خصخصة القطارات!

المصدر الاهرام . الاعمدة . كل يوم . مرسي عطا الله
أعادت حادثة تصادم قطارين فى مدخل مدينة الإسكندرية قبل عدة أسابيع فى يوم جمعة حزين فتح ملف هيئة سكك حديد مصر والحقيقة إننى مازلت عند رأيى الذى أبديته أكثر من مرة بأن التعامل الصحيح مع الكوارث والأزمات لا ينبغى أن نحصره فقط فى شدة المطالبة بمحاسبة المقصرين ــ رغم وجوب ذلك ــ وإنما التعامل الصحيح يبدأ بمعرفة الجذور الحقيقية لتكرار وقوع هذه الحوادث المؤسفة. 

نحن بحاجة إلى مصارحة أنفسنا والتعامل مع كوارث القطارات من أقصر طريق وهو طريق الخط المستقيم المشابه لخطوط السكك الحديدية التى تسير عليها القطارات ومن ثم الاعتراف بغياب الإدارة السليمة التى تقوم على الحزم. 

لقد كان هذا المرفق الحيوى منذ نشأته قبل أكثر من 150 عاما نموذجا للانضباط وعنوانا للنجاح ومن أسف أننا تركناه يتدهور حتى وصل بنا الحال إلى ما هو عليه من انهيار إدارى مصحوب باستهتار فاضح من جانب المتعاملين مع هذا المرفق كعاملين أو ركاب أو معتدين على حرم الخطوط بالمبانى العشوائية المخالفة. 

ولا شك أن أحد أهم أسباب ما نحن فيه الآن يعود فى المقام الأول إلى سنوات مضت غابت فيها الشجاعة الكافية لاقتحام حقول الألغام الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة فى قوانين عقيمة أبرزها قانون العمل وما به من قصور. 

وبصرف النظر عما يتردد من اقتراحات أو همسات تدعو إلى إلحاق هيئة سكك حديد مصر بقطار الخصخصة فإن الأهم ليس هو المسمى واللافتة وإنما المهم هو الاتفاق على حاجة هذا المرفق وغيره من المرافق الحيوية إلى هزة عنيفة حتى لا تضيع كل جهود الإصلاح سدى وبالتالى تستمر الفجوة على اتساعها الموروث بين ما هو معلن من سياسات وما هو قائم على أرض الواقع. 

أتحدث عن حقائق ووقائع لا يجدى استمرار إنكارها ولابد من اقتحام أى مشكلة اقتحاما جريئا وشفافا والكف عن سياسة الهروب إلى الأمام بدعوى الخوف من المسميات أو الشعارات الرنانة! 

خير الكلام: 

<< ليس الأعمى من فقد بصره وإنما من يأبى رؤية الحقيقة ! 
Morsiatallah@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة