أحلام السيناوية .. بيت طوب ابيض و كام فدان نزرعهم


الاهرام - اخبار مصر - تحقيقات - سيناء
بعضهم يحلم ببيت و « كام فدان للزراعة»..فى الوقت الذى يتمنى فيه آخرون ميسورو الحال بعض القرارت والخدمات تمكنهم من زيادة الإنتاج وفرص تسويقه.. وتوفير وسائل المواصلات و المعديات الكافية تيسيرا للحركة والتنقل.. من أجل الاسراع فى دفع عجلة التنمية على أرض الفيروز، مؤكدين أن التعمير والتنمية هما أفضل الأسلحة فى مواجهة الإرهاب، و أنه لو تكلمت سيناء لأكدت أن أهلها ليسوا أقل حبا للوطن من باقى المصريين.


« بيت من طوب أبيض وكام فدان نزرعهم»، حلم فاطمة سالم وزوجها حماد فرج الله الذان يفترشان أرض عشة من الخوص فى صحراء جلبانة. هنا يعيشون هم وأغنامهم، وسيلتهم الوحيدة لكسب الرزق .. وينتظرون كل يوم من يتوقف فى طريقه إلى العريش ليسأل عن أحوالهم..
أودت السيول ببيتهم فى جنوب سيناء ولم يجدوا مفرا من الترحال ليستقر بهم الحال فى هذه المنطقة..يرعون الغنم وينتظرون كل يوم أملا جديدا فى بيت تحميهم جدرانه من برد الشتاء ولهيب حرارة الصيف..ومصدر رزق يمكنهم من العيش وتزويج الابنة التى ينتظرها الخطاب ،لكن يحجم أحلامها ضيق العيش وسوء الأحوال.


المزيد من الاهتمام...توفير فرص العملوحقوق المواطنة والإنتماء..وتوفير سبل الحركة والانتقال ..هى أبرز آمال وأحلام أهالى سيناء من البدو المقيمين أو من الوافدين للعمل والتعمير والإقامة منذ سنوات .بسطاء أو أغنياء..متعلمون أو ثقافتهم محدودة..يتمنى الجميع مزيدا من الاستقراروالخدمات وفرص التنمية ليعم خير سيناء العامرة بالخيرات والثروات ويستفيد منه الجميع.
من بساطة العيش فى صحراء جلبانة إلى حياة أكثر تيسيرا واستقرارا فى بالوظة .فى مندرة منزله السيناوى استقبلنا سالم هندى، محاسب ويعمل فى المقاولات وأعمال البناء. حلمه هو تعمير أرض سيناء « احنا مش محتاجين فلوس، لدينا مساحات كبيرة من الأراضى والثروات لكن نحتاج إلى بعض القرارات التى تسهل أعمال التعمير و التنمية . وبعض الخدمات البسيطة واحنا ح نشغل نفسنا.»
قرارات مثل ضحا المياه فى امتداد ترعة السلام..وتيسير سبل التنمية المختلفة.
حلم أن تكون سيناء مثل باقى المحافظات الأخرى دون فواصل وحواجز بينها يتكرر علي ألسنة الكثيرين من أبنائها " أستطيع العبور منها وإليها دون الانتظار ساعات طويلة فى طوابير المعديات للانتقال ولتسويق منتجاتنا٠٠ نقف ساعات قد تصل للذهاب الى الاسماعيلية..أو السفر إلي القاهرة٠٠وكأننا ننتقل من بلد إلي أخري»٠٠مسافات ليست بطويلة لكن مواصلات قليلة تحد كثيرا من القدرة على العمل والانتقال والحياة هنا."
طارق اسماعيل من سهل الطينة يؤكد أن نقص المواصلات يسبب معوقات لانتاج وتسويق المحصول الذى يباع بثمن بخس بسبب صعوبة التنقل.. مضيفا : « بخلاف معاناة المرضى وكبار السن » .


وفى منزله ببالوظه يستكمل سالم الحديث عن السيناوية قائلا : الدولة تساعد أهل سيناء..لدينا كهرباء وتعليم لكن يؤلمنا تعميم السيئة٠ فليس كل أهالى سيناء خارجين عن القانون..فليحاسب المخطىء.. ويتم تسهيل حياة الآخرين وتوفير فرص العمل لهم..« مشيرا إلى أن التنمية هى الحل الأفضل فى مواجهة الارهاب.»
ليتدخل أكثر من طرف فى الحديث مؤكدين « مصر فى قلوبنا ونحن جزء من هذا الوطن ولنا حقوق كل المصريين.» ويلتقط سالم طرف الحديث متسائلا: « لماذا يحرم السيناوية من حق الالتحاق بالكليات العسكرية ؟ لا تحاسبونا على أخطاء بعض أجدادنا ..حاسبونا على سلوكنا اليوم ..فلسنا أقل حبا للوطن من غيرنا »
ومن بالوظه إلى طريق القنطرة ...يستقبلك بيت محاط بحديقة مزروعة يبدو جاذبا للأنظار وسط الصحراء الممتدة هنا يعيش المهندس الزراعى أشرف زهران وعائلته.
باع بيته وكل ما يمتلك فى القاهرة وقدم إلى صحراء سيناء ليستصلح الأرض ويقيم حياة جديدة ويصنع مستقبلا مختلفا. يحلم بامتداد شرايين التنمية على أرض سيناء وامتداد المساحات المزروعة فى أرض الخير والنماء لجذب المزيد من السكان وعناصر الاستقرار وليتدفق خيرها فى كل المحافظات.
واذا كان المهندس أشرف استطاع الحصول على أرض لإستصلاحها وزراعتها فهناك الكثيرون ممن يحلمون بقطعة أرض وتسهيلات لزراعتها و من بينهم حسن إبراهيم نصر الدين الذى يعيش فى الصالحية ويعمل بالأجرة فى أراضى المنطقة


٠
أحلام وآمال بسيطة لأبناء أرض الفيروز..معول التنمية وخط الدفاع ضد الإرهاب الذى يتحايل لإستغلال إحباط وغضب البعض أحيانا ليضمهم إلى صفوفه.. فليكن سلاح المواجهة هو التنمية والمزيد من الحقوق والخدمات..ولم الشمل بمشروعات وفرص عمل جديدة تستوعب أبناء سيناء و أبناء المحافظات الأخرى فى هجرات داخلية آمنه بدلا من رحلات الهجرة غير الشرعية إلى الموت فى الخارج. 




المصدر الاهرام 
 سيناء: دعـاء خليفة

تعليقات

المشاركات الشائعة