عذاب القوارير.. 5 ملايين امرأة مصرية تعول أسرتها
المصدر الوفد . alwafd.org . اخبار المرأة
ستات بـ100 راجل.. تحملن مسئولية فى وقت عجز أو تخلى عنها الرجال، لهن حكايات مؤلمة وقصص موجعة.. ترويها بعض النساء اللاتى يعشن معاناة حقيقية ويتعرضن لظلم شديد، لأنهن لم يجدن من يستوصى بهن خيراً.. فالمرأة الفقيرة والكادحة ومحدودة الدخل تقبل أن تتجرع الظلم والمهانة فى العمل لأن ما تحصل عليه هو المصدر الوحيد لدخل أسرتها.. فهى تكافح فى سوق الرجال لأنه ليس لديها خيار آخر.. وهناك المرأة التى تقبل أن تعيش مع زوجها سيئ الخلق.. فقط لمجرد أنها ليس لها أى مصدر دخل تنفق منه على نفسها.. لكنها تقبل الاستمرار لأنها «ضل» البيت الذى إذا تركته انهار على من فيه من صغار ما زالوا بحاجة إلى كنف من يرعاهم.
الأرقام التى كشفتها ميرفت التلاوى رئيس المنظمة العربية ورئيس المجلس القومى للمرأة السابق فى عام 2016 أن هناك أكثر من 5 ملايين معيلة فى مصر، وأكدت إحصائية للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أيضاً أن نسبة المرأة المعيلة فى مصر وصلت لمعدل يفوق الـ34٪ خاصة فى ظل تخلى عدد من الرجال عن مسئولياتهم، بعضهن وقع فى فخ «السجن» وفقدن حريتهن بسبب الاحتياج.
«الوفد» استمعت إلى قصص نساء تحدين ظروفهن القاسية وحملن لواء المسئولية رغم الألم والعذاب والشقاء.
«أم ياسر» حين أرى أحفادى.. أنسى الأحزان
أم ياسر – عند رؤيتها تشعر أن ملامحها البسيطة مزيج ما بين التجاعيد التى رسمها الزمن على وجهها بشقائه فتعطيها مظهراً أكبر من سنها، وبين ملامحها التى تنطق بالطيبة وتجعلك تشعر بأنك تعرفها منذ زمن طويل.. يعمل زوجها فى أحد أفران العيش دخله اليومى لا يتعدى الـ 20 جنيهاً فى اليوم ويأخذ 15 رغيفاً من الخبز.. تدفع إيجاراً 400 جنيه شهرياً، لديها 5 أولاد قامت بتزويجهم كلهم.. وهى كثيراً ما كانت تقوم بحرمان نفسها من «اللقمة» من أجل إطعام أطفالها.واضطرت للعمل وهى فى هذه السن لمساعدة أبنائها حتى بعد الزواج، وهى تشعر أن دورها لم ينته بعد، فهى تقوم برعاية أحفادها فى أوقات كثيرة...وكل ما تتمناه أن تراهم سعداء، لذا تجدها تدخر بضعة جنيهات قليلة من أجل شراء الحلوى لهم.. وهى تبتسم وتقول: يكفينى رؤية أحفادى يلهون من حولى حتى أنسى كل همومى وأحزانى.
«عزة» سأزور قبر ابنى.. بعد خروجى من السجن
عزة على موسى – سجينة منذ سنتين – وهى مطلقة بدأت حديثها قائلة: بعد أن أصبحت مطلقة، وجدت نفسى مضطرة إلى أن أصبح أماً وأباً فى آن واحد، لم أفقد فقط الزوج الذى كان سنداً لى ولكننى فقدت الكيان الأسرى والاستقرار الذى كنت أتمناه لأطفالى ووجدت نفسى أتحمل بمفردى مسئولية أبنائى الأربعة، كنت أتاجر فى الأنابيب وقمت بالتوقيع على 5 دفاتر بــ50 إيصالاً بمبلغ 50 ألف جنيه، وأخذت حكماً بالحبس 15 عاماً فى 34 قضية.. كل ما يؤلمنى هو بعدى عن أطفالى.. وقد توفى «حازم» ابنى الصغير المريض بالقلب، والذى يبلغ 14 عاماً دون أن أراه.. وأول شىء أريد أن أفعله عند خروجى من السجن هو زيارته فى القبر.. أما أطفالى الصغار فهم يعيشون مع خالتهم الآن وهى التى ترعاهم وأنتظر اليوم الذى يجمعنى بهم... وتقول عزة: إنها تحاول مساعدتهم بالمبالغ الضئيلة التى تحصل عليها وهى داخل السجن بقدر ما تستطيع.
