تدويل الحج والعمرة!

المصدر الاهرام . مرسي عطا الله . الأعمدة
لم أشعر بالحزن والأسى على حال أمتنا مثلما شعرت و أنا أشاهد خطاب التهييج الذى تبثه فضائيات تزعم انتسابها لأمة العرب والمسلمين وتحظى بدعم ورعاية أنظمة عربية وإقليمية من خلال حملة إعلامية للتشويش على موسم الحج والإساءة لبلاد الحرمين الشريفين والدعوة لتدويل الحج والعمرة وضمان حرية الوصول إلى مكة والمدينة.

أى عبث وأى هذيان ذلك الذى تنطق به ألسنة المتطرفين وتدعو شعوب الأمة إلى قلب أنظمة الحكم والاحتشاد للجهاد بلغة تحريضية فجة تستهوى الجهلاء ممن يتاجرون بلافتات مغلوطة عن القهر والظلم الاجتماعى ولا يسعون لتحسين أوضاعهم بالعلم والعمل!

نحن أمام خطاب متدن لا يحمل أى سمة من سمات السماحة الإسلامية ولكنه يعكس إصرارا على ردة ثقافية وفكرية ودينية تقوم على الأوهام والأباطيل لنزع الشرعيات التاريخية القائمة من خلال الإلحاح على النظر إلى الماضى وتفادى التفكير فى المستقبل بترديد الحكايات والروايات عن نهضتنا قبل ألف عام دون الإشارة إلى أن أمما كثيرة سبقتنا أيضا فى النهضة قبل ألفى عام وتدهورت أحوالها عندما افتقدت أسباب النهضة.

وللأسف الشديد فإن البعض ينجذب ــ وهم والحمد لله قلة ــ يتجهون دون وعى لهذا الخطاب «الترامادولى» الذى يروج لأحلام بائسة ووعود زائفة تفوق القدرة ليس فقط بحساب المال الذى يمكن تدبيره وإنما بحساب الواقع المجتمعى الذى يفتقر إلى العلم والمنطق والعقل.

وبئس أمة يسيطر على عقول أبنائها أناس مازالوا مشغولين بأمور لا علاقة لها بتطورات العصر الذى نعيشه.. ليس هذا فحسب وإنما يصرون على التطلع إلى المستقبل من خلال النبش فى الماضى وتلك هى الكارثة التى تعطل مناهج الحل الضرورية لمشكلات مزمنة تحتاج فقط إلى العلم والعمل والبناء وليس إلى الهدم والتدمير والجهاد.. وصدق المتنبى عندما قال ساخرا من أمته: «يا أمة ضحكت من جهلها الأمم».

خير الكلام:

<< أهمية العلم أنه أقصر طريق لصنع التقدم!
Morsiatallah@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة