"ورفعنا إدريس مكانا عليا".. هل اختلف المفسرون فى معنى الآية؟

المصدر اليوم السابع . youm7.com . أخبار دنيا و دين

ملحوظة .. حقوق الخبر محفوظة ل موقع اليوم السابع و له فائق التحية و الاحترام

لمشاهدة الخبر على موقع اليوم السابع .. اضغط هنا

الحديث عن النبى إدريس عليه السلام، لا يتوقف أبدا، ومؤخرا، أثار الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية الأسبق، جدلا حينما قال فى أحد البرامج "إن مما قيل فى نبى الله إدريس عليه السلام، ورجحه بعض علماء المسلمين، مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفى فى كتابه (العلم والدين) أن وجه تمثال أبو الهول فى مصر، هو وجه سيدنا إدريس"

وسيدنا إدريس، عليه السلام، من أنبياء الله الذين ذكروا فى القرآن الكريم، فى أكثر من موضع من ذلك قول الله تعالى فى سورة مريم "ورفعنا إدريس مكانا عليا".. فهل اختلف المفسرون فى معنى هذه الآية؟




يبدو أن المفسرين لم يتفقوا على معنى واحد فى معن هذه الآية فمنهم من ذهب إلى أن المقصود الرفع المعنوى يقول البيضاوى فى "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" المقصود بالرفع فى الآية "الرفع المعنوى" أي: شرفَ النبوة والزلفى عند الله.
وقال السعدى فى "تيسير الكريم الرحمن": (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) أى: رفع الله ذكره فى العالمين، ومنزلته بين المقربين، فكان عالى الذكر، عالى المنزلة".
بينما يذهب علماء آخرون إلى أن المقصود بالرفع فى هذه الآية "الرفع الحسى الحقيقى" وهو قول أكثر المفسرين، غير أنهم اختلفوا فى المكان الذى رُفع إليه، وسبب الرفع وقصته، كما اختلفوا فى موته، هل رفع وقبض، أم بقى حياً؟
قال ابن جرير الطبرى فى "جامع البيان" المقصود: إلى مكان ذى علوّ وارتفاع، وقال بعضهم: رُفع إلى السماء السادسة، وقال آخرون: الرابعة .
وقال الحافظ ابن كثير فى "تفسير القرآن العظيم": 
قال سفيان، عن منصور، عن مجاهد: ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) قال: رفع إلى السماء الرابعة .
وقال العوفى عن ابن عباس: ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) قال: رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك بن مُزَاحم .
وقال الحسن، وغيره، فى قوله: ( وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ) قال: الجنة "
 وقال فى "البداية والنهاية " قوله تعالى: ( ورفعناه مكانا عليا) هو كما ثبت فى الصحيحين فى حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو فى السماء الرابعة .

و قال الحافظ ابن حجر فى "فتح البارى": وكون إدريس رفع وهو حى لم يثبت من طريق مرفوعةٍ قوية.
والأقرب :
أن يفسر ذلك بما جاء فى حديث أنس رضى الله عنه فى الإسراء، وفيه: " ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِى بِخَيْرٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) .." رواه مسلم (259) 
ففى هذا دلالة على كونه فى السماء الرابعة، ولا ينافى ذلك الرفعة المعنوية الحاصلة بالنبوة

تعليقات

المشاركات الشائعة