مـــرارة النــــدم

حي السلام كان شاهدا علي أبشع جرائم القتل الاسرية ، فربما تعاطي المخدرات، أو رفقاء السوء، أو البطالة هي الاسباب الرئيسية وراء تلك الجرائم التي اصبحت منتشرة في الآونة الاخيرة.. الغريب في هذا النوع من الجرائم دافع الانتقام والبشاعة في القتل والتمثيل بالجثث .. فبطل هذه الجريمة شاب لم يكمل عامه الـ20.




فلعب الشيطان برأسه لقتل خاله الذي رباه، وكان دائم العطف عليه ويعامله كنجله الذي لم ينجبه بعد أن علم بحصوله علي 150 الف جنيه مكافأة نهاية الخدمة من عمله كموظف بالجهاز المركزي للمحاسبات.
فليلة ارتكابه الجريمة تسلل المتهم، وبصحبته أحد رفقاء السوء وطرق الباب علي شقة خاله المسن ليهمس بصوت منخفض حتي لا يسمعه الجيران قائلا  له " أنا صابر يا خالي".. ففتح له الباب، ولم تمر سوي دقائق معدودة من استقباله فقام الشاب باعداد 3 اكواب شاي لهم، وبعدها قام بخنقه بحبل وانهال علي رأسه بقطعة حديدية ليسقط علي الارض غارقا في دمائه.. فلم تشفع توسلات وصرخات خاله له.. ثم قام وصديقه باستكمال مخططهما الاجرامي بأن أحضر نجل شقيقته سكينا من المطبخ، وقام بذبحه من رقبته بالاشتراك مع زميله ليفارق المجني عليه الحياة.

وعلي مدار ساعتين كاملتين راح المتهمان يبحثان عن أي أموال، أو متعلقات خاصة بالمجني عليه، فلم يجدا شيئا سوي 200 جنيه وموبايل خاصة بالقتيل ، فجن جنونهما وظلا يبحثان يمينا ويسارا في كل أركان الشقة .. وكانت المفاجأة أنهما لم يعثرا علي شىء سوي دفتر توفير به حساب القتيل ..فبعد ان أصيب بحالة من اليأس قام المتهمان بإخفاء معالم جريمتهما، وتخلصا من اكواب الشاي بالقائها من شرفة المنزل وفرا هاربين وملابسهما ملطخة بدماء القتيل. ولم تمر سوي ساعات قليلة علي الجريمة، وبدأت رائحة الجثة تفوح من الشقة .. وكعادتها طرقت شقيقته باب الشقة عليه لتجد شقيقها ملقي علي الارض والدماء تغرق المكان فظلت تصرخ حتي كادت تفقد صوتها فاستغاثت بالجيران الذين قاموا بإبلاغ الشرطة لتبدأ رحلة البحث عن القاتل.
جهود مضنية بذلها رجال الامن علي مدار 10 ساعات كاملة لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، حيث تمكنوا بقيادة اللواء عصام سعد نائب مدير مباحث القاهرة من التوصل إلي خيوط مهمة في القضية من خلال رفع البصمات، وسؤال الجيران، واقارب المجني عليه الذين أجمعوا علي أنه كانت لا تربطه أي علاقة عداوة مع أي شخص، وكان طيب السمعة وحسن الخلق في العمل ومنطقة سكنه .. وهو ما جعل المهمة صعبة أمام رجال المباحث، الا أنهم تمكنوا من فحص محتويات شقة المجني عليه، وعثروا علي ظرف صادر من بنك بداخله ايصال أمانة بمبلغ 2500 جنيه محرر باسم نجل شقيقة القتيل ليكون بداية طرف الخيط لمرتكب الجريمة.
النقباء عبدالقادر ممدوح ومحمود أسامة وأحمد مطاوع وإيهاب محمد أنور معاونو مباحث قسم السلام ثان قد تمكنوا من القبض علي المتهم الذي أرشد عن صديق له يدعي عماد مقيم بكرداسة، واقر باتفاقهما علي قتل خاله لسرقته، وقد تم ضبط الاخير .. ومابين الحزن علي فراق شقيقها، والقبض علي نجلها المتهم بقتل خاله جلست الام المكلومة امام رجال المباحث تتحدث إلي نجلها الذي ركع تحت قدميها وبنبرات كلها حزن، وقلبها يعتصر ألماٌ علي فقدان شقيقها الذي قتل علي يد فلذة كبدها .. قائلة له :"انني أصبحت من اليوم بلا سند لي في الدنيا بعد فراق شقيقي، وأنني حزينة علي ضياع شبابك خلف القضبان بعد أن رافقت اصدقاء السوء الذين غرروا بك لقتل خالك، وأصبحت يدك ملوثة بدمائه الذي كان يعتبرك كنجله الذي لم ينجبه .. وأخيرا قررت له أنها ستقوم بدفن اثنين شقيقها ونجلها حسرة علي شبابك ومستقبلك الذي راح هدرا".
وقد أدلي المتهم باعترافات تفصيلية عن الحادث، حيث أكد أنه علم من خاله منذ نحو 6 اشهر بانه حصل علي 150 الف جنيه مكافأة نهاية خدمته من عمله كموظف بالجهاز المركزي للمحاسبات، مما أثار شهوتي لسرقة تلك الاموال، فطلبت منه أن يعطيني أموالا لفتح محل زجاج فأعطاني 2500 جنيه وطلب مني التوقيع علي ايصال أمانة بالمبلغ لاسترجاعه، وعلمت منه أنه يقوم بإخفائه داخل الشقة، الا أنني قمت بصرف المبلغ علي متعلقاتي الشخصية، ولم أقم بفتح المشروع فهددني خالي بتحرير محضر ضدي ، فخرجت من شقته والضيق كان يسيطر علي فتقابلت مع صديق ويدعي عمار " 21 سنة " وجلسنا علي أحد المقاهي، وأخذت أشكو له ما حدث فاقترح علي فكرة قتله، وسرقة مكافأة نهاية خدمته وتقسيمها علينا.
وأخذ المتهم يسرد تفاصيل ارتكابه الجريمة امام العقيد محمد فتحي مفتش المباحث، والرائد مصطفي طه رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان، والندم يظهر علي وجه قائلا إن خالي كان يعاني من حالة مرضية لتعرضه لحادث أليم أفقده اعضاءه التناسلية، وجعلته عاجزا عن الحركة فتسللت إلي شقتة ليلا، ومعي صديق بعد ان عقدنا العزم علي قتله وسرقة امواله، وبالفعل بعد دقائق من دخولنا الشقة نفذنا مخططنا وقمنا بخنقه، ثم ذبحه، وأخذنا نبحث عن اي أموال له فلم نجد سوي 200 جنيه وهاتفه المحمول .



المصدر الاهرام

تعليقات

المشاركات الشائعة