هند حازم : بعد عشرين عامًا من الصبر انتصرت على الإعاقة بالسباحة

المصدر الاهرام . اخبار صناع التحدى
ترى أن جلوسها على كرسى متحرك بداية لحياة جديدة
قبل الحادث الذى تعرضت له كانت تعشق المياه، وتنتظر الفرص للذهاب إلى البحر والبقاء فيه أطول فترة ممكنة لتمارس هوايتها فى السباحة، لكن إصابتها بشلل نصفى جعل الاستمرار فى ذلك أمرا مستحيلا، وبعد رحلة علاج طويلة أصبحت تمارس حياتها من خلال كرسى متحرك، ولم تستسلم لليأس والإحباط، بل قررت النجاح .. إنها هند حازم أو «السمكة الذهبية» كما يطلق عليها، ابنة محافظة الشرقية وبطلة الجمهورية فى السباحة.
وتروى هند - التى تسعى حاليا للعالمية وتحقيق رقم قياسى - قصتها قائلة: منذ عشرين عاما مضت عندما كان عمرى 8 سنوات تعرضت لحادث نتج عنه إصابتى بشلل نصفى وأصبحت أمارس حياتى من خلال كرسى متحرك، ولكن لم أفقد الأمل فى استكمال حياتى بشكل طبيعى، بل عقدت العزم على مواصلة طريقى حتى النهاية، وبعد التخرج فى الثانوية العامة التحقت بقسم الإعلام بجامعة الزقازيق، وكافحت واجتهدت بمساعدة عائلتى واصدقائى حتى تخرجت، ثم التحقت بالعمل كباحثة بمحكمة الزقازيق.

وتضيف: قبل الحادث كنت أعشق المياه ولا أكاد أبارحها، وكنت أتحين الفرص للذهاب إلى البحر والبقاء فيه أطول فترة ممكنة، لكن ذلك أصبح أحد المستحيلات بالنسبة لى بعدما أصبحت إعاقتى حائلا دون ممارسة هوايتى المفضلة، فكنت أكتفى بمجرد النظر لها من بعيد، لكن بعد التحاقى بإحدى المؤسسات التنموية لمستخدمى الكراسى المتحركة وعلمى بفتح الباب لممارسة الرياضة لم أفكر وقتها فى أى رياضة أخرى كان أول ما تبادر لذهنى «السباحة»، فسألت، هل هناك سباحة، وعندما أتانى الرد الذى انتظره «نعم»، سارعت على الفور، إذن أنا معكم، كان قد مر على حادثتى الكثير ومع ذلك لم أيأس.

وتكمل: بدأت فى تعلم السباحة، فرغم عشقى السابق للمياه لم أكن أجيدها، وعلى مدار 10 أشهر من بدء التدريب المتواصل والمكثف هيأت لى المؤسسة فرص المشاركة فى عدد من المسابقات، ثم فى بطولتين، الأولى حصلت فيها على ميداليتين فضيتين وكانت لمسافة 50 مترا، بينما كانت الثانية لمسافة 1000 متر مفتوحة فى البحر، وحصلت فيها على الميدالية البرونزية، وكانت آخر بطولة شاركت فيها هى بطولة الجمهورية للمسافات القصيرة فى شهر فبراير الماضى وحصلت فيها على الميدالية الذهبية.

وتوضح: هذه البطولة زادتنى شعورا بالثقة وغمرتنى الفرحة على ما تحقق بفضل الله، وتيقنت بعدها أن الحادث وما نتج عنه من جلوسى على كرسى متحرك طيلة حياتى ما هو إلا بداية لحياة جديدة وسببا لإصلاحى وتوجيهى للأفضل، لأن قدر من الله عز وجل خير لنا،وأشعر حاليا أننى أكافأ على عشرين عاما من الصبر والرضا والإيمان، وبعيدا عن هوايتى المفضلة وتألقى الرياضي، أسعى لإثبات تفوقى واستكمال مسارى الأكاديمى بالعمل مذيعة فى إ حدى القنوات الفضائية وهى أمنية حياتى.

وتنصح هند كل من فى مثل حالتها قائلة: « مع الصبر والمثابرة لا شىء مستحيل»، فلم تمنعنى إعاقتنى وإصابتى بالشلل من التشبث بالأمل وقهر كل الظروف والعقبات، وهذا بفضل التحدى والإصرار، وبهما استطعت اقتناص لقب بطلة الجمهورية بعدما قررت تحويل الإعاقة إلى طاقة إيجابية، ولذلك أنصح كل أقرانى بعدم الاستسلام والتمسك بالأمل والتحلى بالإيمان، لأن الله سبحانه وتعالى يوفر لعباده الظروف التى تساعدهم على النجاح ويعطى لهم مزيدا من العزيمة والإرادة

وتختتم حديثها قائلة: أطالب الدولة بالمزيد من الاهتمام بذوى الإعاقة عن طريق توفير فرص العمل الملائمة لهم، ونشر ثقافة التمكين فى كل المؤسسات الحكومية والخاصة، وتلبية احتياجاتهم فى مختلفة المجالات العامة والخاصة.

تعليقات

المشاركات الشائعة