25 يناير .. ثورة نبيلة خطفها الإخوان
المصدر الأهرام . ahram.org.eg . أخبار ثورة ٢٥ يناير
المواطنون: وصول رئيس وطنى للحكم يدفع بالشباب أهم مكاسب الثورة
الخبراء: استمرار «الجماعة» كارثة وأدها الشعب
• بالأرقام : نسبة البطالة زادت إلى 14.8% فى سنة الإخوان
تمر السنوات سريعة متلاحقة مخلفة وراءها ذكريات يبقى ما يبقى منها أو يتلاشي، ولكن تظل هناك أحداث محفورة فى الذاكرة راسخة فى الوجدان، مخلفة آمالا تحقق منها البعض والباقى فى الطريق لا محالة.
وكانت لثورة 25 يناير 2011 الذكرى الأكبر فى حياتنا والتأثير الكبير فيما جرى من أمور، لها ما لها وعليها ما عليها، ولكنها ستظل الأهم فى تاريخنا الحديث.
هى الثورة التى انتفض فيها الشباب ووراءه الشيوخ ليعلنوا رفضهم للفساد الذى عشش فى جميع أجهزة الدولة.
وستبقى هى الثورة التى وضعت الشباب على الطريق السياسى الصحيح، بعد أن اختفوا طويلا عن المشهد.
واحتفالا بمرور سبع سنوات على ثورة يناير، نرصدها فى عيون المواطن والخبير لنرى كيف غيرت مسارها، بعد أن كانت مثالية هادئة، وتحولت لفوضى عندما خطفها «الإخوان».
ماذا قال المواطن
أسامة عبد الهادى (مهندس) يقول: أهم ما جاءت به ثورة 25 يناير أنها أظهرت أمام صانع القرار السياسى الأولويات والسبل الرئيسية للنهوض بالدولة، وبالرغم من الاتجاه لاتخاذ قرارات جريئة وموجعة ومؤلمة فى بعض مراحلها، فإنها فى النهاية ستعود بالنفع القريب على المواطن من التقدم والانتقال بالدولة لمرحلة أكثر تطورا.
ولو استمر الإخوان فى الحكم كانوا سيسلكون مسلك أردوغان فى «أخونة الدولة» وتصفية حساباتهم مع كل معارض، وزرع كل من يواليهم فى كل مؤسسات الدولة بقوة، وقد كانت كل خططهم الوصول للحكم، ولم يفكروا فى كيفية إدارة الدولة، لذلك كان الفشل حليفهم.
صفاء أبو النجا - أخصائية نظم ومعلومات جغرافية - تقول: من وجهة نظرى من أهم إيجابيات ثورة 25 يناير، النتيجة التى وصلنا اليها الآن من وجود رئيس يدفع بالشباب للصفوف الأولى وتصدرهم المشهد السياسي، حتى أصبح الشباب مسئولا عن قاطرة التنمية والمشروعات، فخلال أربع سنوات لم نر مثل هذا الكم من قبل من مشروعات وإنجازات، فلأول مرة نرى عدم وجود قوائم انتظار لمرضى «فيروس سي»، بعد أن كنا فى مركز متقدم فى صفوف المرضي، وكذلك علاج جزء كبير جدا من العشوائيات، ونقل الناس نقلة حضارية كبيرة، ثم الاهتمام بصعيد مصر وعمل مشروعات استثمارية ضخمة هناك مثل محطات الكهرباء وشبكة الطرق والكباري.
وتضيف أن الإخوان اتسم عهدهم بتخريب ممنهج للدولة، خاصة مصادر الطاقة، فرأينا انقطاع التيار الكهربائى المستمر، وقيامهم بوضع مريديهم ومؤيديهم فى الوظائف المهمة لتكوين نوع من الشبكة العنكبوتية. وكنت أشعر بأننى فى ظل حكمهم مواطنة من الدرجة الخامسة ولو استمروا فى الحكم، كنت سأترك البلد أنا وأولادي، لأننى لن أكون فى ركابهم.
أحمد أسامة (طبيب) قال: ثورة يناير بدأها الشباب دون أى هدف سوى مصلحة البلد وكشف الفساد والقضاء على الفاسدين، ولكن تدخلت عناصر الإخوان التى كانت لها مطامع وأهداف غير نبيلة فحاولوا خطف الثورة، لكن الشعب كشف عن وجههم القبيح، وظهرت للناس أطماعهم وأحقادهم حتى لفظهم الشعب، ولولا وصولهم لسدة الحكم ما كنا كشفناهم وكشفنا دمويتهم وأحقادهم، ولقد قدر الله لهذا الشعب الخلاص والنجاة من حكمهم حتى لا تتحول بلادنا للتخريب والتدمير.
عمرو رشاد (مهندس كمبيوتر) يقول: أهم ما جاءت به الثورة أنها أخرجتنا من عزلتنا التى فرضت علينا لتعبر عن أنفسنا، ونقول: «نحن هنا وهذه أفكارنا وتلك آراؤنا لا نريد سوى التقدم والرقى لبلدنا.. «ظهرنا بمظهر حضارى شهد به الجميع وتعاملنا بسلمية ولم نعبأ بمن حولنا ممن حاولوا النيل من ثورتنا.. فهدفنا كان أسمى من أحقادهم وأمراضهم النفسية وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح.
ويضيف محمد ابراهيم (مدرس): لو كان الإخوان استمروا فى الحكم ما كنا شهدنا الانجازات العملاقة التى تحققت مثل قناة السويس الجديدة، ومشروعات الطرق والكبارى وتطوير العشوائيات وتوصيل الدعم لمستحقيه وغيرها من الانجازات التى لم يفكر هؤلاء حتى فى تضمينها برامجهم الانتخابية.
ثلاثة أيام فقط
اللواء حمدى بخيت الخبير الإستراتيجي، قال إن الثورة كانت ثلاثة أيام فقط: 25، 26، 27 يناير، بعدها تحول الشارع لفوضى وانهيار بعد وصول الإخوان لميدان التحرير، وظهر أفراد تحت مسمى الليبراليين والديمقراطيين، ومجموعة اسمت نفسها الاشتراكيين الثوريين، ثم تسللت التنظيمات الإرهابية والتدميرية، وعناصر أخرى استخباراتية من دول أخري، الى المشهد الذى تحول لتخريب وتدمير سجون وإطلاق سراح مسجونين، ومهاجمة مؤسسات وأجهزة الدولة وسرقتها وحرقها، فى محاولة للنيل من الشرطة والقوات المسلحة وتعطيل الأعمال وحرق المحاكم والأقسام وتدمير الكنائس. وتحول المشهد لدمار للدولة واختزلت كل الميادين فى ميدان واحد هو التحرير.. وكل هذا ينطلق منه كل العبث بمقدرات لمصر.. ولو استمر الإخوان كانت مصر ستتحول لمجموعات بين فئات متقاتلة وسيكون هناك ميليشيات مسلحة فى الشوارع فى كل مكان، وكذلك أراضى الدولة ستباع ووجود تمركزات لعصابات إرهابية فى سيناء.. وظهر سعيهم للتفريط فى أرض مصر بالبيع والتصرف فى ممتلكاتها، وكانت سيناريوهاتهم مدبرة بطريقة جهنمية بحيث تصبح مصر كسوريا أو ليبيا أو اليمن، هذا هو تاريخ الإخوان الأسود، لم يأتوا من فراغ بل أتوا من أجهزة استخباراتية متعددة بريطانية ثم ستجد ميليشيات بتحالف تركى وإسرائيلى ودول أخري.. المشهد كان مأساويا.
الشباب هو القاطرة
الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، يرى أن ثورة يناير كانت لها بعض الإيجابيات وأيضا السلبيات، فقد أثبت قدرة الشعب المصرى على الثورة وقدرة الشباب على التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى وإبهار العالم بقدرتهم على الحشد والتنظيم، فكان الشباب هو القاطرة التى حركت الملايين بالمطالبة بحقوقهم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولأن الإخوان أقلية منظمة استطاعوا خلط الدين بالسياسة ووظفوا الدين على غير مبادئه وقيمه وأشركوا الجماعات السلفية التى لم يكن لها أى دراية بالأمور السياسية، وكانت الإطاحة بهم بمنزلة استعادة لحرية وكرامة هذا الشعب، واسترداد الدولة المصرية التى تعتمد فى أساسها على المواطنة والقانون.
