مولد «سيدى أكتوبر»



المصدر الاهرام - لواء د. سمير فرج - قضايا و اراء

يهل علينا شهر أكتوبر من كل عام، فتنشط ذاكرة المصريين ونستعيد تفاصيل هذا الحدث العظيم فى تاريخ مصر الحديث،الذى حققت فيه أعظم انتصاراتها العسكرية. فى شهر أكتوبر من كل عام، تمتلئ أعمدة الصحف بالكتابات، والتحليلات، والذكريات، عن حرب أكتوبر، وتظهر الدبابات، والمدفعية، وخط بارليف على شاشات التليفزيونات، وتبدأ الندوات العلمية فى الجامعات المصرية، وأندية الروتاري، والإنرويل. الجميع يتحدث عن روح أكتوبر، فيستحضر الشعب المصرى ذكريات انتصاراته، وما حققته مصر فى حرب أكتوبر 37 ويمر شهر أكتوبر وينتهى «مولد سيدى أكتوبر» ليبدأ، من جديد، فى موعده من العام المقبل. 
وخلال شهر أكتوبر من هذا العام، ظهرت فى العديد من البرامج التليفزيونية، وكتبت العديد من المقالات، والتحليلات العسكرية، لعدد من الصحف المصرية، والعربية، واللندنية، وشاركت فى عدد آخر من الندوات فى القاهرة، والإسكندرية، فكان ما استرعى انتباهى بشدة، ندوتين شاركت بهما فى كليتين مختلفتين للإعلام، إذ قضيت نهارا كاملا، فى كل كلية، أحاضر شبابها، وأحاورهم، واستمع إليهم. كان للقاء الأول فى كلية الإعلام، التابعة للأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بفرعها فى القاهرة. للوهلة الأولى، وأنت تدخل إلى مبنى الأكاديمية، تشعر وأنك خارج مصر؛ البوابات تعمل بالكروت الممغنطة سواء للطلبة أو لأعضاء هيئة التدريس، حرم الأكاديمية روعة معمارية، الكافيتريات غاية فى النظافة، ثم تدخل إلى كلية الإعلام، فتجد فصولها التعليمية، واستديوهاتها الفنية، وغرف المونتاج بها مجهزة بأحدث التقنيات. وبدأنا الندوة بفيلم تسجيلى عن حرب أكتوبر، أعده طلبة الكلية، وقد كان فيلما غاية فى الحرفية والإتقان، وفيلم آخر قصير، أعدوه لتقديم الضيف. تلا ذلك المحاضرة عن بعض تفاصيل حرب أكتوبر، وعمدت إلى أن تكون المحاضرة قصيرة نسبياً، لأتيح فرصة أكبر للحوار المفتوح مع شباب مصر الواعد. بصراحة حاجة تفرح، ثقافة، وإطلاع، وجرأة مصحوبة بأدب الحوار، الكل مهتم بشأن وطنه، ويرغب فى خدمته، غيور على بلده، حتى وإن كان لديه بعض المخاوف. فى البداية، كانت المناقشات ساخنة، وأدركت أن معظم الحقائق غائبة عن هؤلاء الشباب، وهو ما أزعجنى بشدة، فهذا الشباب الواعي، المتحمس لخدمة بلده، يستحق أن يطلع على الحقائق. وأعتقد أنه مع الاقتراب من نهاية اللقاء كانت المناقشات قد هدأت، بعدما اتضح لهم من حقائق وتفاصيل لم تتح إليهم من قبل، فخرج الجميع بدفعة قوية، ونظرة إيجابية للمستقبل. وامضيت معهم ثلاث ساعات أخرى، كضيف على تدريباتهم العملية، فهذه مجموعة تجرى حواراً صحفياً، وأخرى تجرى حوارا تليفزيونياً، ومجموعة ثالثة تجرى حوارا إذاعياً، وأنا أراقبهم بفخر، خاصة بعدما أطلعتنى الدكتورة عزة هيكل، عميدة الكلية، على المنهج الدراسي، لأفاجأ بأن 08 بالمئة منه مخصص للعلوم الإعلامية، والباقى لدراسة اللغات. وهو شىء عظيم، لمسته فى نوعية الطالب الذى سيتخرج مسلحاً بالعلم المهنى واللغة، وهو ما كنا نفتقده فى الوسط الإعلامى من قبل. 
أما الزيارة الثانية، فكانت بدعوة من الدكتورة ماجى الحلوانى، عميدة الكلية، لأحاضر طلبة كلية الإعلام بالجامعة الكندية. وفور دخولى إلى حرم الكلية، قلت لنفسى إننا يجب ألا نلوم الشباب لعدم معرفتهم بالحقائق، وإنما نلوم أنفسنا على عدم معرفتنا بوجود هذا الصرح الأكاديمى الرائع فى الإعلام، ولا نستفيد منه فى التواصل المستمر معهم. الحرم الجامعى يشعرك بأنك فى إحدى الكليات فى أوروبا.. النظافة.. النظام.. الفصول التعليمية.. استديوهات التدريب العملي.كل ذلك مجهز بأحدث التكنولوجيات الحديثة فى هذا المجال. الكلية بأكملها تعمل بأحدث أنظمة التواصل الإلكتروني، والمناهج العلمية والمراجع، متاحة للطلبة عبر شبكة الإنترنت. وجاء موعد اللقاء مع الطلبة، فوجدت نفس الحماس، ولمست ذات الغيرة على مصر، والحب لها، وتكررت نفس الأسئلة، التى تنم عن قلق على مستقبلهم، ومستقبل البلد، وبدأ اللقاء بذات السخونة، التى شهدتها فى اللقاء السابق، ثم ما لبثت أن هدأت بعد الإنصات إلى الحقائق التى شاركتهم إياها، فاطمأنت النفوس، وعلت الوجوه ابتسامة الأمل. 
وأعقب اللقاء ثلاث ساعات أخرى، أسلمت نفسى فيها للطلبة، لإتمام تدريبهم العملي. ولفت انتباهى بشدة أن عددا كبيرا من الفتيات، فى أثناء حواراتهم معي، عبروا عن رغبتهم فى الانضمام إلى الجيش المصري، عن طريق الإعلام العسكري! تلا ذلك متابعة المنهج مع الدكتورة ماجى الحلواني، عميدة الكلية وعميدة الإعلام فى مصر، والتى شُرفت بوجودها، من قبل، كعضو فى مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بي، تعرفت على المنهج، الذى يسير وفقاً لأحدث النظم العالمية المتبعة فى الجامعات بالخارج.
وبقدر فخرى بكونى واحدا من أبطال حرب أكتوبر 73، الذين صنعوا النصر العظيم لمصر... كان فخرى وأنا أرى شباب مصر الصاعد... الذى سيتولى إدارة هذا البلد فى المستقبل... تأكد لدى الإحساس بأن أحفادى سيكون لهم مستقبل عظيم، بإذن الله، فى هذا البلد وتحت هذه الإدارة الواعدة من شباب الإعلاميين الجدد... الذين تعلموا على يد اثنتين من أنجح سيدات مصر... الدكتورة عزة هيكل، والدكتورة ماجى الحلوانى... فكانت إدارتهما سر تميز، وتفوق هاتين الكليتين فى مصر... وهو ما يؤكد أن النساء قادمان. 






