عنف أسرى وإهمال وتسيب المخدرات تلتهم الفتيات



الاهرام - المخدرات - الشباب

دائما ما نسأل أنفسنا عن الأسباب وراء إدمان الشباب للمخدرات ولكننا لا نعترف أن هناك عددا هائلا من الفتيات مدمنات لكل أنواع المخدرات.. نعم فتيات فى عمر الزهور من جميع الأعمار وباختلاف مستوياتهن الاجتماعية يتعاطين المخدرات وتتزايد أعدادهن يوما وراء يوم.. الأسباب كثيرة والحلول يطرحها المتخصصون..
وتشير إحصائيات الاتصالات الهاتفية  للخط الساخن لمكافحة الإدمان أن عدد الفتيات المدمات المتصلات الطالبات للعلاج لا يتعدى 3 % إلا أن هذه النسبة لا تعتبر مؤشرا حقيقيا لعدد المدمنات من الإناث لأن المترردات على العلاج فى المستشفيات يفوق هذا العدد بكثير.. هذا ما تؤكده د. ليلى عبد الجواد أستاذ علم النفس بالمجلس القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والمشرف على الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان، وتضيف أن وصمة الاتصال بالخط الساخن من قبل أهالى الفتيات ما زالت موجودة فالأسر لا تفصح عن أن ابنتهم تتعاطى المخدرات ويفضلن الذهاب لعلاجها فى المستشفيات الخاصة إذا اكتشفن حقيقة إدمانها.وإذا تحدثنا عن أسباب تعاطى الإناث للمخدرات كما تسردها د. ليلى فعلى رأسها الإهمال وتسيب الأسرة، فلا أحد يسألها رايحة فين وقد تقضى اليوم مع أصدقائها من البنين والبنات دون أن يسألها الأهل مع من كانت.. وأما طلباتها فتكون دائما مجابة وتأخذ الفلوس من الأب والأم بدون حساب.. وهناك أسباب أخرى مثل القسوة والشدة المفرطة، فتقول إحدى المتعاطيات المترددات على العلاج بالمستشفى: «بابا كان بيربطنى فى السرير ويضربنى» وتقول أخرى: «بابا بيضربنى جامد وآثار الضرب موجودة فى جسمى»، وتمتد الأسباب الى وجود التحالفات والتمييز والتفرقة داخل الأسرة.. فتعطى الأسرة كل الامتيازات للولد حتى فى التعليم. أما الخلل فى التواصل الأسرى فمن الطبيعى أن يخلق ابنة مدمنة.. ففى الماضى كانت الأسرة تجتمع لتناول الغذاء ثم يتناولون الشاى ساعة العصر ويتبادلون أطراف الحديث، أما الآن فأصبح كل واحد من أفراد الأسرة فى حجرته يمسك بتليفونه المحمول او اللاب توب وينهمك فى مواقع التواصل الاجتماعى او الدردشة، ولنتأكد من حقيقة أن الفتاة إذا لم تجد التواصل داخل الأسرة فقطعا سوف تبحث عنه خارجها، وغالبا ما تجد شخصيات تجرها الى الانحراف. ومن خلال دراسة قام بها المجلس القومى لمكافحة وعلاج الإدمان تناولت 30 مفردة من الإناث المتعاطيات المترددات على الخط الساخن للعلاج من الإدمان من سن 14 الى 40 سنة..  تبين أن من أسباب تعاطى هؤلاء سوء العلاقة مع الأم وبغضها إما لقسوتها او بسبب سوء سلوك الأم الأخلاقى، أو بسبب ذكريات الفتاة الأليمة أو تعرضها للاعتداء الجنسى فى مرحلة الطفولة فتقول إحدى حالات الاستبيان : «جوز عمتى كان عاوز يغتصبنى وأنا عمرى 9 سنين «.



