ابن الدولة يكتب:خطورة إعلام البطاريق على مستقبل الدولة..إعلامى يسخر من الجيش فى نفس توقيت الضربة لداعش.

وأستاذ إعلام يتحدث بطريقة حلزونية..ما الذى يملكه مذيع يدخل الاستديو بخروف ليحكيه لأحفاده؟ 
يشغلنى جداً هذا السؤال.. ماذا سأقول للأبناء والأحفاد بعد التقاعد ؟!!.. ربما يرجع انشغالى بهذا السؤال إلى ذكرياتى مع جدى وحكاياته التاريخية عن العدوان الثلاثى فى 1956 وخيبة أمله بعد هزيمة يونيو 1967 وقصته المكررة لى فى الطفولة عندما أجبر بناته على التبرع بالدم لصالح المجهود الحربى فى مساء يوم 6 أكتوبر 1973 ولم يلتفت إلى توسلاتهم له بأن يرحمهم فى الصيام.. كانت حكايات جدى ممتعة جداً وشكلت منطقة دافئة فى وجدانى تجاه الوطن.. باغتنى هذا التساؤل وأنا استرجع شريط سلوكيات نخبتنا تجاه الأحداث التى تشهدها مصر.. ماذا سيقولون لأحفادهم؟!!!!!!. أخذنى الخيال إلى ذلك الصحفى الإعلامى اللامع وهو يروى لأحفاده أنه كان يسخر من القوات المسلحة ويتهم قادتها بالغباء على الهواء مباشرة من مدينة الإنتاج الإعلامى، بينما نسورنا أبطال القوات الجوية يتوجهون صوب طائراتهم ليثأروا من الدواعش الذين قتلوا المصريين فى ليبيا بدم بارد.. تُرى هل سيكون متسقاً مع نفسه مطمئناً وهو يقسم للأحفاد أنه أفنى عمره من أجل وطن يليق بطموحاتهم!! ثم دفعنى الخيال دفعاً إلى تخيل فانتازى لأستاذ العلوم السياسية الموقر الذى يحاضر فى عدد لا بأس به فى مراكز الدراسات والأبحاث الأجنبية سيئة السمعة وهو جالس وسط أحفاده فى وسط حديقة قصره الفاخر وقد أصاب رأسه شيباً أضفى عليه الـ«جيل» لمعة مميزة، يحكى لهم كيف كان يصف ثورة الثلاثين من يونيو بالانقلاب وكيف ناضل من أجل مقاومة النظام القمعى.. ثم أنهار ضاحكاً عندما يسأله حفيدة فى براءة لم يحسب لها السياسى المحنك حساباً «وإزاى يا جدو النظام كان قمعى لما حضرتك كنت بتطلع فى التلفزيون وبتكتب فى الجرائد وعمرك ما اتسجنت وقدرت يكون عندك القصر الجميل».. وهنا يرد الجد البارع فى سياسة «لف وارجع تانى».. «يا حبيبى النظام بعد 30 يونيو 2013 ارتكز على محاور حلزونية تعتمد على أيدلوجيات لولبية متوازيه مع الدولة القمعية».. فيضحك الطفل وأضحك أنا أيضاً حين أتخيل ذلك الطفل قد كبر ودرس العلوم السياسية وفهم كيف كان جده متاجراً بعلمه مزيفاً للحقائق حين أحاط الشرفاء بالاتهامات الباطلة من أجل أجندة يصيبها أو مآرب يحققها. ثم انفجرت ضاحكاً وأنا أتخيل ذلك الإعلامى العالم ببواطن الأمور الصحفية عميق التحليل السياسى وهو يحكى للأطفال الذين التفوا حوله كيف كان يثرى الوعى الوطنى فى اللحظات الحرجة للوطن حين كان يصطحب فى الاستوديو خروفاً فى العيد الكبير و«بطانية» فى الشتاء ولبس «الأراجوز» فى مولد سيدى عبدالرحيم القناوى.. فيتساءل الحفيد مندهشاً «جدو هو أنت كنت بتشتغل فى السيرك ولا فى الإعلام؟!!! ويطالب الحفيد الآخر الجد بأن يسمح لهم بمشاهدة حلقته الشهيرة التى ارتدى فيها زى «البطريق» بمناسبة ذكرى يوم ميلاد البطريق الحزين الإسكندنافى. تزاحمت الرؤى فى خيالى.. تُرى ماذا سيقول كل منا لأحفاده.. ماذا سيقول الخائن والمغيب والجاهل والمهمل.. كيف سيقصون للمستقبل ما فعلوه للوطن ؟!.. أمر لو يعلمون عظيم. أعود للواقع متألماً من رحلتى السريعة فى الخيال، تحول معها التساؤل إلى صراخ بداخلى.. ماذا سنقول للأحفاد عندما نروى لهم ما فعلناه من أجل الوطن.. واكتشفت أن هناك من سيحتفظ لأحفاده بألف قصة مشرفة تليق بالوطن.. مثل تلك القصة المشرفة التى سيقصها مجند لأحفاده عن روح العزيمة والإصرار التى عاشوها هو وزملاؤه وهم يواجهون إرهاباً أسود ضالا حاول أن يفتك بحلم الوطن، أو تلك القصة التى سيرويها عامل من الأبطال الذين يحفرون لنا مجرى جديدا لقناة السويس ويحكى لأحفاده عن ملحمة الأمل والعمل التى صنعت لهم حلمهم.. تخيلت زوجة شهيد من الجيش والشرطة تحكى لأحفادها كيف ذهب جدهم إلى عمله فلبى نداء الوطن شهيداً من الأبرار وكيف ترك لهم ذلك الشرف الأعظم. إن ما نفعله من أجل الوطن سيسألنا عليه الله والأحفاد.. أما الله سبحانه وتعالى فمغفرته ورحمته وسعت كل شىء.. ويبقى الأحفاد.. فلنجتهد فى العمل والبناء من أجل أن نترك لهم وطنا يليق بما نرجوه لهم أو على الأقل بما لا يضعنا أمامهم فى قفص الاتهام. وطنى لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى 





المصدر اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة