اختاروا أدوارهم بعناية.. ممدوح ودينا وأنوشكا وسلوى ووفيق نجوم خارج الصندوق في رمضان

محمد ممدوح - انوشكا - سلوي عثمان

المصدر بوابة الاهرام - كتبت سارة نعمة الله - اخبار الفن


ربما كشفت دراما رمضان هذا العام عن بريق لكثير من النجوم الذين يزدادون تألقًا ووهج من عمل إلى آخر، فالتمثيل لديهم ليس مجرد "لقمة عيش" لكنه حياة وحالة شديدة الخصوصية والسحر لابد أن تقدم بمزاج، لا يجذبهم كثرة التواجد، ولكن التأني في اختيار الأدوار بوعي وحذر هو الهدف الأول لديهم.

والدراما الرمضانية في العام الحالي جاءت لتبرز المنافسة بين الأجيال المختلفة، وكيف يضفي كل منهم بصمته على العمل الدرامي ليصبح أكثر وهجًا وتميزًا.
في المقدمة النجوم الشباب، الذين يحافظون على اختياراتهم من عام إلى آخر، منهم محمد ممدوح، الفنان الذي أبكى الجمهور في مسلسل "طريقي" الذي لعبت بطولته الفنانة شيرين، وكان يجسد خلالها دور شقيقها المنحرف، يعود متألقاً هذا العام بدور "أمين" في مسلسل "جراند أوتيل" يفصح به عن المكنون بداخله من موهبة يعرف متى وأين يوظفها في اختياراته الفنية من عمل إلى آخر.
"أمين" هنا هو عامل بالاوتيل، ممتلئ الجسم، وعيناه ناعستان دائمًا كدليل على استسلامه، ورضوخه للأمر الواقع، وشخصيته الطيبة التي لا تجادل ولا تناقش بل هو من ينفذ الأوامر، يتحدث طوال الوقت بلغة تحمل انكسار، مشاعره الرقيقة تقوده إلى حب "ورد" زميلته بالاوتيل حتى إنه يقرر الزواج منها والاعتراف بطفلها الذي ليس من صلبه.
الشخصية التي أختارها ممدوح هذا العام تعد بمثابة تحد آخر ضمن مشواره الذي بدأه مع المخرج خالد جلال ضمن مسرحية "قهوة سادة" التي حققت نجاحًا كبيرًا منذ أعوام، وأن ما يهمه هو دوره الذي يلعبه بحرفية، وإحساس يبدو في حركته، وصوت أنفاسه المنهكة أغلب الوقت مع قطرات المياه التي تملأ وجهه دليل على إجهاده في العمل، هذا النموذج الواقعي الذي كتبه السيناريست تامر حبيب، وأتقنه ممدوح بالتحامه معه ليسجل هدفًا جديدًا في قلوب جمهوره.
وربما يتحول "أمين" الذي نراه في "جراند أوتيل" بعد اكتشافه أنه المالك الحقيقي للفندق الذي يعمل به، ونفاجأ باختلاف نمط الشخصية من الاستسلام إلى القوة، وبعيدًا عن ذلك فأن ممدوح يبقى في مكانة خاصة بين فنانين جيله، لا يلهث وراء الانتشار فقط بل أنه شديد الحرص على الحفاظ على مرتبته في قلوب محبيه الذين يفاجئهم بتلقائيته وبساطته في الأداء، واقترابه من النماذج الواقعية المحيطة بهم.
إطلالة آخرى تحملها دينا الشربيني التي أستعادت رونقها في دراما رمضان هذا العام برغم انطفائها في الأعمال السينمائية التي قدمتها هذا العام كما في فيلم "كدبة كل يوم" أو "هيبتا" واللذان لم يتوازنا مع حجم موهبتها التي أثبتت منذ ظهورها بالوسط الفني.
تتحدى دينا نفسها بدورين يمثلان انطلاقة جديدة لموهبتها، بل إنهما يمثلان نقلة فنية تختلف عن كافة الأدوار التي قدمتها من قبل، ففي "أفراح القبة" تقدم دور "عليه" شقيقة "تحية" البطلة الرئيسية للعمل، إحدى الفتيات التي خرجت من خط الفقر المنعدم، تتخذ طرقاً غير مشروعة في الوصول لأهدافها كصحفية، وتخطط وتدبر المكائد رغم أن الإطلالة الأولى لها أوهمتنا أنها أطيب شقيقاتها، وهنا تدخل دنيا في منافسة واضحة مع النجمات منى زكي، ورانيا يوسف، وسوسن بدر، وصبا مبارك، فالعمل يمتلىء بالنجمات اللاتي يجمعهن معاً كثير من المشاهد.