اقرأ أيضاً :

======



من محمد نجيب .. ل السيسى أمهات لهن تاريخ

الاهرام : ثورة جمال عبد الناصر الثانية

الاهرام : أسرار جديدة عن ثورة 1952 : محمد نجيب خطط لانقلاب على عبد الناصر

تعرف على أشهر الوقائع التاريخية التي حدثت خلال شهر رجب

الفاشلون والمتسكعون الذين يهاجمون الجيش.. بيادة أصغر جندى برقبتكم!

9 أحداث تاريخية وقعت في السادس من رمضان

عمرو أديب : خلينا نولع في البلد السنة الجاية بلاش دلوقتي

مداعبة رئيس وزراء المجر السيسى: "أنا أصغر منك سنا ورتبتى العسكرية أقل"

ردا على مهاجمة الجيش .. نشطاء "فيس بوك": لو استقرت مصر سيموت الإعلاميون جوعا

الأستاذ محمد حسنين هيكل طرح «سؤال الأزمة ‬والمستقبل» .. هل يلحق العرب بالفرصة ويغتنمون الظرف ؟

هيكل فى حلقة جديد من حوارات «الخطر والأمل»:علينا أن نفكر فى بدائل قبل استخدام السلاح فى اليمن

"اليوم السابع": فضحية.. باحثة نووية مصرية فى أحضان إسرائيل

بنات مصر الجديدة تحلم بـ"لبس الميري"

كلمة حق .. فى ساحة الفوضى

القوات المسلحة تكرم أبطال مصر سارة سمير ومحمد إيهاب

وفاة اللواء "سامح سيف اليزل" ب مستشفى السلام الدولي

"المسيحية الصهيونية".. اللاهوت الأمريكى فى خدمة إسرائيل




تعليقات

المشاركات الشائعة