غرق نورماندى مصرية

مجرد رأى

المصدر الاهرام - صلاح منتصر - الاعمدة

حكايات إجازة العيد وأنهيها بما حدث فى ديسمبر 1966 وكانت مصر فى أوج قوتها وقد تم ابلاغ الصحف بارسال مندوبيها ومصوريها الى ترسانة الاسكندرية لتسجيل الحدث الكبير باحتفال مصر بالعيد العاشر للنصر الذى يوافق يوم 23 ديسمبر ، وهو اليوم الذى انسحبت فيه القوات البريطانية والفرنسية التى غزت مصر مع اسرائيل فى العدوان الثلاثى بسبب تأميم جمال عبد الناصر قناة السويس . وقد أرادت مصر أن يكون احتفالها تعبيرا عما حققته من نهضة صناعية باعلان تصنيع ترسانة اسكندرية »الباخرة نصر« التى ستنزل البحر فى هذا اليوم . 
وذهب المندوبون والمصورون وعزفت الموسيقى ألحان النصر وجاء الموعد المحدد وتم اطلاق الباخرة للنزول الى البحر وبدا المنظر غريبا فقد اتجهت الباخرة »ببوزها« الى داخل المياه لتهبط فى القاع دون أن تطفو حتى اكتمل نزولها لتغطيها المياه تماما ! 
كانت مفاجأة غير سعيدة ، ولكن فى ظروف كانت وسائل الاعلام المحدودة مقيدة بالرقابة تم منع نشر أى خبر عن الباخرة التى غرقت فى لحظة تدشينها على طريقة الفيلم الكوميدى «ابن حميدو» عندما غرقت المركب التى بناها عبدالفتاح القصرى واطلق عليها اسم «نورماندى تو» (عرض الفيلم عام 57) . 
ظللت أتابع وقتها الحادث الذى جرى فى سرية وتمكنت من الوصول الى الحقيقة فقد اتضح أن الباخرة تتكون من جزءين أساسيين : البدن ، والآلات . والذى حدث أنه تم اختبار البدن وحده والآلات وحدها . وكانت النتيجة ممتازة . وقبل يوم الاحتفال تم تركيب حجرة الآلات على بدن الباخرة وبهذه الطريقة تم إنزال الباخرة ليكتشف المسئولون أن حجرة الآلات أضخم فى الوزن من تحمل بدن الباخرة فكان أن غرقت المركب فور ملامستها المياه ! 
وأختم بمعلومة فى حكاية عن ملك كان يحكم دولة واسعة أراد يوما تفقدها فى رحلة برية ، وخلال عودته وجد أن قدميه تورمتا بسبب المشى فى الطرق الوعرة فأصدر مرسوما بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد . وصعب على أحد مستشاريه تكلفة المشروع فاقترح على الملك عمل قطعة جلد صغيرة تحت القدمين فكانت هذه بداية نعل الحذاء ! 


تعليقات

المشاركات الشائعة