تناقضات النظام القطرى !
المصدر الاهرام . اشرف محمود قضايا و اراء
من عتمة الليل البهيم ينبلج الضياء لينشر النور فى أرجاء الارض ، ويجدد العهد مع الأمل فى مستقبل افضل رغم كل مايحيط بنا من مصاعب داخلية ، ومايحاك لمصرنا من مؤامرات خارجية ، لكن رب الكون سبحانه وتعالى يشمل مصر بعطفه ورعايته ، ويرد كيد الكائدين لها الى نحورهم ولو بعد حين فهو سبحانه يمهل ولايهمل ، لذا فإن الغافل وحده من يصور له خياله المريض انه فى مأمن من عقاب الله فى الدينا والآخرة ،هكذا يمكننا قراءة المشهد العربى الحالى وبالتحديد عقب القمة الامريكية العربية الاسلامية التى استضافتها السعودية ، وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، والقى فيها كلمة بليغة أصابت كبد الحقيقة ، فيما يخص الارهاب وامتدت لتشمل توصيفا لايقتصر على الارهابى الذى يقتل ويدمر، وانما تضم اليه كل من دعمه بالمال والسلاح والمعلومات ، وكل من اذاع اخباره وعالج مصابيه ، ساعتها أدرك كثيرون أن صبر الرئيس السيسى تجاه دولة بعينها قد نفد ، وكانت مصر انتظرت كثيرا حتى تقتنع دول الخليج بأن قطر تلعب بالنار واستمرار لعبها سيحرق المنطقة بأسرها تاركة للايام كشف الحقائق وتبصير الجميع بالدور القطرى الهدام لامتها العربية ، وبدأت مصر تجنى ثمار حكمتها وصبرها بعد قمة الرياض، اذ أعلنت الامم المتحدة اعتبار كلمة الرئيس السيسى وثيقة فى مجال الحرب ضد الارهاب.
وزادت وسائل اعلام امريكية بمطالبة الرئيس ترامب بضرورة محاسبة الداعمين لجماعات الارهاب، وفى مقدمتهم قطر على دورها فى دعم الجماعات الارهابية، وشاءت ارادة الله أن يعترف امير قطر بنفسه على نفسه ويكشف جملة التناقضات التى تمثل فلسفته فى السلطة، فما هى الا ساعات حتى خرج تميم بما يسقط عنه كل الاقنعة ويكشف وجهه الحقيقى وخياله المريض الذى صور له قدرته الهائلة على محاربة العالم كله من خلال ادخال كل الخيوط فى بعضها البعض ظنا منه انه الوحيد الذى ستكون كل الخيوط فى يديه يحركها كيفما ووقتما شاء، فهاهو يعلن فى جرأة يحسد عليها، امورا عكس ماخرج به بيان الرياض الذى كان حاضرا فيه ومؤيدا لكل ما خرج منه والا مااستمر فى الاجتماعات حتى النهاية ، فالامير يؤكد علاقة بلاده القوية والجيدة مع اسرائيل التى هى فى نظر العرب محتلة لدولة عربية اسمها فلسطين يناضل اهلها من اجل استقلالها.
وزاد الامير بأن حماس الفصيل للجماعة المحظورة هى الممثل الشرعى لفلسطين متجاهلا السلطة الفلسطينية وحركة فتح، ومن عجب أنه يستطيع ان يجمع بين النقيضين فى علاقة واحدة وبذات الدرجة، كما فعلها مع ايران التى اعلن أنها تمثل ثقلا اقليميا اسلاميا لايمكن تجاهله، وان بلاده تحتفظ بعلاقات قوية معها رغم علمه بوجود خلاف حاد فى الرؤى والمصالح بين دول الخليج التى ينضوى معها فى مجلس تعاون واحد، وكذلك مع امريكا التى ترفض اى دور لايران فى الشرق الاوسط، وكأن تميم يريد القول لامريكا وغيرها أنه محصن بعلاقته مع المتناقضين اسرائيل وايران فى حال تخلت عنه الادارة الامريكية التى عاد وذكرها انه الخادم الامين لها فى المنطقة من خلال وجود قاعدة العيديد فى بلاده التى تمنح امريكا حسب قوله الفرصة الوحيدة لامتلاك النفوذ العسكرى فى المنطقة ، هكذا علنا يقول الامير انه يقبل باى شئ من اجل ضمان استمرار حكمه ، وفى ذلك اشارة جلية الى ان اركانا فى هذا الحكم بدأت تتصدع ، اذ يكفى للدلالة على ذلك أن يصدر قرار اميرى وينشر على موقع الوكالة الرسمية بسحب سفراء قطر من مصر والسعودية والامارات والبحرين ثم يعلن بعد ذلك ان الوكالة تعرضت للقرصنة ، وبعدها يفتح نيران الهجوم على هذه الدول وبالاخص السعودية من آلته الاعلامية التى ادمنت الفتنة ليستثير ضده اناسا كثيرين من هذه الدول ، اوجعوه رجما بالكلمات ليس اقلها :أن الخليج العربى لم يعرف الماء العكر الا بعد انقلاب 95 وظهور قناة الجزيرة ، ودخل على خط الازمة الدكتور على النعيم مدير عام مجلس ابوظبى للتعليم ، مغردا ومعقبا على تكرار الاساءات القطرية قائلا : اساءة تتكرر تنشر ثم تحذف انها قناة الجزيرة من قطر، وتساءل : هل الهدف اشغال الناس عن أمر خفى يدبر؟، ولم يتوقف الامر عند حد الانتقاد وتوجيه الاتهامات وإسقاط الاقنعة ، وانما امتد الى رفض عائلة أحمد بن على آل ثانى أول أمير لقطر لتصرفات تميم واساءة نظامه الى السعودية والامارات، فقدمت اعتذارا للبلدين وتبرأت من تصريحاته، وردت عائلة الامام محمد بن عبد الوهاب السعودية بالتبرؤ من نسبه اليها نافية وجود أية صلة مع العائلة، وزادت بالمطالبة برفع اسم الامام من على المسجد الكبير فى قطر ، واختارت صحيفة الجزيرة السعودية بيت شعر للامير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد لترد على قطر:أنها دولة كبرت فصارت قناة ، ونختم بالتذكير : انها مصر من أرادها الله بسوء قصمه الله فاعتبروا ياأولى الالباب .
تعليقات
إرسال تعليق