وثائق سرية تكشف فشل أمريكا في إدارة أزمة ملف «نووي» كوريا الشمالية

اخبار العالم . المصدر صدى البلد

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة مستعدة للدخول في مفاوضات مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة، وهو الأمر الذي رآه محللون، أنه تغيير تام على مستوى السياسة الأمريكية تجاه بيونج يانج لاسيما بعد التهديدات التي وجهها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بتوجيه صواريخه نحو الداخل الأمريكي واستهداف مناطق حيوية.

ووفقًا لعشرات الوثائق السرية التي رفعت الولايات المتحدة، الشهر الماضي، عنها الغطاء وترجع إلى عهد الرئيس جورج بوش وتتعلق بالقضية النووية الكورية الشمالية، والتي كشفت عن مدى محاولة المسؤولين الإداريين في واشنطن للتوصل إلى سياسة توافقية لمنع بيونج يانج من أن تصبح قوة نووية، وفقا لتقرير نشره موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي.

ونفس الموقف الأمريكي الحالي ربما يكون قد أعربت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتين والبيت الأبيض عنه بقلق متزايد، في حقبة التسعينات، لافتة إلى أن النظام الكوري الشمالي قد يخفي مكونات برنامجه من البلوتونيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أنه ربما يستغل أي مسار تفاوضي لشغل المجتمع الدولي في حين يستغل ذلك لتحسين قدرات نظامه النووية. 

وقال تقرير الموقع الاستخباراتي الأمريكي، إن الوثائق تظهر أيضًا مدى قلة مناقشة كوريا الشمالية مع الحكومة الأمريكية خلال السنوات الخمس والعشرين أو الثلاثين الماضية. 

وأوضح أن نقاط النقاش ومقترحات السياسات والمذكرات التي عممت في جميع أنحاء الوكالات المشتركة تتكون من مواقف متطابقة تقريبا مع موقف إدارة ترامب اليوم. 

وفي الواقع، كشفت الوثائق الأمريكية عن أسماء مسؤولين من كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية يديرون مع المسؤولين الأمريكيين الذين يمكثون على الملف الآن، دون وجود شيء مختلف فيه.

ووفقا للموقع الأمريكي، كما هو الحال الآن، كانت السياسة الأمريكية الرسمية بشأن كوريا الشمالية هي إزالة الأسلحة النووية بالكامل وبدون قيود، في شبه الجزيرة الكورية، إذ أعلن مجلس الأمن القومي في 12 مارس 1992 أن «الأسلحة النووية في إيدي كوريا الشمالية خطرها كبير». 

ولا يزال يتصور أنه بعد خمسة وعشرين سنة وسبعة أشهر وما تم إعلانه في تلك المذكرة السياسة الأمريكية، هو ما تم الإعلان عنه في الشهر الماضي من وزير الدفاع جيم ماتيس الذي قال: "لا أستطيع أن أتخيل شرطًا تقضي الولايات المتحدة بموجبه بقبول كوريا الشمالية كقوة نووية".


وحسب تقرير الموقع الاستخباراتي الأمريكي يعتقد البيت الأبيض أن الجمع بين الإكراه الاقتصادي والمشاركة الدبلوماسية، بدعم من الوحدة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن ما يجب على بيونج يانج فعله إذا كان تأمل في تطبيع على الطاولة، سيغري القيادة الكورية الشمالية أن تأذن بإجراء محادثات رفيعة المستوى بشأن برنامجها النووي. 

ويمكن بسهولة وصف ورقة البنتاجون في أغسطس - سبتمبر 1991 التي تلخص الموقف الأساسي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأنها سياسة إدارة ترامب اليوم: «ينبغي على كل من المكتب الوطني للجمارك والولايات المتحدة استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية الممكنة والضغط الدولي من أجل تنفيذ كوريا الشمالية على نحو كامل بنود اتفاق ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفقا للوثائق التي كشفت الكثير من ملامح الوضع الحالي قبل نحو أكثر من 20 عامًا، والتي أظهرت قبل الأوان إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة مشهورة بكسر وعودها، وفقا للموقع الأمريكي باختصار.

وخلص التقرير أن مخاوف واشنطن ربما تعود بشأن صدق كوريا الشمالية وتعاون الصين مرة أخرى معها كما تم في أوائل التسعينات، ومن ثم تحوم مداولات واشنطن مع بيونج يانج مثل الضباب الدخاني الذي يعلق على الأفق.