عبدالله الرويشد ض: تكريمى مع شادية تاج على رأسى
يحمل المطرب الكويتى عبدالله الرويشد، لقب سفير الأغنية الخليجية، بإسهاماته وأعماله التي قدمها على مدار 40 عاماً،
وأثرت الأغنية الخليجية والعربية، فهو يتمتع بصوت أخاذ وقدرة علي اختيار الكلمة واللحن الجيد، كل هذه الأمور ساهمت فى نبوغه الفنى، الذى جعله يقف على مسرح قاعة سيد درويش ليمنح الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية، أهم صرح أكاديمى فنى فى العالم العربى، «الرويشد» أبكى العالم العربى عندما قام بالغناء فى الليلة المحمدية مع احتلال العراق، وها هو يعود لمصر الآن ويتحدث لـ «الوفد» عن تكريمه وحصوله علي الدكتوراه الفخرية في الحوار.
< كيف استقبلت خبر منحك الدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون المصرية؟
- كل الاحترام والتقدير لكل من ساهم فى هذا التكريم واختار اسمى وسط هذه الكوكبة الكبيرة من النجوم، وعلى رأسهم السيدة العظيمة القديرة شادية والفنانان حسين الجسمى وعبادى جوهر، ولذلك فأنا أفخر بالحصول على الدكتوراه الفخرية ومصر دائما سباقة بكل شىء، فأنا لم أكرم فى بلدى مثلما كرمت فى مصر، فهى بلدى الثانى، وتكريمها هو ثمرة كل مشوارى الفنى الذى سرت فيه ونجحت وقدمت بعد كل هذا العمر أغانى متنوعة ما بين عاطفية ووطنية وسياسية وقدمت أيضا الليلة المحمدية والتى كانت أكبر انتشار حقيقى لى فى الوطن العربى.
< لماذا أصررت على تقديم أغنية «مصر التى فى خاطرى ضمن الاحتفالية» ولم تقدم أغنية جديدة؟
- هذه الأغنية بالنسبة لى هى مصر، عندما علمت بتكريمى من أكاديمية مهمة مثل أكاديمية الفنون وهى الوحيدة الموجودة فى العالم العربى قررت أن أثبت للجميع أننى أحق باستقبال هذه الشهادة، وبالفعل أنا لست اكاديميا لكنى قررت تقديم أغنية تثبت موهبتى، وهذه الأغنية بالذات تشكل لى حباً مصرياً خاصاً، فوالدى أحضرنا إلى مصر فى 1962 وقتها كانت دولة غريبة لكننا جميعا أحببناها، وهذه الأغنية قدمت عام 1967 شعرت انها مصر لأنها حققت نجاحا منقطع النظير فى وقت عصيب سياسيا، كتبها وقتها الشاعر أحمد رامى ولحنها الموسيقار رياض السنباطى وهذا أعطانى فخراً أن أغنيها.
< ألم تخش من الغناء لأم كلثوم؟
- لا يمكن أن أقارن بكوكب الشرق فهى صوت الشعب، علامة الفن والابداع، وسعيد أننى أعيد أغنيتها مع فرقة أم كلثوم من جديد والتى أعتبرها واحدة من أهم الفرق المصرية والتى تأتى إلى الكويت وتقدم عروضا محترمة للغاية تثبت عشق الجمهور الكويتى لكوكب الشرق وأننا جميعا نتهافت على سماعها وسماع أى صوت يستعيد ذكراها وأى أغنية قدمتها كانت بالنسبة لنا تاريخاً طويلاً، ولذلك أحببت أن أقدم موسيقى ولحناً وأغنية عظيمة.
< الليلة المحمدية كانت نقطة انطلاقة حقيقية جمعتك مع الراحلين عبد الرحمن الأبنودى والموسيقار عمار الشريعى، فماذا عن تعاونك معهما؟
- هذه الأغنية مثلت لى نقطة انطلاقة حقيقية وأنا أعترف أن شهرتى فى مصر جاءت على يد كل من عمار الشريعى والشاعر عبد الرحمن الأبنودى والملحن جمال سلامة، وكانت هى انطلاقة لاسم عبدالله الرويشد فى الوطن العربى وكانت أمسية تتحدث عن أشياء دينية ولكن مزج فيها بين العاطفى والوطنى أدت لنجاحها بهذا الشكل، لكنى اليوم بمصر دون عمار أخى وشقيقى وحبيبى الذى دفنته بيدى وافتقدته وافتقدت فيه ريحة مصر، ورحل أيضا «أبوية» الخال عبد الرحمن الأبنودى وأشعر بكسرة فى قلبى لغياب أساتذتى الذين تعلمت منهم كل شىء.
< كيف ترى استقبال الجمهور المصرى لأغانيك؟
- وجدت محبة الناس فوق العادة فأنا جئت إلى مصر منذ يوم الأربعاء وأقابل الناس فى الشارع وأشعر بسعادة غامرة لأنه جمهور مختلف، فالنجومية فى مصر لها طعم جميل، ووجدت حفاوة كبيرة أيضا من الأكاديمية من بينهم أحلام يونس رئيس الاكاديمية وأيضا مها العربى عميد معهد الموسيقى العربية وعاطف إمام المشرف على فرقة أم كلثوم والموسيقار الكبير رياض السنباطي وهذا التقدير من الجميع شعرت اننى طائر بالهواء.
