حاربى الغلاء بأسلوبك الخاص
المصدر الاهرام - اخبار المرأة و الطفل
الأسعار نار.. نار، هذه شكوى تتكرر كثيراً ونسمعها فى كل البيوت المصرية، فما أن تذهب أى ربة بيت لشراء لوازمها الأساسية والشهرية.. غالباً ما تصاب بحالة من الهذيان. فى هذا الموضوع نحاول أن نستعرض بعض آراء المتخصصين، وكذلك تجارب بعض ربات البيوت فى محاربة جشع التجار.
لتكن البداية مع د. سيد صبحى أستاذ الصحة النفسى بكلية التربية بجامعة عين شمس يتحدث عن كيفية ترشيد الأم لاستهلاك أطفالها.. يقول: فى الحقيقة هذه القضية من أخطر ما يكون، فنحن بدون أن نشعر ندمر ميزانيتنا وصحة أطفالنا، فلا يصح أن تسرف الأم فى شراء مستلزماتها، ثم تطلب من أطفالها الترشيد فى استهلاكهم، بل إن عليها أن توجههم للادخار بفتح حسابات لهم وإعطائهم أى مبلغ مماثل لما يدخرونه وتذهب معهم ليضعونه فى دفاتر توفير. ثم نأتى لنقطة مهمة وهى إبعاد الأم لأطفالها بقدر الإمكان عن السوق الضخمة المعروضة بها السلع الاستهلاكية.. ففى السويد مثلاً محظور على القنوات الأرضية الحكومية الإعلانات من الساعة السادسة وحتى الحادية عشرة أيام العطلات.. فعلوا هذا نتيجة لدراسات عديدة أجريت على الأطفال وأفادت مدى خطورة عرض واعلانات السلع الاستهلاكية للأطفال من لعب ومقرمشات وخلافه.. وأعتقد أنه يجب أن تراعى قنواتنا أيضاً هذا وترحم أطفالنا. بقى شىء مهم وهو أن تراعى الأم توجيه أطفالها لخطورة هذه السلع بشكل غير مباشر فنقول لهم مثلاً هذا النوع من الحلويات به ألوان صناعية مضرة والإكثار منه يسبب البدانة وعدم القدرة على الحركة.. وهكذا، على أن يكون ذلك على فترات وعلى المدى الطويل ستجد الأم قطعاً اختلافاً فى أطفالها وترشيداً لاستهلاكهم.
وينبه أستاذ التربية الأنظار إلى نقطة مهمة، وهى أننا نصدق كل ما يأتى فى الإعلان ونتعامل معه على أنه حقيقة، ولكنه قد يكون ترويجاً لهذه السلعة. وحتى المرأة تجرى وراء هذا المنتج المعلن عنه بدون أن تركز على أهميته وجودته واحتياجها الفعلى له، وعلى الأم بالذات أن تعى أن الأغلى ليس دائماً هو الأحسن.. فالمعلنون يحاولون دائماً تشجيع الاستهلاك عن طريق الإبهار الإعلانى واستغلال عدم معرفتنا بفن الإعلان.
وعلينا جميعاً أن نأخذ احتياجنا الفعلى منها ولا نقع فى براثن تشجيع الاستهلاك عن طريق إعطاء منتج مجانى على الكمية الكبيرة.. مثلاً، علبة جبن تعطى على خمس علب أخرى فتذهب الأسرة للشراء رغم أن احتياجها الفعلى مثلاً ثلاث علب.. وهكذا تعتقد الأسرة أنها توفر رغم أنها تنقاد للاسراف بدون مبرر. وأعتقد أن الدراما يجب أن تركز على قصة ترشيد الاستهلاك خاصة فى ظل الغلاء الذى نعانى منه.
د. وفاء شلبى أستاذة إدارة المنازل بكلية الاقتصاد المنزلى لها رأى تقول فيه: البداية دائماً تكون من عند المرأة لمحاربة الغلاء وترشيد الاستهلاك، وهنا ننبه إلى ضرورة تدوين احتياجات البيت فى ورقة، وأيضاً اللجوء إلى طهى احتياجات الأسرة الفعلية دون إسراف.
وأنا عن نفسى قمت بتجربة فى بداية فصل الشتاء، من الممكن أن تستفيد منها الكثيرات.. فقمت بتجديد دولابى فأخرجت كل ملابسى القديمة وحاولت تطعيمها بأشياء جديدة لتبدو مختلفة وأنيقة. فهذا «تايير» أضفت له قطعة من الفرو رخيص الثمن فتغير شكله ولونه تماماً، وأما فستانى الصوف اشتريت له شالاً، فأصبح كأنه قطعة جديدة بتفاصيل أكثر أناقة. وهذا لايمنع من شراء قطع جديدة ولكن بكمية أقل. وبطبيعة الحال يمكنك ابتكار العديد من الأفكار وأنت تستقبلين فصل الصيف.
أما بالنسبة للخضراوات والفاكهة فهناك العديد من الأفكار أيضاً.. ففى مواسم الخضراوات والفاكهة أحضر كميات كبيرة منها لرخص ثمنها نسبياً، وأقوم بتخزينها بطريقة سهلة وبسيطة بعد تنظيفها وتقطيعها وإضافة الماء المغلى لها، ثم نضعها فى أكياس بلاستيكية ونضعها فى الفريزر.. وبالنسبة للمانجو نقوم بتقطيعها ووضعها فى الفريزر.. وهكذا.. فإن كل أفراد الأسرة يجب أن يتعاونوا لترشيد الاستهلاك وتجنب كل ما هو غال والبعد عن الإسراف غير المبرر لمحاربة الغلاء.
اقرأ أيضاً :
======
تعليقات
إرسال تعليق