القمح يرفض دخول صوامع الحكومة
المصدر : بوابة الاهرام - أخبار الاقتصاد
القمح يرفض دخول صوامع الحكومة .. وخبراء: أسعار التوريد غير عادلة وأصحاب المزارع الحيوانية يحولونه لأعلاف
في مثل هذا التوقيت من كل عام، يفرض ملف القمح نفسه على جميع المستويات، ويمتلك موسم الحصاد هذا العام أهمية خاصة بعدما كشف مجلس النواب القضية المعروفة إعلاميا بـ "قضية فساد القمح"، والتي كشفت فساد منظومة التوريد خلال العام الماضي، بعدما أتاحت الفرصة لـ "مافيا التجار" للاستيلاء على مليارات الجنيهات من الدعم بتمرير شحنات ذات جودة منخفضة من القمح المستورد إلى شون (صوامع) التوريد باعتبارها أقماحا محلية.
من جانبه، يقول الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن تعويم الجنيه جعل السعر العالمي أعلى من السعر المحلي وهو ما يقضي على أمال "مافيا التجار" في تكرار التلاعب الذي نفذوه العام الماضي.
وحددت الوزارة سعر توريد القمح ما بين 555 جنيها و575 جنيها للأردب بحسب درجة نقاوته، وقالت وزارة التموين اليوم الأحد 30 أبريل، إنها اشترت 237 ألف طن قمح من المزارعين المحليين منذ بدء الحصاد المحلي في وقت سابق هذا الشهر.
وتوقع الدكتور علي مصيلحي، وزير التموين، شراء نحو 3.8 مليون طن من المزارعين أثناء موسم الحصاد الذي يستمر حتى نهاية يوليو.
بينما استبعد الدكتور جمال صيام، نجاح الحكومة في جمع الكمية المستهدفة نتيجة انخفاض سعر التوريد خاصة بعد تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار، والذي يجعل القمح المصري بنفس سعر القمح العالمي رغم وجود فارق كبير في الجودة لصالح القمح المحلي، لافتا أن السعر العادل يبلغ 630 جنيها للأردب.
وتبلغ المساحة المزروعة بالقمح 3 ملايين و135 ألفا و738 فدانا، مقابل مساحة في العام الماضى بنفس التوقيت بلغت 3 ملايين و404 ألف و944 فدانا، أى بنسبة تراجع 269 ألف و206 فدان عن العام الماضى.
ويشير صيام إلى دراسة تم إجرائها سابقا بمركز معلومات مجلس الوزراء، كشفت عن توريد 40% من إجمالي إنتاج القمح بينما يحتفظ الفلاحون بنحو 40% أيضا لاستهلاكهم الخاص ويشتري التجار الـ 20% الباقية.
وقال صيام: "سعر التوريد لا يوجد به أي حافز وانعكس ذلك على معدلات التوريد خلال الأيام الماضية، مقارنة بالعام الماضي"، مضيفا أن التجار يشترون من الفلاح بأسعار أعلى، ولا أعلم هل ستلجأ الحكومة للشراء من التجار بأسعار مختلفة بعد ذلك أم لا.
تستهدف وزارة الزراعة الوصول بالمساحة المزروعة بالقمح بنظام "المصاطب"، والتي يبلغ متوسط إنتاجها نحو 30 أردبا للفدان إلى نحو 2 مليون فدان مقابل 650 ألف فدان خلال العام الحالي.
من جانبه، قال الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، إن سعر التوريد يتم تحديده من خلال لجنة تضم ممثلين عن وزارات الزراعة والتموين والمالية وهيئة الرقابة المالية، بالإضافة إلى رؤساء الجمعيات التعاونية الرئيسية باعتبارهم ممثلين عن الفلاح ويتم دراسة تكلفة الإنتاج.
ولفت إلى أنه سعر التوريد خلال العام الماضي، كان 420 للأردب بينما العام الحالي يبدأ من 555 جنيها وحتى 575 حسب درجة الجودة.
وكانت وزارة الزراعة أطلقت لأول مرة الحملة القومية لتدقيق المساحات المزروعة بمحصول القمح للموسم الحالى، من خلال تقنية الاستشعار عن بعد، ومطابقة التصوير الجوى للأقمار الصناعية على أرض الواقع، مما يضمن وجود بيانات حقيقية وكاملة حول المساحات المنزرعة بالمحصول لهذا الموسم، كذلك الإنتاجية المتوقعة.
وقال عبد الدايم، إن متوسط الإنتاجية للفدان لا يمكن مقارنته بالعام السابق لأن نسبة التغير لا تحدث سنويا بل يجب المقارنة بفترات سابقة وبالفعل معدلات الإنتاج ارتفعت بشكل كبير، حيث بلغت من 19 إلى 20 أردبا للفدان مقارنة بـ 15 أردبا للفدان قبل 5 سنوات تقريبا.
وأضاف أن متوسط إنتاج الحقول الاسترشادية المتابعة من الإرشاد الزراعي والحملة القومية للقمح يصل لنحو 30 أردبا للفدان نتيجة تنغيذ توصيات الإرشاد الزراعي.
لافتا أن الوزارة قامت بتكريم بعض الفلاحين أصحاب أعلى انتاجية خلال العام الماضي بعد التزامهم بالتوصيات الإرشادية منذ تجهيز الأرض للزراعة وحتى الحصاد.
في نفس السياق، حذر النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان، قائلا: إن أصحاب المزارع الحيوانية يعرضون شراء القمح من الفلاحين بأسعار أغلى من سعر التوريد لصوامع الحكومة خاصة بعد زيادة أسعار الأعلاف عن سعر القمح، لافتا أن سعر "الردة" تبلغ 4200 جنيه للطن بينما سعر القمح 3200 جنيه للطن.
ويضيف تمراز، أن بعض الفلاحين يضطرون للبيع للصوامع لعدم قدرتهم المادية على الانتظار نظرا لمطالبتهم بسداد ديونهم المتراكمة طوال العام، إلا أنهم يتعرضون لمعاناة كبيرة بسبب عدم وجود منافذ تسمح بإنهاء الإجراءات بشكل سريع، قال إن بعض الفلاحين ينتظرون منذ 3 أيام أمام صومعة الحسينية بالشرقية ولم يتمكنوا من تسليم أقماحهم حتى الآن.
اقرأ أيضاً :
==============
تعليقات
إرسال تعليق