ويبدو أداء الشربيني مفعماً بالحيوية والمرونة التي جعلتها تجتهد في تجسيد دوراً آخر في مسلسل "جراند اوتيل" الذي تجسد خلاله دور "ورد" العاملة التي تعلم بالأسرار والخفايا التي ستفصح عنها في الوقت المناسب، وربما يكون ذلك فكرة ليست بجديدة في تناولها لكن الانفعالات التي ظهرت عليها دينا مع الأريحية التي كانت عليها في أدائها أعطت شكلاً مختلفاً للدور الذي لعبته بإتقان، بل إن ذكاء دينا هنا يكمن في اختيارها دورين يحملان الشر وتدبير المكائد لكل منهما هدف مختلف عن الآخر.
ولعل العام الحالي سيضع دينا مجددًا في إطار المنافسة بعد فترة انقطاع عن الدراما الرمضانية التي سبق ووضعت بصماتها فيها على مدى السنوات السابقة.
أحمد وفيق في تألقه للعام الثاني على التوالي، فبعد ما حققه من نجاح في العام الماضي بدور المدمن في مسلسل "تحت السيطرة" يعود متألقاً هذا العام في "سقوط حر" مع شريكته في النجاح الفنانة نيللي كريم، يجسد دوراً يحمل كثير من العمق والأبعاد، بل إنها شخصية إزدواجية تبدو متزنة وسوية، لكنها في حقيقتها تحمل أعراض المرض النفسي.
يدهشنا وفيق بأدائه الذي يحير المشاهد من مشهد إلى آخر في الحلقة الواحدة، والأميز أن النجم في جميع انفعالاته يؤدي بثبات وبنفس التوازن والصدق الذي يجعلنا نعيش معه أكثر ونتعمق في تركيبة الشخصية التي يقدمها بالعمل.
ويجتهد وفيق في تجسيد الدور في حركته، ونظرة عينيه، ويبدو أن وفيق سيكون صاحب المهام الصعبة دائماً بتجسيد الشخصيات التي تعتمد بالأساس على الأعصاب والإحساس.
أنوشكا التي دخلت هذا العام في المنافسة مع النجوم الكبار، تقدم دوراً يحمل تحديداً لموهبتها التمثيلية، وكأنها فنانة مخضرمة تعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة، بل أن الفنانة حققت جماهيرية وتألق أكبر في التمثيل عن الغناء الذي أخذ من عمرها الفني سنوات.
وتظهر أنوشكا في مسلسلي جراند أوتيل، وسقوط حر وكل منهم على النقيض من الآخر، ففي الأول هي صاحبة الفندق التي تسودها القوة، تعرف متى تقود الآخرين وإلى أين توجههم، بل أنها المدبرة للشر في كثير من الأحداث، أما في سقوط حر فهي الخالة التي تحاول مساعدة شقيقتها وابنتها "ملك" التي تجسد دورها نيللي كريم، وبين الشخصيات كثير من الانفعالات والتركيز والاجتهاد من النجمة في تغيير نمط الأداء في الحركة، وطريقة الحديث، ونظرة العين، لتبدو مقنعة ومصدقة في الشخصيتين.
وربما ينتظر أنوشكا كثير من الأدوار والشخصيات في الفترة المقبلة، التي سيصعد فيها بريق النجمة التي لم تخفق في مجال التمثيل الذي بدأت فيه منذ مسلسل "قانون المراغي"، "فرقة ناجي عطا الله"، "السيدة الأولى" وغيرها، بعكس تجارب غيرها اللاتي حققن فشلن ذريعاً في هذه التجربة.
سلوى عثمان القديرة التي أصنافها صناع الدراما في الأعوام الأخيرة، بأدوار تتفق مع حجم موهبتها الكبيرة، ففي كل عام تضع بصماتها على الدور الذي تلعبه، وهذا العام رغم أن إطلالتها في مسلسل "سقوط حر" لم تتسع لإبراز قدراتها التمثيلية بشكل أكبر لكنها أبكت الكثيرين من خلال مشاهدها بمسلسل "أفراح القبة" ودور "أم هاني" الذي تلعبه، والتي تدفن حب "طارق رمضان" الممثل المغمور بداخلها.
ويبرز تألق عثمان في كم الانفعالات والمشاعر التي جسدتها بدموعها الصادقة التي ظهرت من خلال المشاهد التي جمعتها بـ"طارق رمضان"، والتي تضفي فيها بريقاً خاصاً مع النجمات الآخريات.


تعليقات

المشاركات الشائعة