ذكرى تحرير سيناء.. وأفلام البطولات
الاهرام - اخبار الفن - عيد تحرير سيناء
تحتفل مصر هذه الأيام بعيد تحرير سيناء الذى استردت خلاله أرض سيناء بالكامل بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها
،باستثناء مدينة طابا التى استردت لاحقا بالتحكيم الدولى فى عام 1989، ومع الاحتفال يعود التساؤل عن السبب الحقيقى فى قله عدد الأفلام التى تم إنتاجها بالرغم من أهمية الحدث الذى كشف عن بطولة الجيش المصرى الذى هزم إسرائيل فى 6 ساعات وحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر، ومتى يتم إنتاج أفلام تعبر عن هذا الحدث الكبير وتكشف عن بطولات الجيش المصرى التى أذهلت العالم ؟ وتعلم الأجيال الجديدة معنى الانتماء والوطنية الأهرام حرصت على مشاركة الشعب الاحتفال ومناقشة القضية مع عدد من صناع السينما.
تكاليف باهظة
فى البداية أكد المخرج محمد راضى أن انتاج الأفلام الحربية يحتاج لتكاليف باهظة جدا يفوق قدرات بعض المنتجين الذين يتمتعون بحس وطنى عال تجاه بلدهم ولديهم إصرار كبير على تقديم أعمال سينمائية تعبر عن بطولات الجيش المصرى خلال الحروب التى خاضها وأبرزها حرب أكتوبر المجيدة، مشيرا إلى أن قدرات هولاء المنتجين ضعيفة ولا تساعدهم على انتاج مثل هذه الأفلام ، أضف إلى ذلك أن العائد المادى لها يكون محدودا لذلك فالمطلوب من الدولة متمثلة فى وزارات الثقافة والشباب والتربية والتعليم والتعليم العالى .. إلخ المساهمة فى انتاج مثل هذه الافلام المهمة والتى تساهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان الشعب المصرى، وأشاد راضى بقرار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بتقديم الدعم والمساعدة لأى منتج يتقدم لها بمشروع إنتاج فيلم وطنى عن حرب أكتوبر حيث تساهم بالمعدات والذخائر المطلوبة حتى يظهر الفيلم بصورة مشرفة كفن سينمائى معبر عن هذه الملاحم البطولية فى تاريخ الشعب المصرى وأوضح راضى قائلا: لقد تحملت مسئولية إنتاج عدد من الأفلام الهامة التى تكشف الملاحم البطولية للجندى المصرى ومنها فيلما «أبناء الصمت» و«العمر لحظة»بالإضافة لحائط البطولات والذى سوف يعرض قريبا بدور العرض، كما أنتجت فيلم«فتاة من إسرائيل» من اخراج ايهاب راضى وهو فيلم ضد التطبيع مع الكيان الصهيونى ويكشف خطايا اسرائيل والمجازر التى ارتكبتها فى حق الشعبين المصرى والفلسطينى وأردف قائلا أقوم حاليا بالتجهيز لفيلمين هما المحارب الاخير من اخراج ايهاب راضى حيث يتم حاليا الاعداد للتصوير واختيار الأبطال ، والفيلم الثانى هو أيام المجد من انتاج الدكتور عادل حسنى وسيناريو وحوار الكاتب الكبير مجيد طوبيا ومن اخراجى والجيش سيقوم بإمدادنا بجميع المعدات العسكرية حتى يخرج الفيلمان بصورة مشرفة تعبر عن البطولات المصرية
تراكم الخبرة والموهوبين
واكد الفنان الكبير محمود ياسين أن كل زمن له معايير وحسابات تصنعها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولا يوجد نشاط انسانى وسينمائى يلمع ويتطور مالم يوجد فى ذات الوقت مناخ يساهم فى تطوير نشاط صناعة كبيرة مثل صناعة السينما، وأضاف ياسين أن مثل هذه الأعمال تحتاج لتراكم خبراتى كبير وموهوبين ومتخصصين فى كافة مجالات العمل من تصوير وتمثيل وإخراج وديكور وعندما نتحدث عن مصر التى يوجد بها أكاديميات فريدة ومتميزة تقدم نشاطات مختلفة مثل المعهد العالى للمسرح والمعهد العالى للسينما والذين تخرج منهما مجموعة متميزة فى كل عناصر الابداع، فنحن نتحدث عن الدولة التى تمتلك كل المقدرات من استديوهات وامكانات تستطيع من خلالها دعم هذه الافلام بشكل جيد ، والحقيقة أنه كان هناك زمن الصناعة لها محدوديتها فكنا نتحدث عن عدد ما يمكن انجازه من أفلام وطنية وهذه الصناعة عانت كثيرا خاصة فى الزمن الحالى لأن الدولة أصبحت غير مسئولة عن هذه الصناعة وأصبح السوق هو الذى يتحكم فيها، وعلى سبيل المثال فى حرب الاستنزاف كان لدينا رصيد خبراتى قليل وبعد حرب أكتوبر تم عمل أفلام محدودة عكس الدول الاخرى التى خاضت حروبا كثيرة كما أن لديها أسواقا عالمية نحن لا نقارن بها ويعود ذلك لأن المسألة لها صعوبة اقتصادية للصناعة التى تأرجحت بين القطاعين العام والخاص وفى النهاية الأمر فى يد الدولة بحيث يتم تنشيط الركائز الأساسية لإنتاج مثل هذه النوعية من الأفلام الوطنية لأنه لا يمكن عزل الصناعة عن الحالة الاقتصادية للدولة لأن السينما صناعة صعبة وتحتاج لركائز رأسمالية ضخمة وعملاقة لذلك يجب فى مثل هذه الأمور أن يكون هناك مساعدة من الدولة وأكد محسن ويفى رئيس جمعية نقاد السينما أن ضعف الإمكانيات ليس العائق فى عمل أفلام تعبر عن نصر أكتوبر ولكن السينما تعاملت مع هذه الأفلام كما تتعامل مع الظواهر وقت حدوثها وبالرغم من أهمية حرب أكتوبر للشعب والجيش المصرى فإن السينما تعاملت معها على أنها جريمة بمعنى أن الأفلام يوجد بها الخير والشر وفى النهاية ينتصر الخير وقد يتخلل الفيلم بعض الأغانى التى تعبر عن الحدث وأضاف ويفى أن السينما لم تتعامل مع هذه الحرب بعظمتها وسياقها الاجتماعى والسياسى وما قبلها حيث كان هناك حركة طلابية نادت بخوض المعركة وتحرير الأرض ولم تتطرق إليه السينما بشكل قوى وتم تفريغها من مضمونها العظيم وأشار ويفى إلى أنه من الممكن أن يتم عمل أعمال جديدة وليس شرطا أن يتم العمل على طريقة هوليوود ولكن الأهم أن يتم التعامل معه فى سياق إجتماعى وسياسى خاص وأن تكون قادرة على كشف خصوصية هذه الحرب وكما قلت إذا كانت إمكانات السينما المصرية ضعيفة وغير قادرة على كشف خصوصية الحرب فيجب عدم التوقف والعمل على إنتاج الأفلام بما نمتلكه من قدرات مالية وفنية مثلما حدث مع فيلمى «أغنية على الممر» و«أبناء الصمت» واللذين نجحا فى القدرة على كشف خصوصية الحرب بالرغم من تكلفتهما الإنتاجية القليلة
الدولة ودعم الانتاج
وكشف المخرج على عبدالخالق أنه من أكثر المخرجين الذين أخرجوا أفلاما عن الحرب ومنها أغنية على الممر و «إعدام ميت» مؤكدا أن هناك بالفعل تقصيرا كبيرا فى تقديم أعمال تعبر عن نصر أكتوبر وأضاف عبد الخالق أنه يجب على الدولة أن تتولى بنفسها إنتاج ودعم مثل هذه الأفلام الوطنية التى تحتاج لإمكانيات عالية قد لا يتحملها منتج القطاع الخاص الذى يبحث عن الربح .
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق