هذه حكاية إمرأة الحطاب التى بشرها الرسول بالجنة!

المصدر الاهرام . كتب عزت السعدني

سألتنى مذيعة عربية فى محطة تليفزيونية عربية ترسل برامجها من باريس عاصمة النور: من هى المرأة ــ ونحن فى شهر الصيام والتقى والبركات ــ التى يمكن أن تلحق أو تستحق فى زماننا هذا بركب امرأة الحطاب التى بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة؟

قلت لها: أؤكد لك انه لا أحد فى زماننا هذا يذكر أو يتذكر أو حتى قرأ أو سمع عن حكاية المرأة الحطابة هذه التى بشرها رسول الله بالجنة!

قالت: لنسمعها منك أنت الآن؟



قلت: عندما سألوها عن زوجها قالت: إن زوجى إذا خرج يحتطب أى يجمع الحطب من الجبل فيبيعه ويشترى ما نحتاجه أحس بالعناء الذى لقيه فى سبيل رزقنا.. وأحس بحرارة عطشه فى الجبل تكاد تحرق حلقي.. فأعد له الماء البارد حتى إذا ما قدم وجده.. وقد نسقت متاعى وأعددت له طعامه.. ثم وقفت انتظره فى أحسن ثيابي.. فإذا ما دخل من الباب استقبلته كما تستقبل العروس عريسها الذى عشقته، مسلمة نفسى إليه.. فإن أراد الراحة أعنته عليها.. وإن أرادنى كنت بين يديه كالطفلة الصغيرة التى يتلهى بها أبوها!!

قالت المذيعة العربية: طبعا كلنا متفقون على أن هذا الصنف من النساء قد انقرض من حياتنا ولم يعد له وجود..

قلت لها: لك منى هذا دون تردد ودون تعقيب!

ولكن اسمحى لى ياسيدتى أن أقول لك:

> من فى هذا الزمان يستمع وينفذ وينصاع ويرضى ويقبل مفاهيم التوراة نفسها التى تقول:

«متى خرجت الزوجة من بيت أهلها، ودخلت بيت زوجها.. صار له عليها حق الطاعة التامة والامتثال الكامل.. فعليها ألا تخالفه فى شيء مما يطلبه منها.. بل تذعن له كما تذعن الجارية لسيدها..»؟

> من فى زماننا هذا يستمع إلى تعاليم بولس الرسول كما جاءت فى الإصحاح الخامس:

«أيتها النساء.. اخضعن لرجالكن كما للرب.. لأن الرجل هو رأس المرأة.. كما أن المسيح هو رأس الكنيسة..»

> وأين هى تلك المرأة فى زماننا هذا التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التى تطيع زوجها إذا أمر.. وتسره إذا نظر.. وتحفظه فى غيابه فى عرضه وماله؟»

> وأين هى المرأة التى تعيش بيننا الآن والتى قال فيها الامام الغزالي: عليها طاعة الزوج مطلقا فى كل ما طلبه منها فى نفسها.. مما لا معصية فيه؟

...........

............

جاءتنى السيدة نادية مرزوق المحامية ولها صولات وجولات فى جميع محاكم الأحوال الشخصية فى زنانيرى والذى يطلقون عليه بيت الجحيم أو بيت الكراهية.. لأن الكل فيه نساء أو رجالا يكره الآخر.. ويريد أن يمرمط الآخر ويبهدل الآخر.. بعد أن تحول الزوج إلى نسر كاسر.. والزوجة إلى حية رقطاء..

قالت لي: اسمح لى أن أقول رأيى كتابة..

تعالوا نقرأ ما كتبته نادية مرزوق وهى للعلم زوجة وأم:

> أصبحنا فى الزمن الرديء زمن الماديات.. أصبح للماديات السيادة والسلطان..

كانت الزوجات زمان طوعا للرجل وتحت بنانه، تعمل ما فى وسعها ليرضى عنها زوجها وفى الوقت نفسه تحترمه وتقدره..

أما زوجات هذا الزمان زمن الكمبيوتر والإنترنت والعولمة فقد رفعن راية لا طاعة بعد اليوم ودستورها: شجار، نكد، مشاحنات، هم وغم، خلافات من كل نوع وكلها من مظاهر المشاكل التى تنفجر والتى من أهم أسبابها عدم القناعة والرضا والطاعة للزوج.. ناهيك عن قانون الخلع الجديد.

ولكن هل معنى هذا أن المرأة، وقد تحررت من أغلال الماضى أن تجنح بعيدا عن تعاليم الدين ومبادئه ـ هذا الدين الذى أكرمها وأعطاها من الحقوق مالا يتوافر للمرأة فى بعض الدول الأجنبية، فالطاعة معناها الخضوع النابع من الحب وليس الخضوع النابع من القهر أو الخوف..

قال تعالي: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله..) سورة النساء الآية 34.

وقد جاءت الآية الكريمة لتوضح قوامة الرجل على المرأة لأمور عديدة وكما جاء فى كتاب تفسير الكشاف:

> عبادة الرجل فى الدين كاملة، أما المرأة تحكمها أمور الحمل والولادة.

> كذلك الشهادة فى الزنا لاتقبل إلا من رجل.

> كذلك الشهادة على عقد الزواج.

> والجهاد فى سبيل الله فرض علىالرجال.

> وهى ليست مطالبة بالنفقة، فهى من اختصاص الرجل.

< وتخرج المرأة بإذن وتصوم بإذن .. فهو يكلف بأمور لم تكلف بها المرأة والإنفاق فى الآية الكريمة يعود على الرجال وليس المرأة ، فالرجل يستطيع تحمل المشقة لقوته البدنية.

>>>

تسألنى المذيعة الصاحية:

لماذا جاءت النبوة للرجال؟

قلت : اسمحى لى ان احيلك للشيخ محمد متولى الشعراوى احد ائمة المفسرين فى زماننا هذا ... الذى سألته نفس السؤال يومها فقال :

قال تعالى : ( ولو جعلنه ملكا لجعلنه رجلا ....) سورة الأنعام الآية 9

(فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى ) سورة آل عمران الآية 36

(إنى وجدت آمرأة تملكهم ...) سورة النمل الآية 23.

وقد تعجب الهدهد عندما وجد الملكة بلقيس تحكم مملكة سبأ وهى امرأة وأبلغ سيدنا سليمان بالأمر.

وفى حديث للرسول الكريم : ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) - رواه البخارى .

أما التفضيل فى الآية الكريمة فجاء لمقدار الطاعة من يطع ويتق الله ويعمل بتعاليمه هو الأفضل عند الله سواء كان رجلا أو امرأة .

وقد جاءت بعض أحاديث الرسول لتؤكد ضرورة طاعة المرأة لزوجها وقوامة الرجل على المرأة .

«أيما امرأة باتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة .

- ايما امرأة أطاعت زوجها قيل لها ادخلى الجنة من أى الأبواب شئت».

عن الأمام أحمد .

................

.........

نعود الى ماكتبته السيدة نادية مرزوق :

وقال الرسول الكريم ( اتبعوا ولا تبتعدوا )

وقال تعالى : ( واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ...) سورة النساء الآية 43 .

فإذا أحسنت الزوجة رعاية زوجها وحبها له زاد الحب فى قلبه وأصبح هو طوع يدها .

حقيقة تستطيع الزوجة بالكلمة الطيبة والعمل الصادق تجاه زوجها أن تمتلك المفاتيح السحرية للسعادة الزوجية .

عن حديث للرسول الكريم (خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة ).

وعن فضل طاعة الزوج قال الرسول : ( المرأة إذا صلت خمسها وأحصنت فرجها وأطاعت رجلها فلتدخل من أى أبواب الجنة شاءت ).

أما عن صفات المرأة المؤمنة الصالحة :

1 ـ أن ترى فى القناعة طريقا لها .

2 ـ بشوشة الوجه راضية النفس .

3 ـ لا يعرف الحسد طريقه إليها .

4 ـ لا تكلف زوجها ما لا يطيق قناعة بما جاء.

5 ـ تهون عليه فى شدته وتقف إلى جواره فى محنته.

وللنساء أمور وللرجال أمور ولكل منهما مايميزه عن الآخر ، فهو المكلف بالإنفاق على أسرته وهو حارس الأسرة وراعيها فهو اولا واخيرا رب الأسرة.

ولكن يبقى السؤال: هل المرأة ملزمة شرعا بالإنفاق على اسرتها؟

الجواب هنا:

أما هى فليست ملزمة بالإنفاق على الأسرة وإذا فعلت لظروف المعيشة فهى تساعده دون إكراه فى ذلك .. وليس معنى ذلك أن قوامة الرجل بمساعدة زوجته له تصبح غير موجودة وتصبح هى مثله لأنها تساعده. فهذا لايستقيم مع صحيح الحال ومجريات الأمور وطبيعتها.

فالله سبحانه وتعالى جعل القوامة للرجل والآيات كثيرة.

وهناك الكثير من الأدلة العملية وخير دليل على ذلك السيدة خديجة رضى الله عنها زوجة الرسول الكريم، والكثير من أمهات المؤمنين كن السند والدرع لأزواجهن وكن نعم العون وكن خير مثال للتضحية بكل ما يستطعن فى سبيل أزواجهن وأسرهن..

وقد كانت السيدة خديجة ذات مال وافر وتجارة كبيرة وسمعت عن الرسول الكريم من صدق وأمانة فعهدت إليه بتجارتها ف زادت التجارة وربحت.

وقد تزوجها الرسول وهى أكبر منه سنا وأوفر منه مالا ولم تكن هى إلا طوع يديه، وسنده فى محنته مع المشركين.

ومن أبلغ ما سمعت عن المرأة العربية التى تنصح ابنتها ليلة عرسها قالت:

يا ابنتي: إنك فارقت بيتك الذى خرجت منه الى رجل لاتعرفينه وقرين لم تألفيه فكونى له أمة يكن لك عبدا واحفظى له خصالا عشرا يكن لك ذخراً:

>أما الأولى والثانية: فالخشوع له والقناعة وحسن السمع والطاعة.

>أما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه على قبيح ولايشم منك إلا أطيب ريح.

>أما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت نومه وطعامه، فإن ثورة الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة ..

>أما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله والإرعاء له فى حشمة وعياله وملاك الأمر فى المال حسن التقدير وفى العيال حسن التدبير.

>وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً ولا تفشين له سرا فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمنى غدره.

>ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مغتما، والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً.

................

................

أين زوجات اليوم من هذه الوصايا العشر؟

يتحدثن عن المساواة والحقوق وقد نسين ما عليهن من الواجبات!

اين زوجات هذه الايام من إمرأة الحطاب التى بشرها الرسول الكريم بالجنة

الجواب: لاتوجد .. والذى يعثر عليها له الحلاوه!

انتهى ماكتبته المحامية المدققة نادية مرزوق .. ولا تعليق عندى أكثر مما قالته..{!

>> هذه هى حكاية أمراة الخطاب التى بشرها الرسول بالجنة: ماذا فعلت؟.. لنقرأ حكايتها لنعرف الجواب!... >>


Email:asaadany@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة