أخبار مصر و العالم - اخبار الفن - اخبار الرياضة - الاقتصاد - المرأة و الطفل-اخبار الثقافه
الحصول على الرابط
Facebook
Twitter
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
"الوهراني"... فيلم جزائري عن مصير ثورة الاستقلال وأسئلة الهوية
يثير الفيلم الجزائري "الوهراني" قضايا متعددة، منها مصير الثورة التي انتهت باستقلال البلاد عن فرنسا عام 1962، وتحولات المشاركين فيها، حين أصبحت الثورة دولة يؤرق بعض أبنائها سؤال الهوية، الذى كان مستبعدًا، في ظل وجود هدف واحد قبل الاستقلال، ولا يجيب الفيلم عن أسئلة تخص صعوبة الانتقال من الثورة على الاحتلال إلى الدولة الوطنية المستقلة، بل يطرح الأسئلة نفسها دون صخب، فتظل معلقة ومثيرة للجدل، وربما تصبح موضوعًا لأعمال فنية تالية. والفيلم، الذي أخرجه لياس سالم (41 عامًا)، تبلغ مدته 128 دقيقة، وعرض مساء أمس، ضمن مسابقة (آفاق جديدة)، التي يخصصها مهرجان أبو ظبي السينمائي للعمل الأول أو الثاني للمخرج. والفيلم، الذي شارك مخرجه لياس سالم في بطولته، يشارك فيه الممثلون بوكيفا عبد الله وخالد بن عيسى وجمال بارك وآمال كاتب. ويبدأ الفيلم نحو عام 1957، خلال الثورة الجزائرية، من خلال ثلاثة أصدقاء، هم حميد وفريد وجعفر "الوهراني"، الذي ينضم إلى حركة التحرير الجزائرية، ويصبح مع صديقيه من أبرز قادتها العسكريين. وعبر 30 عامًا، هي زمن أحداث الفيلم، يستعرض مخرجه مصائر حياة الأصدقاء، الذين كانوا ثوارا في شبابهم، إذ يصبح "حميد" رجل أعمال، ولا يتردد في أن يطلب من "جعفر الوهراني"، الذي أصبح مسئولا مرموقًا، وأحد تروس الآلة البيروقراطية في الدولة، بعض التسهيلات التي تقترب من التجاوزات. ولا يتردد "حميد" في إيذاء "فريد"، الذي ظل على نقائه الثوري القديم، ولم يعد يبالي بهموم الناس، بل ويقول لصديقه جعفر في أحد المشاهد الدالة: "أتعرف معنى الشعب؟.. أشخاص لهم فم ومعدة"، ولا يصدق جعفر أن رجل الأعمال النهم للمال هو نفسه صديقه الذي كان يمكن أن يكون في عداد "شهداء ثورة التحرير". ولا تمضي أحداث الفيلم بشكل تصاعدي، وإنما تعود إلى الماضي، لتسترجع مشاهد قديمة تمثل إضاءات على مواقف جديدة أو تفسرها. وقد قام "الوهراني"، حين انضم للثورة، بترك زوجته "ياسمين"، التي يغتصبها فرنسي، ثم ماتت بعد أن أنجبت ابنا ذا ملامح فرنسية، ظلت تثير حنق الصبي، الذي لا يعرف تفسيرًا لملامحه التي لا تشبه أباه، وكان من يسأل الصبي هذا السؤال يتعرض لأذى يصل أحيانا إلى درجة الموت. لم يشعر الصبي بأن "الوهراني" أبوه، ولا بمشاعر إيجابية في زيارة قبر "أمه الشهيدة"، وهو ما يؤرق الأب تجاه ابن يشير إلى مستقبل البلاد، ولم يكن من صلبه. كما يطرح الأصدقاء، الذين سبق أن وحدتهم الثورة، أسئلة حول هوية البلاد، وكيف يكونون عربا وأصولهم أمازيغية؟، وبأي قدر يختلف العرب عن فرنسا، التي فرضت لغتها على الجزائر، واعتبرتها جزءًا من فرنسا. يثير الفيلم هذه الأسئلة، ويمضي تاركًا الإجابة عنها للمشاهد. وستعلن، مساء اليوم الجمعة، نتائج مسابقات الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي السينمائي، في حفل الختام بقصر الإمارات.
تعليقات
إرسال تعليق