حرب أكتوبر..التجسيد الحقيقي للتضامن العربي

يظل انتصار أكتوبر عام 1973 انتصاراً حقيقياً للإرادة والكرامة المصرية، وشاهداً على روح التضامن العربي حين اقدمت الدول العربية على مساعدة مصر وسوريا فى حربها بتلك الأيام التى حملت تضحيات وبذل دماء ومواقف مشرفة ستبقى مرسومة بحروف من نور فى تاريخ الأمة العربية ...."مصراوي" عبر السطور القادمة يحاول رصد الدور العربي البارز خلال حرب أكتوبر.
تنوعت المساعدات العربية ما بين المالية والرمزية وكشفت وثيقة سرية مسربة من مكتب البحوث الاقتصادية فى المخابرات المركزية الأمريكية مؤخراً نشرها موقع المكتبة الإليكترونية التابع للمخابرات في أغسطس 2012عن حجم التمويل الذى تلقته كل من مصر وسوريا، من الدول العربية، منذ يوم 6 أكتوبر 1973، حتى 23 نوفمبر من العام نفسه، والذى يقدر بنحو 2 إلى 3 مليارات دولار.
وكشفت الوثيقة تلقى مصر مبلغا يقدر بـ 920 مليون دولار، منها 100 مليون دولار من الإمارات، و250 مليون دولار من الجزائر، و170 مليون دولار من ليبيا، و100 مليون دولار من قطر، و300 مليون دولار من السعودية ليبلغ إجمالى المساعدات التى تلقتها كل من القاهرة ودمشق 2 مليار و40 مليون دولار.
الجزائر
تعد الجزائر من أوائل الدول العربية التى دعمت مصر خلال الحرب وشاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية والذي ضم أكثر من 3 آلاف جندي وضابط لواء مدرع وآخر مشاة و96 دبابة، 22 طائرة حربية من أنواع سوخوي وميراج.
تحكى كامليا السادات ابنة الزعيم الراحل فى أحد لقاءاتها التليفزيونية عن موقف الرئيس الجزائرى "هواري بومدين " مع بداية الحرب قائلة "بومدين أخبر والدي في اتصال هاتفي يوم 4 أكتوبر بوضع كل الإمكانيات تحت تصرفه، بعدما أخبره بتعنت السوفيت ورفضهم تزويدنا بالسلاح إلا بحصولهم على المبالغ فورياً وقدرت وقتها بحوالى 100مليون دولار".
وأضافت "بعدها استيقظ والدى على صوت أحد الضباط والذى يخبره أن بومدين على الهاتف ليسأله السادات أين أنت؟ فرد عليه قائلا أحدثك من روسيا وقد وفرت لك المبالغ المالية من كل البنوك الجزائرية عبر حساب بنكى بالدولار، وقال له وقتها لن أرحل إلا بعد شحن الأسلحة والدبابات لمصر وهو ما حدث بالفعل" .
السعودية
وعن السعودية تستكمل كامليا قائلة "فيصل ملك السعودية لم يتردد في تحمل المسؤولية الكاملة حين أخبره والدي عن الحرب والميزانية المصرية رد عليه قائلاً : لا تحدثنى عن ميزانية اشتروا ما تريدون ونحن ندفع الفواتير".
وأضافت "قام السادات بزيارة سرية للرياض وأبلغ فيصل بقرار الحرب على إسرائيل إلا أنه لم يخبر الملك فيصل عن موعد الحرب، وقد طلب منه أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم المصرية" .
وأشارت كامليا قائلة "لعب سلاح الحظر النفطي دوراً هاماً مما خلق أزمة في الطاقة لدى الولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت تساند إسرائيل وساعد ذلك في الضغط لصالح مصر".
الخليج
وقامت الكويت بإرسال كتيبة مشاة متواجدة قبل الحرب وفور نشوب الحرب أرسلت سربا من طائرات هوكر هنتر يتألف من 5 طائرات وطائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز وبقيت في مصر حتى منتصف 1974، كما ساهمت فى تدريب الطيارين المصريين بالإضافة إلى حظر تصدير البترول.
وعن الإمارات كان الشيخ زايد بن سلطان في زيارة لندن وقتها حيث قام بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة من أوروبا ليعالج فيها الجنود المصريين و السوريين، وعندما نقصت الأسلحة قام باقتراض مليار دولار من البنك الدولى وتحويلها للاتحاد السوفيتى تحت حساب الأسلحة التى تحتاجها مصر وسوريا للحرب، وكذلك تحويل الإعلام الإماراتي إلى إعلام عسكري لنقل أخبار الحرب.
السودان واليمن
أرسلت السودان أول كتيبة عربية شاركت في المعارك، وكان لها دور مهم في معركة "رأس العش" الشهيرة، كما ساهمت في حماية بورتوفيق، وظلت هذه الكتيبة حتي تم تطويرها إلى ان وصلت إلى لواء متكامل استمر في مصر حتي انتهاء المعارك.
كما أغلقت اليمن مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية فكانت احدي الضربات الموجعة التي حاصرت البحرية الاسرائيلية ومنعت عنها التواصل أو الامدادات مع مصادر السلاح المهم لها.
ليبيا
دعمت ليبيا القوات المصرية بعدد 300 دبابة و21 طائرة ميج و54 طائرة ميراج ليكونوا سربين واحدا بطيارين مصريين وآخر بطيارين ليبيين، وحسب بعض الروايات العسكرية ان الطائرات الليبية لم تشارك لأن معمر القذافي، الرئيس الليبي آنذاك اعترض على عدم إخباره بموعد بدء الحرب.
العراق
في مذكراته الشهيرة تحدث الفريق أركان حرب سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب الجيش المصري عن الدور العربي الذى حاول توفير دعم مالى وعسكرى للقوات المسلحة بالإضافة إلى أهمية الدور الذى لعبته قرارات مجلس الدفاع العربى المشترك فى جامعة الدول العربية وتحديداً العراق فكانت من أكبر القوي المشاركة بسلاح الطيران ووضعت الحكومة العراقية سبعة ملايين جنيه استرليني في حساب باسم الحكومة المصرية في لندن لتتمكن الحكومة المصرية من شراء ما تحتاجه من معدات.
كما ابلغت الحكومة المصرية بزيارة الرجل الثاني في الحكومة العراقية انذاك صدام حسين إلى فرنسا لشراء معدات عسكرية للجانب المصري وبلغت طائرات الهنتر العراقية التي وصلت إلى مصر 20 طائرة استقرت في مطار قويسنا بمحافظة المنوفية وشاركت الطائرات العراقية بقوة في الضربة الأولي في 6 و7 أكتوبر بجانب الطيران المصري .



المصدر  مصراوي - تقرير – عمرو والي



تعليقات

المشاركات الشائعة