مستشار المفتى لطلبة الجامعة الأمريكية: مهمة دار الإفتاء بيان الحكم الشرعى


اليوم السابع - أخبار مصر - دين

قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، إنه يجب التأكيد على أهمية تجديد الخطاب الدينى فى هذه المرحلة، لربط الدين بالواقع من جهة، ولدحض حجج المتطرفين والغلاة فى الدين من جهة أخرى، والذين ذهبوا من أجل تبرير أفعالهم الإجرامية من قتل وسفك للدماء إلى الاستدلال بآيات قرآنية وأدلة من السنة النبوية مقطوعة عن سياقها بفهم عقيم ينم عن جهل مطبق، مصدرين للآخر خطابًا دينيًّا يبرر العنف بكل أشكاله وفى حق الجميع، فى الوقت الذى نهى الإسلام عن القتل والترويع. وأضاف د. نجم فى محاضرة ألقاها اليوم، على الطلاب الأجانب بالجامعة الأمريكية أن مسألة ضبط وتجديد الخطاب الدينى تتطلب مراجعة أمينة له، وتجديدًا مهمًّا وضروريًّا لكى يكون الخطاب الدينى رادعًا للعنف والإرهاب ودافعًا للعمل ومحفزًا على الدعم والتعاون والتدافع فى الأرض لإعمارها وعمارتها. وأوضح مستشار مفتى الجمهورية أنه لا بد أن يحارب الخطاب الدينى الأفكار المتطرفة والهدامة، التى تسعى لنشر الخراب والفتن عبر اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها، وتنزيلها على وقائع وأحداث لا تمت لها بصلة. وشدد مستشار المفتى على أنه يجب على المتصدرين للخطاب الدينى أن ينتبهوا لمثل تلك الأفكار والمحاذير وأن يتصدوا لها بوعى وعلم وبصيرة عبر نشر فكر إسلامى وسطى يعبر عن صحيح الدين وسماحته وإيجابيته فى الحياة الدنيا، كما أنه لا بد أن يتصف الخطاب الدينى المأمول بمجموعة من الخصائص التى تناسب العصر ليكون فيه الحل لكل ما يعن للمسلم فى أمر دينه، خطاب يكون قوامه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ويتصف بالوسطية والاعتدال، ويكون خطابًا عالميًّا يخاطب الجميع ولا يقتصر على المسلمين، ويدعو إلى التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التى تقرب الناس إلى الدين ولا تكون سببًا لنفورهم منه. وأشار د. نجم إلى أن مهمة دار الإفتاء المصرية الأساسية هى بيان الحكم الشرعى للمسلمين فى كل ما يشغلهم فى أمور دينهم ودنياهم، وهذا هو صميم عملنا بدار الإفتاء، وكوضع طبيعى انتشرت فى الآونة الأخيرة موجة من الشبهات والفتاوى الشاذة والآراء الصادمة، التى تطعن فى ثوابت الدين والصحابة، وبالتالى هبت الدار من واقع صميم عملها للرد على كل تلك الشبهات والافتراءات، وكان هذا النشاط واضح بشكل ملحوظ نتيجة الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجة لانتشار الآراء المتشددة من قبل البعض. وأضاف أن الدار من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة تحصل على الكثير من هذه الفتاوى والآراء نتيجة الرصد اليومى وعلى مدار الساعة من قبل الباحثين والمتخصصين فى هذا المرصد، ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الأحداث ونشرها فى الإعلام لإعطاء الصورة الصحيحة، ومنع حدوث البلبة والوقيعة بين الناس فى ظل ما تشهده البلاد من ظروف فى وقتنا الحالى، وهذا العمل سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل إن شاء الله هو نابع من صميم عمل دار الإفتاء ودورها فى نشر الوعى الدينى الوسطى بين المسلمين. وقال د. نجم فى محاضرته: "أردنا أيضًا أن نقوم بدورنا للدفاع عن الدين وإظهار الحقائق أمام الرأى العام فى الخارج فى ظل ما يتعرض له الإسلام من هجمات، بالإضافة إلى وجود أقليات إسلامية فى الخارج لها قضاياها الدينية التى تريد الإجابة عنها، وهذا من واقع دورنا أيضًا". ولفت مستشار مفتى الجمهورية فى ختام محاضرته إلى أن دار الإفتاء ستبدأ هذا العام فى مشروع عالمى يهدف إلى تصحيح صورة الإسلام بالخارج عبر عدة وسائل من أهمها إرسال قوافل من علماء دار الإفتاء المصرية للقيام بجولات خارجية تجوب الخمس قارات لنشر الفكر الصحيح، وتوضيح العديد من المفاهيم التى يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين فى الخارج.


اليوم السابع

تعليقات

المشاركات الشائعة