< لماذا لم تقدم ألبوماً باللهجة المصرية كما فعل عدد من فنانين الخليج؟
- قدمت عدداً من الأغنيات باللهجة المصرية وحققت نجاحاً كبيراً من بينها احتفالات الجيش من كلمات عبد الرحمن الأبنودى وألحان عمار الشريعى والليلة المحمدية وغيرها وأتمنى لو تتاح لى الفرصة لتقديم ألبوم كامل فأنا عاشق لأهل مصر وأغانيها وجمهورها ورائحتها، وأتمنى لو يتم التعاون مع الملحنين والشعراء المصريين فى المستقبل، وبالفعل اتفقت مع الموسيقار أمير عبد المجيد على تقديم عمل يجمعنا معاً يكون برائحة مصر.
< وماذا عن أصداء ألبومك الأخير «ملك بالحب» خاصة مع أزمة الكاسيت التى يعانيها؟
- أصداء الألبوم كانت متميزة وكل أغانيه حققت نجاحاً كبيراً خاصة أن الجمهور تلقى أغنية الملك بشفافية وحب كبير وأنا سعدت بهذا النجاح لأن العالم العربى كله يواجه أزمات بسبب الوضع العام من حروب ومشاكل، والجميع أصبح يتابع وسائل الاعلام فيحزن لما يحدث فى الوطن العربى أجمع بالإضافة إلى مشكلات القرصنة وغيرها التى تواجه سوق الكاسيت بشكل عام، ولذلك فالفن كله يواجه أزمة وعلى الفنان أن يقدم أغانى جديدة ويطور من نفسه.
< رغم فرض الوضع السياسى لكن الألبوم كله رومانسى لماذا؟
- لأننى أحب أن أغرد خارج السرب وأنا لست قلقا على المستقبل لأنه بيدى الله، فأنا متفائل جدا بالمستقبل وكل مشكلة تواجهنى ألقيها خلفى وأريد أن أذهب بالجمهور فى العالم كله خارج الاحداث.
< على أى أساس تختار أغانيك التى تصورها بطريقة الفيديو كليب؟
- على أساس النجاح وما أراه فى عيون الجمهور، وأحافظ دائما على تقديم أغانٍ كثيرة بطريقة الفيديو كليب ففى الألبوم أصور أغنيتين أو ثلاثاً وأعتمد فقط على الأغنية التى تحقق صدى منذ بدايتها مع الجمهور.
< لماذا تتعمد الجرأة فى اختيار كلماتك؟
- أعتمد على الجرأة فى اختيار كلماتى مثل «ضمنى»، و«أنا الملك فى الحب» فأنا أتعمد أن أعطى انطباعاً بالجرأة فى الكلمات وأحب أن أتعامل مع عدد كبير من الشعراء والملحنين ويعرض على عدد من الأعمال لكنى أبحث دائما عن العمل الذى يميزنى.
< كيف ترى التعامل مع شركة روتانا للانتاج خاصة بعد ابتعاد عدد كبير من الفنانين عنها؟
- روتانا بيت الطرب والفن فى العالم العربى ولايمكن أن نخرج منها، وهناك الكثيرون الذين تركوها لكنهم عادوا إليها مرة أخرى من بينهم أنغام، فهى الشركة الوحيدة التى تهتم بالكاسيت وتصدر ألبومات كثيرة، وأنا فى كل عام أقدم ألبوماً واهتم بذلك والشركة تحافظ على ذلك معى ليكون تواجدى دائماً وانتهيت بالفعل من تسجيل 4 اغنيات فى ألبومى الجديد لأطرحه مع نهاية هذا الموسم.
< كيف ترى جيل الشباب الآن، خاصة مع زيادة برامج المواهب وانتشارها؟
- للأسف لايوجد أحد فيهم «يعلم» مع الجمهور لأن برامج المواهب أثبتت مللها فلا نجد أحداً ظهر منها مثل حسين الجسمى الذى أصبح نجم النجوم وفخراً لبرامج المواهب، بعده لم نر أحداً له بصمة واضحة أثبتت نجاحها، للأسف البرامج أصبحت مملة كل القنوات تسعى لها «اكس فاكتور» و«آراب أيدول» وغيرهما وأنا لى تجربة فى برنامج «نجم الخليج» لكنها تجربة لم أجد نفسى فيها، لذلك فاعتقادى أن اكتشاف المواهب فكرة أثبتت فشلها، والعودة إلى الانتاج كما تفعل شركه روتانا نجدها الأصح فهى أثبتت أنها العمود الفقرى للفن.
< ماذا تمثل مصر بالنسبة لك؟
- أحب كل شىء مصر ناسها وأهلها ورائحتها ونيلها تابعت أحداثها بعد ثورتى يناير و30 يونيو وكنت حاضرا فى ثورة يناير وكنت قلقا عليها لأن التغيير صعب لكن مصر هى الحب «قد الدنيا».
< كيف ترى الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد 30 يونيو؟
- إنسان أحترمه وأقدره وأرى فيه انسانية وتطلعاً نحو مستقبل أفضل، ودوره مهم جداً فى هذا الوقت الحرج التى تعانى فيه مصر من مشاكل عديدة، مصر هى أم الدنيا حاضنة على أمن كل بلد عربى ولذلك نقدم لها كل حب واحترام.
تعليقات
إرسال تعليق