حمل خارج الرحم لم يكتشفه الأطباء إلا وقت الولادة.. طفلة بولاق.. تتحدى نظريات الطب
ملحوظة ... حقوق الخبر محفوظة لموقع الأهرام و له فائق التحية و الاحترام
داخل «كشك الولادة» بمستشفى جامعة عين شمس، نساء من كل حدب وصوب يتقاسمن وجع «الحدث السعيد» .. يترقبن بلهفة موعد الميلاد الذى يعلنه الطبيب بعد الكشف وإجراء السونار، إلا أنه عندما حان دور «همت» تبدلت الملامح وتغيرت الوجوه، فهناك أمر جلل!! المرأة تعانى آلام طلقا يكاد يقسم ظهرها، لكن الجنين غير موجود بالرحم!!
وفقا لقوانين العلم ونظريات الحمل والولادة فى مصر بل والعالم من المستحيل تقريبا لجنين أن يوجد ويستمر ويكتمل خارج رحم الأم ، لكن وفقا للارادة الإلهية ، وضعت المرأة التى تقترب من الأربعين طفلتها بعد عملية جراحية غاية فى الدقة، بعد حمل ثمانية أشهر فى تجويف بطنها، بجوار الأمعاء.
ساعتان ونصف الساعة داخل غرفة العمليات لخصها لنا الدكتور محمد عبد اللطيف داود مدرس النساء والتوليد بكلية طب جامعة عين شمس، والذى كان مشرفا للطوارئ بالمستشفى فى اليوم الذى ظهرت فيه حالة همت مصطفى محمد 39 سنة، يقول: «الأمر كان مفاجأة والوضع غير طبيعى، والوقت لايسمح بأى تأخير على الفور تم إخضاعها لفحوص وتحاليل شاملة، واجراء أشعة رنين مغناطيسي، وتحضير دم وبلازما،والأهم تم إطلاعها وزوجها على الحالة وخطورة العملية خاصة إذا كان هناك التصاق للجنين أو المشيمة بأعضاء حساسة ومهمة مثل الكبد أو الأورطى يضيف دكتور داود:فى الموعد المحدد للجراحة كان استشارى الكبد، موجودا وبدأت فتح بطن الأم طوليا وكان وضع الجنين كالتالى: وجهه للحوض والمثانة والرحم، وظهره ناحية الكبد والمعدة والطحال، أما المشيمة فكانت ملتصقة بالأمعاء وبجدار المعدة من الخلف، تم تسليك الأوعية الدموية،وإخراج الجنين ولم نضطر إلى استئصال أى جزء من المعدة أو الأمعاء، فقط تم استئصال الأنابيب (قناتى فالوب) خاصة أن السيدة لديها ثلاثة أبناء بخلاف المولود،،ولمنع تكرار الحمل بناء على رغبتها أيضا، وقبل إغلاق الفتحة الجراحية قمنا بعمل استكشاف للبطن والكبد والأمعاء للتأكد من عدم وجود أى بقايا لمشيمة الجنين، وخرجت الأم للرعاية المركزة لمتابعة حالتها والاطمئنان عليها.
التدخل مبكرا
أما عن التفسير العلمى فيقول لنا الدكتور محمد عبد اللطيف: بالطبع هذه حالات نادرة جدا فى العالم، رغم أنه من الممكن أن يحدث حمل خارج الرحم فى الأنبوبة مثلا وهو الشائع أكثر أما الحالة الأندر حدوثا فهى أن يكون فى التجويف البريتونى للبطن كما فى حالة «همت» ومن المعروف علميا أنه حمل لايكتمل وأنه شديد الخطورة على الأم لذا فور اكتشافه لابد أن يتدخل الطبيب فورا للتخلص منه، مشيرا إلى أنه بالرجوع للمراجع العلمية تبين أنه لاتزيد على 30 حالة على مستوى العالم واصل الجنين فيها رحلته خارج الرحم وبالبطن تحديدا، حتى موعد الولادة! وهذا أمر مستغرب جدا لأن المتابعة بالسونار التى تجريها كل سيدة بمجرد أن تعلم بكونها حاملا لابد أن تكشف عن هذ الوضع غير الطبيعى مبكرا جدا،إذ لن يستطيع الطبيب أن يرى كيس الحمل بداخل الرحم مع أنه فى الوقت نفسه هناك تحليل حمل رقمى يثبت وجود الحمل، وإلا نكون أمام حمل غير معروف مكانه، وفى حالات معينة لا يتم التدخل جراحيا وإنما الاكتفاء بإعطاء علاج كيماوى للتخلص منه.
ولكن هل هناك أسباب متوقعة تقف وراء حالة همت؟
أجابنا: بصفة عامة حالات الحمل خارج الرحم فى ازدياد، ويزيد من فرصة حدوثها وجود التهابات فى الحوض ويمكن أن تكون قديمة للفتاة قبل أن تتزوج ولم تعالج، أو التهابات فى الأنابيب، وكذلك عمليات الحقن المجهري، والباقى غير معلوم الأسباب، حيث ثبت علميا اكتشاف وجود حيوانات منوية تسبح خارج الرحم.
فى مدينة النجوم
الخطوة التالية كانت البحث عن أم »سندس« وهو الاسم الذى تم إطلاقه على المولودة كما علمنا من اتصال هاتفى أجريناه مع الأم أولا ونحن نستأذنها فى زيارة لها بالبيت... »مدينة النجوم« كانت وجهتنا بمنطقة بولاق الدكرور على مشارف الطريق الدائري، كان فى استقبالنا وائل عبد المنعم والد الطفلة بادرناه بالسؤال عن حالتها قال: الحمد لله هى بخير ولكنها فى حضًانة، لأن الحمل كان 35 أسبوعا فقط وابنتى كانت محتاجة الحضًانة .
بمجرد وصولنا جاءت الأم لنبدأ معها الحكاية
قالت إنها لم تهمل المتابعة بمجرد علمها بأنها حامل تقول: «ماكنتش باخطط لحمل جديد أنا عندى ثلاثة أبناء: أكبرهم صهيب 15 سنة وأصغرهم معاذ 8 سنوات، ومنذ ميلاد الأخير كنت مواظبة على حبوب «منع الحمل»، لحد ما الدكتورة قالتلى ريحى شهر، وماعرفتش أنى حامل غير لما حسيت بتعب جامد وألم فى جنبى وعملولى تحليل قالوا حامل، يتدخل الزوج: بصراحة كنا حامدين ربنا على التلات عيال لكن برضه رضينا بحكمته أن مراتى تجيب تانى».
ذهب الزوج والزوجة الى استشارى نساء، يقول الزوج:بعد الكشف تغير وجهه ولكنه لم يقل شيئا وطلب منا نوعا من الأشعة تتكلف ألف جنيه، والحقيقة لم يكن المبلغ متوفرا فأجلنا الأشعة ، وكانت زوجتى فى السادس وقتها.. إلى ان فوجئت الزوجة فى آخر الشهر الثامن بآلام الطلق. وبناء على نصيحة أحد الجيران توجهنا إلى الدمرداش وهناك لأول مرة تم اكتشاف الحالة والتعامل معها.
تعليقات
إرسال تعليق