«أم صباح»: أحلم بالشفاء لأعيش مثل بقية الناس
شقاء السنين والعمل من أجل إعالة أسرتها، انتهى بها إلى حالة مرضية يصعب معها مواصلة الطريق.
أم صباح – سيدة مسنة مصابة بشلل نصفى – تعيش بمفردها فى منزل من غرفة واحدة، جدرانه متهالكة كئيبة مثل حياتها... كل ما تتمناه هو الشفاء والعيش مثل بقية الناس....
تدفع إيجاراً شهرياً 150 جنيهاً وهى تقول: الحمد لله ولاد الحال بيساعدونى فى دفع الإيجار، لديها ابنتان متزوجتان ورفضت العيش مع أى منهما حتى لا تحملهما همها وقالت: نفسى ربنا يشفينى عشان ما تعبشى حد معايا. وأنا لا أملك ثمن العلاج ولما بيخلص أعجز عن شرائه مرة ثانية لكن جيرانى هنا دائماً بيساعدونى.. وحاولت «أم صباح» أن تمنع دموعها التى سقطت على وجهها رغماً عنها وهى تقول: «أنا راضية باللى ربنا كتبهولى وكل ما أتمناه هو الشفاء».. وتقوم «أم صباح» رغم مرضها بخدمة نفسها، فهى تأكل كسرة من الخبز وبعض قطع البلح لتسد به جوعها.
«أم مريم»:سأعمل حتى آخر نفس لاستكمال تعليم بناتى
أم مريم – من سكان عزبة خير الله – لديها ابنتان وولد، حفر الفقر خطوطاً واسعة فى وجهها، تعلو على شفتيها ابتسامة تخفى وراءها العناء.. وهى تعمل فى أحد أفران الخبز من الخامسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً وتتقاضى 20 جنيهاً وتأخذ معها 20 رغيفاً.. ويعمل زوجها فى فرن آخر ويتقاضى 35 جنيهاً ينفق منها على علاجه.. والمشكلة أن أم مريم تدفع إيجاراً شهرياً 400 جنيه.. واللحوم لا تدخل بيتها بسبب ارتفاع ثمنها، وكل ما بوسعها أن تشترى لهم هياكل «الفراخ» المكونة من الأكتاف والرقبة.. إنها حياة بائسة تعيشها أم مريم لكنها تبدو راضية وتقول: الحمد لله على كل شىء مستورة.. المهم ربنا «يقدرنى» على تعليم البنات حتى النهاية لأن ابنى الأكبر لم يستكمل تعليمه.. وسأظل أعمل حتى آخر نفس حتى أوفر لأطفالى احتياجاتهم البسيطة.
«أم عزة»:أحتاج «كشك» لأنفق على عائلتى
أم عزة – 65 سنة - تعيش داخل مسكن بسيط سقفه مصنوع من الخشب وتتساقط عليها الأمطار فى فصل الشتاء، زوجها هجرها منذ زمن طويل، وهى تقول: أعيش مع ابنتى الصغرى وحفيدتى وأدفع إيجاراً 400 جنيه شهرياً، فأولاد الحلال كتير ويساعدوننا.. وأضافت أن حالها لا يختلف كثيراً عن أحوال أهل منطقتها، فهى تعانى ما يعانونه وهى تنتظر من الحكومة أن تنظر لسنها وحالها بعين الرحمة والشفقة وتوفر لها ولابنتها الحياة الكريمة بشربة ماء نظيف وكسرة خبز نظيفة.. وكل ما تتمناه هو أن تتمكن من تجهيز ابنتها حتى «تسترها»، وتصمت «أم عزة» قليلاً وكأنها تفكر ثم تستكمل حديثها قائلة: نفسى فى مشروع صغير «كشك» أو عربة خضار عشان أقدر أصرف منها على بنتى وحفيدتى.
تعليقات
إرسال تعليق