«محمد والمسيح.. معاً على الطريق» دعوة واحدة ورؤى تتجاوز الزمان

المصدر الاهرام . اخبار الادب

وكأنه يطل علينا من عليائه محذراً ومذكراً ومنبهاً لعلنا نتذكر ونستيقظ من سبات عميق! حينما أصدر خالد محمد خالد الطبعة الأولى من كتابه، كان يستهدف بث رسالة للذين يؤمنون بالمسيح، أو يؤمنون بمحمد فى كلمات موجزة: برهان إيمانكم إن كنتم صادقين أن تهبوا جميعاً لحماية الإنسان وحماية الحياة.
وفى طبعته الثالثة كان يتصور أن الخطر أصبح متعاظماً لأن البشرية تعيش تحت وطاة ظلمات تستدعى الإصغاء لكلمات محمد والمسيح وأن البشرية فى اشد الحاجة إلى السير معاً على نفس الطريق الذى سارا عليه «معاً» الصادقان الأمينان الخالدان، فما بال ما يعانيه الإنسان فى هذه الآونة وخوارج العصر يكفرون ويقتلون بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان!.

من ثم كان إعادة النشر فى سلسلة كتاب اليوم الطبعة الرابعة ضرورة يفرضها تداعيات المشهد الراهن ، ليكون كتاب «معا على الطريق.. محمد والمسيح «بمثابة مصباح هداية وشعاع نافذ يكشف زيف مايذهب إليه التكفيريون ومن يسير على طريقهم المزروع بأشواك التطرف والعنف الفكرى والعمل على السواء».

والكتاب لا يقدم تأريخاً للرسول ولا المسيح، بل بحثا عن الإنسان وعن الحياة فى تعاليمها الرشيدة ، ومواقفهما المجيدة مع الانسان والحياة ، من منظور الوعى بالمسئولية تجاه الرسولين الكريمين ، كما هى تجاه الانسانية باعتبارها الاسرة الجامعة تحت سمائها لكل بنى آدم.

جاء الكتاب فى ستة فصول هي: سقراط يقرع الأجراس، الهداية ترسل سفائنها، معاً على طريق الرب، معاً من أجل الإنسان، معاً من أجل الحياة والآن باراباس، أم المسيح

وإلى حد بعيد، فإن انطلاق خالد محمد خالد من محطة سقراط كان موفقاً إذ إن خيطا رفيعا يمتد بين من يمتلك الرؤية الفلسفية وصاحبى رسالة سماوية، فالهدف كأن الإنسان، وعلى نفس النهج واصل المؤلف رحلته مروراً بأصحاب الفلسفات الهادفة لخير البشرية، حتى وصل إلى محطة الرسل، ولم يغب عن خالد أن يمد بصره ليرصد احوال المجتمع قبل مجيء الرسولين العظيمين.

وحرص المؤلف على التأكيد على البُعد الإنسانى المتجاوز للزمان والمكان عند كليهما – المسيح ومحمد – إذ أبرز مقولة الأول «جئت لأخلص العالم» ومقولة محمد «إن الله أرسلنى للناس كافة» ومن ينظر للعالم اليوم يدرك أن اتباعهما هما الأكثر عدداً وتأثيراً فى مقدرات البشر.

وفى سبيل ذلك يشير المؤلف إلى المواجهات التى تكبدها الرسولان الكريمان خلال دعوتهما لإعلاء قيم الخير والمحبة والسلام، ومن ثم تأكيدهما على أن الحياة لا تتجزأ، فهى كيان واحد، وأى مساس بأى جزء منها، مساس بها كلها وعدوان عليها جميعا، وكما اعتبر المسيح البغضاء كالقتال، اعتبر محمد القطيعة قتلاً.

ويختم خالد سفره البديع بإشارة ذات دلالة مهمة إذ الواجب الذى سنذكره دوماً «كلما ذكرت المسيح ومحمداً أن نجعل لوجودنا الإنسانى حقيقة ومعنى وأن يكون سبيلنا لهذا الحق القوى والمحبة اليقظي».

تعليقات

المشاركات الشائعة