القناع
الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، قال إن الشعب فى 25 يناير كان يأمل فى التغيير الى الأفضل لأن هذه الثورة لم يكن لها محرك محدد لأن كل القوى السياسية حاولت استغلالها وحاولت أن تتزعمها، ولأن الإخوان للأسف كانت القوى الأكثر تنظيما فى الأحزاب فى ذلك الوقت، فقد استطاعت جماعتهم أن تنال ثقة الناس وتأييدهم بعد أن وضعوا قناعا مضللا وادعوا أنهم «حزب سياسى دينى يحارب الفساد» واستطاعوا خداع الناس والتأثير عليهم ليعطوا لهم أصواتهم فى الانتخابات حتى وصلوا للسلطة، فأدرك وقتها المصريون أن الإخوان لم يستطيعوا قيادة البلد، لأنهم طوال الوقت تعودوا على أن يعملوا فى الظلام، وعلى المستوى السياسى والاقتصادى والإنتاجي، أثبتوا فشلهم فشلا ذريعا.
وكانت السنة التى حكم فيها الإخوان أكبر دليل على ذلك فمعدلات النمو تراجعت خلالها الى 1.8% ومعدلات البطالة بلغت 14.8%، كما ظهرت مشاكل وأزمات متلاحقة منها انقطاع التيار الكهربائى عن المنازل لعدد طويل من الساعات، ولم تكن هذه الأزمة موجودة قبل الثورة بهذا الشكل، والآن لم يعد لها وجود، كما ظهرت أزمة البنزين والسولار وأنابيب البوتاجاز والآن اختفت تماما.
التصنيف الائتمانى
وأكد عبده أن الأخطر من كل هذا نظرة العالم الخارجى لمصر وأهمها تصنيف وتوقعات وكالات التصنيف الائتماني، ففى سنة حكم الإخوان انخفض التصنيف الائتمانى لمصر ثلاث مرات فى عام واحد، وكانت النظرة سلبية لدرجة أن الوكالات أعلنت أن مصر لن تستطيع سداد ما عليها من التزامات للغير، وتوقعت أن مصر ستعلن إفلاسها، أو أن تقوم بها ثورة جياع.
وأضاف أن الاحتياطى النقدى للبلاد من العملات الأجنبية وصل عام حكم الإخوان إلى 12.6مليار دولار، بينما قبل الثورة كان 36.1 مليار، والآن 37 مليارا، وكل هذا دليل على أن عام حكم الإخوان كان مليئا بالاخفاقات والفشل الذريع.
فى النهاية أكد عبده أنه بعد القضاء على حكم الإخوان، ووصول رئيس وطنى لسدة الحكم كانت الإنجازات جلية وواضحة، فهناك مشروعات قومية افتتحت وعاصمة إدارية، ومشروع 1.5 مليون فدان و 100 ألف صوبة زراعية وقناة سويس جديدة وأنفاق تربط سيناء بالمجتمع الأم وسحارة سرابيوم التى تنقل مياه النيل العذبة الى سيناء تحت القناة لاستصلاح 300 ألف فدان جديدة، والمزارع السمكية التى حققت لمصر الاكتفاء الذاتى من الثروة السمكية، ولدينا 13 مدينة جديدة تحت الإنشاء و 7 آلاف كيلو متر طرقا يتم تمهيدها، وإنشاء شبكات كهرباء جديدة بتكلفة 400 مليار جنيه، وتنويع مصادر الطاقة ما بين شمسية ورياح نووية، بالاضافة الى 200 مليار جنيه مبادرة من الرئيس للشباب لعمل مشروعات صغيرة ومتوسطة. وقد أعلن مركز أبحاث فى بريطانيا أن مصر لو سارت بهذه المعدلات والخطوات حتى عام 2029 ستكون من أفضل 30 اقتصاديا على مستوى العالم.
تعليقات
إرسال تعليق