ليلة القبض على «المغربية» المثيرة


المصدر الاهرام - أحمد مصطفى سلامة

آراء حرة

فوجئنا منذ أيام بالقبض على شبكة الترويج للعلاج بالسحر والشعوذة على القنوات الفضائية غير المرخصة، والمعروفة بعصابة «أم خديجة المغربية»، واتضح أنهم استعانوا بشخصيات وهمية؛ فلا توجد لا شيخة ولا مغربية ولا «يحزنون»!تستقبل العصابة، التي تتخذ إحدى الشقق وكراً، آلاف المكالمات يومياً من المراحل العمرية كافة؛ لحل مشاكلهم، وتبين أن النساء كانت الأكثر اتصالاً بهم، خاصة «العوانس»، كما جمعوا الأموال من سيدات لم ينجبن؛ بحجة علاجهن بدلاً من الطب. 
أذكر أنني شاهدت إعلان «أم خديجة» لأول مرة؛ عندما كنت أدير مؤشر التلفزيون؛ بحثاً عن فيلم عربي قديم، وفي لحظة الانهماك في أحداثه، قطع اندماجي فجأة ذلك الإعلان الترويجي، وقارنت حينها بين فكرة التطور السريع؛ من تخلي البعض عن المشعوذين الذين يطلبون من الضحية - بأوامر من «شمهورش وجامايكا وعفركوش» - إحضار «ريشة هدهد يتيم» أو «رجل نملة مصابة بالبواسير» إلى «سبوبة» يلتحق بها كل عاطل؛ لينضم إلى طابور «بيزنس الدجالين»، وهو أحد فروع «بيزنس سري» غير مشروع؛ بمكالمات تليفونية تلعب فيه عصابته باقتدار على وتر جذب الولهانين والمهمومين؛ بالقدرة على جلب الحبيب والزبيب، ورد المطلقة، وفك المربوط ولبس «الزعبوط»!! 
ساعتها كنت أتساءل: لماذا يستعين العاشق الولهان، الذي انتهت علاقته بمن يحب، رجلاً كان أو امرأة، بقوى خارقة خفية لإعادة الحبيب إلى أسوار قلبه؟! وأين كرامته؛ حتى يواصل لهثه وراء «حبيب لا يهواه» إلى الهرولة وراء المشعوذين لجعله يحبه عنوة لا طواعية!! فمن السهل جداً أن تؤلب عليك الجميع ليكرهوك، ولكن أن تجبر أحداً ما على أن يُحبك رغماً عنه؛ فهو ضرب من ضروب المستحيل، وإذا افترضنا حدوث ذلك بقوى خارقة للعادة، سيكون بمثابة المخدر الموضعي الذي سينتهي فور انتهاء مفعوله!! 
على أية حال، وقعت أم خديجة المغربية «المثيرة للجدل» في شرّ أعمالها؛ والقبض على «عصابتها»؛ لتكشف عن عدد مهول من ضحايا ومريدي الدجالين والمشعوذين. والحل ليس في تفعيل الدور الرقابي أو سنّ القوانين الرادعة التى تجرّم فعلهم، فللأسف «المرضى» يذهبون إليهم بمحض إرادتهم، والقانون لا يحمي «المغفلين»! 
العلاج الحقيقي من وجهة نظري يكمن في: وعي، إيمان، إعلام هادف، والأهم تغيير ثقافة المجتمع ورؤيته؛ وخير دليل على كلامي أننا لا نجد «الغرب» مثلاً يلجأون إلى المشعوذين والسحرة؛ لأن ثقافتهم مغايرة لثقافة «العرب». إذن لا سبيل سوى تغيير فكر وثقافة الإنسان العربي، وتحريره من ثقافته المحدودة؛ وإلا سننزف بشراً وعقولاً ومالاً لإطعام العفاريت.. «أشتاتاً أشتوت»!!







اقرأ أيضاً :

======

«استعادة هتلر» بفيزياء السحر الأسود

ليلة القبض على "الشيخ رامى الدجال".. يزوج العانس بـ500 جنيه ويفك المربوط بألف والوظيفة بـ10 آلاف.. المتهم أوهم النساء بقدرته على جعل الزوج كالخاتم فى الإصبع.. وحل المشاكل الزوجية والإنجاب وشفاء المرضى

"هى و دافنشى" يكشف أساليب السحر والشعوذة

اليوم السابع : الدجل والشعوذة يسيطران على "العهد" و"مريم و"يا أنا يا انتى" و"إستيفا"





تعليقات

المشاركات الشائعة