غضب فى واشنطن بسبب لقاء الإخوان بالخارجية الأمريكية
انتقد عدد كبير من الباحثين والمحللين السياسيين الأمريكيين، استضافة الخارجية الأمريكية لقاء أخيرا لوفد يضم أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية بشكل واسع معتبرين أنها تدخل فادح فى شئون مصر وإهانة لها.
وكشف آدم كريدو المحلل السياسى فى صحيفة «فرى بيكون» الأمريكى أن جماعة الإخوان أصدرت بيانا بعد أيام من هذا اللقاء، وقبل يومين من الهجمات الأخيرة فى سيناء، قالت فيه، إنهم دعوا إلى جهاد طويل فى مصر لا مساومة فيه.
وذكر كريدو، أن اللقاء جمع اثنين من قيادات الجماعة، مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمالة وعددا آخر من مسئولى الخارجية الأمريكية.
وأعرب إريك تراجر الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني، عن اعتقاده بأن هذا البيان يعد مصدر إحراج بالغ للخارجية الأمريكية.
وقال إن دعوة الإخوان للجهاد بعد يومين من اللقاء تعود بالفائدة على نظريات المؤامرة المعادية لأمريكا التى لا تنتهى والتى تتمحور حول الشراكة المفترضة بين واشنطن والإخوان ولذلك كان يجب على الخارجية أن تضع فى اعتبارها ما كان سيسببه هذا اللقاء من إحراج.
وأشار تريجر إلى أن أحد قيادات الجماعة الذى شارك فى اللقاء وهو يشغل منصب قاض، وضع صورة له على الفيسبوك رافعا شعار رابعة العدوية وكتب تحتها إن «ثباتنا ابهر الجميع».
وأضاف أن اللقاء ضم أيضا جمال حشمت أحد قيادات الجماعة وعبد الموجود الدرديرى الذى كان نائبا بالبرلمان عن الأقصر.
وأوضح تريجر أن دعوة الإخوان للجهاد - رغم كونها مفاجئة فى ضوء محاولاتها أن تظهر كجهة معتدلة - إلا أنها ليست إلا جزءا من معتقدات الجماعة.
وذكر أن الجماعة نفذت أعمال عنف منذ فترة طويلة، وعذب الإخوان فى عهد مرسي، المتظاهرين أمام قصر الرئاسة وبعد عزله هاجموا قوات الأمن مرارا وأملاك الدولة.
وأضاف أنه حتى هذه اللحظة فإن الجماعة تعتمد سياسة تبرير قضاياها دون تبرير أعمالها، لذا فإن دعوتها للجهاد ليست تكتيكا جديدا بل مجرد تلاعب لفظي.
وبسؤال الخارجية عن هذا اللقاء، ذكر أحد مسئوليها أن الوزارة تلتقى بممثلين من جميع الطوائف السياسية فى مصر.
ورفض المسئول توضيح مدة عقد اللقاء ونتائجه، لكن أحد أعضاء الوفد وهى مها عزام وصفت اللقاء بأنه كان مثمرا. وكانت الخارجية الأمريكية قد وصفت فى وقت سابق اللقاء بأنه لقاء روتينى ولم يكن للنقاش أو للتفاوض بل «لقاء مجاملة»، حسبما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي.
من جانبه، قال باتريك بول الخبير بشئون الإرهاب وصحفى شئون الأمن القومى الامريكى بصحيفة «إيجزامنر»، إن اللقاء يذكرنا بماضى الجماعة الإرهابى فى الأربعينيات والخمسينيات مرورا بحكومة عبد الناصر إضافة إلى المجموعات التى أرسلها حسن البنا مؤسس عام 1948.
وأضاف: يجب أن نتابع كيف سيتلقى من يدافع عن الإخوان هذا البيان والذين يقولون إن الإخوان نبذت ماضيها الإرهابي.
ورأى أن الخارجية الأمريكية وإدارة الرئيس باراك أوباما بصفة عامة لا تدرك حتى الآن الرفض الشعبى الواسع لجماعة الإخوان فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخاصة بعد الاحتجاجات الضخمة التى وقعت فى 30 يونيو 2013 و لم تشهد مصر مثلها فى تاريخها.
وأعرب عن اعتقاده بأن اللقاء يعد إهانة موجهة إلى مصر إحدى حلفاء الولايات المتحدة .
فى الوقت نفسه، ذكر صمويل تادروس الباحث بمعهد هادسون فى واشنطن أن زيارة الإخوان تخدم هدفين: أولا - محاولة حشد التأييد لجماعة الإخوان بين الجاليات المصرية والعربية والاسلامية فى الولايات المتحدة، وثانيا - إجراء اتصالات بالإدارة الامريكية. وأشار تادروس إلى أن الهدف من ضم بعض الأفراد غير المنتمين للإخوان فى الوفد الذى زار واشنطن هو التظاهر بأن هناك اتفاقا بين الإسلاميين وغير الإسلاميين لمعارضة النظام فى مصر.
وتساءلت الباحثة الأمريكية باميلا جيلير عن أسباب استضافة إدارة الرئيس باراك أوباما جماعة إرهابية تقف ضد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى فاز فى انتخابات الرئاسة باكتساح لا لبس فيه.
وطالبت أوباما بأن يضع يده فى يد الرئيس السيسى الذى وصفته بأنه رجل إصلاح وحليف للولايات المتحدة.
وأشارت جيلير إلى أن الرئيس السيسى أكد مرارا ضرورة تطهير التراث الإسلامى من أفكار العنف والإرهاب، كما يعتبر أول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد.
وقالت الباحثة إن أوباما ليس ساذجا أو غبيا فهو يعلم جيدا ماذا يفعل وهذه تعتبر خيانة، على حد قولها.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق