آسفين .. يا سادات !
المصدر الاهرام - مرسى عطا الله - كل يوم - الأعمدة
لو كنت مواطنا فلسطينيا ما ترددت لحظة فى دعوة الشعب الفلسطينى إلى كتابة اعتذار تاريخى للرئيس الراحل أنور السادات تحت عنوان «آسفين يا سادات»،فالوثيقة التى أعلنها خالد مشعل من الدوحة عاصمة التحريض والفتنة فى العالم العربى أقل بكثير مما طرحه الرئيس السادات فى إطار مبادرة السلام عام 1977.
ولست هنا فى معرض المعايرة أو المباهاة على أحد حول صحة وسلامة الرؤية المصرية بشأن حتمية اقتحام الصراع العربى الإسرائيلى من أبواب الممكن وتجنب التخندق وراء رمال المستحيل، ولكننى أتمنى على كل الذين مازالوا حتى اليوم يواصلون المزايدة على مصر فى جميع القضايا العربية والإقليمية أن يأخذوا الدرس والعبرة والعظة مما أعلنه خالد مشعل تحت عنوان «وثيقة المباديء الأساسية لحركة حماس».
لقد أدركت حركة حماس التى ترتدى ثياب الصقور فى المشهد الفلسطينى بعد 40 عاما من إضاعة الوقت وإضاعة الفرص أنه مهما يكن شكل المخارج الممكنة والبدائل المطروحة فإن الخروج من المأزق يستلزم العودة إلى جذور مبادرة السادات للسلام عام 1977 بعد أن استحكمت تعقيدات الموقف العربى والموقف الإقليمى والموقف الدولى وأوشكت القضية الفلسطينية على الضياع التام، بسبب منهج العجز والتردد الناتج عن استمرار سياسة التمسك بضرورة استرداد كل شيء، التى قد تجعلنا فى غد قريب أو بعيد نتحسر على كل ما ضاع ونتمتم قائلين بكل أسي: «كانت لدينا قضية اسمها قضية فلسطين ثم تبخرت فى فضاء المزايدات والرهان على المستحيلات»!
ويا كل الشاردين فى سماء السياسة العربية بعيدا عن حكمة مصر وعقلانية كل زعمائها الوطنيين الذين خرجوا من رحم المؤسسة العسكرية المصرية من فضلكم عودوا إلى رشدكم وتعالوا إلى حضن مصر التى علمتها التجارب والمحن كيفية التمييز بين الواقع والأسطورة تجنبا لمزيد من التورط فيما هو خطير ومفزع!
خير الكلام:
<< أما كفاكم رقادكم الطويل من تأثير مخدر الجرى وراء المستحيل !
اقرأ أيضاً :
======
تعليقات
إرسال تعليق