك. 




المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة