حالة الفرح العارمة التى اجتاحت الشارع المصرى عندما توقف بث القنوات الفضائية، على خلفية حادث تفجير أبراج الكهرباء، مؤشر قوى، وصرخة مجلجلة تؤكد أن المواطن المصرى قد كفر بكل ما تقدمه برامج التوك شو طوال السنوات الأربع الماضية، وفقدان الثقة فى حجم التلون بلون الطيف السياسى، وحسب ما تقتضيه المصلحة، وشخصنة المعارك، بعيدًا عن المصلحة العليا للوطن. هؤلاء المذيعون المنقلبون الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب والدولة معًا يتقاضون الملايين سنويًا، ثم يخرجون علينا مرتدين «روب» المدافعين عن الغلابة، وحقوقهم المهدرة، ولا يقدمون شيئًا إلا تجارة الكلام، هذا فى الوقت الذى يتقاضى فيه على سبيل المثال الرئيس عبدالفتاح السيسى 240 ألف جنيه راتبًا سنويًا، أى لم يصل إلى ربع مليون جنيه، رغم أنه يتحمل مسؤولية مصير 90 مليون مواطن فى رقبته، يحتاجون رواتب وتعليمًا وصحة، وجميع الخدمات المتعارف عليها. وإذا أحضرنا كشفًا برواتب المذيعين المنقلبين الذين ينادون بالحرية، والعدالة، والكرامة الإنسانية ستصاب بصدمة عنيفة، فالبعض يصل راتبه إلى 10 ملايين جنيه سنويًا، وكل مقوماته هو التشكيك، والتسخيف من النظام دون وجه حق، وهنا مربط الفرس. لا يوجد شخص معصوم من النقد، وفى المقدمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، نقد يبنى لا يهدم.. نقد يضع الأمور فى مسارها الصحيح، وليس «فرش ملاية» ووصلات ردح بلدى تثير اشمئزاز النفوس.. نقد خالص لوجه الله، وليس نقدًا مغلفًا بكل أنواع المصالح الشخصية المقيتة، دون تغليب المصلحة العليا لهذا الوطن الذى يخوض معارك وجود ما بين حروب إرهابية داخلية، ومخططات خارجية تهدف للتمزيق والتدمير، وأوضاع اقتصادية كارثية. ونسأل كل الذين يضعون الخطط لتشويه صورة النظام الحالى، ماذا تفعلون لو سقطت الدولة؟ خاصة أنه بعد ثورة 25 يناير كان هناك احتياطى نقدى لجأت له الدولة لتسيير وسد احتياجات البلاد الأساسية، أما لو سقطت الدولة الآن، فى ظل انخفاض الاحتياطى النقدى إلى قرابة الثلث عما كانت عليه قبل الثورة، وتردى الاقتصاد المصرى، وانهيار جميع الخدمات، والمرافق الرئيسية، فماذ يفعل الغلابة والفقراء؟! الإجابة تتلخص فى أن هؤلاء الإعلاميين المنقلبين سيتركون البلاد ويهاجرون، مثلما فعل باسم يوسف، وبلال فضل الذى يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الغالبية من الشعب المصرى ستموت جوعًا، ولن تجد بديلًا عن بلادها. الحقيقة أن المنقلبين من الإعلاميين تعرت مواقفهم، وتكشفت أهدافهم ونواياهم، وأن كل حرف ينطقون به مدفوع الأجر، ووراءه حسابات خاصة، بجانب أنها تشيع البلبلة عند قلة من المواطنين، وتستغلها جماعات وتنظيمات تسعى بقوة لإثارة الفوضى. فقه الأولويات واضح وأعلنه المنقلبون من الإعلاميين بكل قوة، بأن مصلحتى الخاصة وما دونها الطوفان، وفرض إرادتى، وكسر أنف السلطة والدولة أهم أولوياتى، والرضوخ لأفكارى اللولبية والخزعبلاية، أو إعلان الحرب الضروس ضدكم.. ولكِ الله يا مصر!
تعليقات
إرسال تعليق