الجنيه المعدنى وقت الملك توت عنخ امون
كتبت : جومانة خالد - المصدر مجلة قطر الندى
( انهض من نومك ، فسوف تنتصر على أعدائك ، فالطريق مفتوح امامك ، لقد قضينا على أعدائك ، فكل يد تمسكك تنقطع ، وكل عين تراك تنطفئ ، انهض هادئا يا صاحب الجلالة ، فسوف يطور الموت بجناحيه السامين كل من يقلقك ويعكر صفو جلالتكم ) .
نقشت تلك العبارة منذ آلاف السنين على تميمة رافقت اصغر ملك من ملوك اجدادنا الفراعنة ... انه الملك توت عنخ امون الذى نقشت صورته على الجنيه المعدنى .
توت عنخ امون كان شخصية فريدة فى قوتها وشجاعتها ، لقد أنقذ طيبة ( وهى مدينة الأقصر قديما ) من حرب رهيبة ، وأعاده للدين قوته ، فعندما أصبح أمنحتب الرابع فرعونا على مصر دعا لعبادة الإله ( آتون ) ، وأطلق على نفسه اسم ( أخناتون ) ، وأمر بتدمير جميع المعابد القديمة التى شيدت لعبادة الإله ( آمون ) ، ولأن طيبة كانت المدينة المخصصة لعبادة الإله ( أمون ) فقد نقل أخناتون عاصمته إلى أخيتاتون وهى تسمى اليوم تل العمارنة .
كان الشعب رافضا ومستنكرا سياسة أخناتون ، لكن توت عنخ امون الصغير استطاع وعمره لم يتعدى اثنى عشر عاما أن يواجه الظلم ، فحرر شعبه وأعاده لمدينة طيبة مجدها القديم .
حكم الملك الصغير توت عنخ امون بلاده لمدة أقل من تسع سنوات ، وهى فترة قصيرة بحساب الايام والسنين - ولكنها عميقة الأثر والتأثير فى نفوس شعبه الذى احبه ، ووجد فيه الأمل الذى تمناه .
رحل الملك توت عنخ امون وهو لم يكمل العشرين من عمره ، وتم اكتشاف مقبرته التى ظلت اغراء مجهولا لقرون عديدة ، فلم تعبث بها أيدى اللصوص حتى اكتشفها الأثرى الإنجليزي هيوارد كارتر بعد ست سنوات من التنقيب والتأرجح بين اليأس والأمل ، فى الثالث والعشرين من شهر نوفمبر عام ١٩٢٢ ، ويتم افتتاح المقبرة التى سكنتها كنوز الملك توت عنخ امون ، وأشهرها القناع الذهبى الذى يعد أثمن أثر فى العالم أجمع ، إذ صنع من الذهب الخالص المطعم بالأحجار الكريمة النادرة ، بالإضافة الكرسى الخاص بالملك الشاب توت عنخ امون .
كل تلك القطع الفنية الفريدة التى تحمل بصمة الملك الشاب توت عنخ امون تحتل مكانا متميزا بقاعات المتحف المصرى .
تعليقات
إرسال تعليق