وتنصح د. ليلى الأهل بملاحظة الأبناء للاكتشاف المبكر للإدمان حيث تبدو على المدمنة علامات مثل شحوب الوجه واحمرار العين وهالات سوداء تحت العين، وفقدان للوزن، وعدم انتظام فى النوم، والخروج كثيرا مع التأخر خارج المنزل، وعدم الاهتمام بالمظهر، والهياج لأقل سبب بما يخالف طبيعة الفتاة المعتادة، والمشاجرات مع الأهل والمدرسين،  ثم تأتى فقدان الأشياء الثمينة من المنزل وسرقة النقود او المجوهرات. وهنا لا يجب التردد فى عمل تحليل للإبنة لاكتشاف الإدمان وبعدها التحرك فورا للبدء فى رحلة العلاج والتى نطمئن الجميع أنها تنتهى بالشفاء بنسبة تصل الى 95%

وهناك نصائح توجهها د. ليلى لكل أم حتى لا تقبل ابنتها على التعاطى:

.. استمعى الى ابنتك باهتمام وانصتى الى كل ما تقوله بحب وتذكرى عندما كنت صغيرة كم كنت ضعيفة وتحتاجين للنصح من أمك وأن تستمع اليك.

.. ساعدى ابنتك أن تكون سعيدة داخل البيت واجعلى جو البيت مرحا وامرحى  مع أولادك

.. راقبى ابنتك عندما تبدأ رحلة المراهقة واقرأى كل ما يكتب عن الإدمان وأعراضه

.. لا يمنع أبدا أن تطمئنى وتتعرفى على صديقاتها.

وعن الحالات التى يقوم بعلاجها الخط الساخن توجهنا الى هوانم مهدى أخصائية علاج وتأهيل الإدمان والتى تستقبل حوالى 28 حالة إدمان اسبوعيا بمستشفى المعمورة بالاسكندرية وتقول: إذا اكتشف الأهل أن ابنتهم مدمنة فهو ليس نهاية العالم فالمدمن ليس مجرما، ومرض الإدمان مثله مثل أى مرض يمكن علاجه بإذن الله، وعلاج الإدمان متوفر للشخص الذى يريد ذلك. ومريضة الإدمان بالذات تحتاج الى العطف والمساعدة والمساندة.. فالإناث أكثرعرضة للإكتئاب وعواطفها تحكمها فى كثير من الأمور. وقد يكون هذا سببا لاتجاهها الى التعاطى كوسيلة للهروب من الضغوط الحياتية، بالإضافة الى تكوينها البيولوجى حيث تكون أكثر عرضة لآلام العظام مما يجعلها تلجأ للمنشطات.

أما خطوات العلاج فهى كالآتى: إما من خلال العيادات الخارجية وجلسات العلاج الفردى والجمعى او إقامة فى المستشفى حتى تمام الشفاء. ونقدم العلاج الكيميائى المتمثل فى الدواء الذى يعيد هرمونات المخ الى طبيعتها وتوازنها، بالإضافة أنها تساعد على التخلص من أعراض الانسحاب بشكل سريع، وثانى أسلوب -كما تقول أخصائية العلاج والتأهيل- هو جلسات التأهيل النفسى والاجتماعى وأول جلسة تكون نوع من التعليمات منها أن تبتعد تماما عن كل شخص كانت تتعاطى معه المخدرات. وقد يتردد أغلبهن فى البدء فى العلاج لأنهن يخفن من أعراض الانسحاب، مع أن أعراض الانسحاب لا تستمر أكثر من أسبوع، ثم تبدأ جلسات المعرفى السلوكى والتى تستمر 3 أشهر وهى إعادة بناء المفاهيم والوعى وإصلاح السلوك وإدراك الأمور.

ورقم الخط الساخن لعلاج الإدمان 16023 وهو يعمل 24 ساعة وبسرية كاملة.. ويتكفل صندوق مكافحة الإدمان بالعلاج المجانى بالكامل فى 18 مركزا على مستوى الجمهورية وحتى إذا كانت المريضة لديها فيروسات مثل الفيروس الكبدى الوبائى يتم التعامل معها وعلاجها، والحالة الوحيدة المستثناه هى إصابة المريضة بالإيدز حيث يتم حجرها بالمستشفيات المتخصصة لذلك قبل البدء فى علاج الإدمان.




المصدر الاهرام


==============



اقرأ أيضاُ :
======

http://elmosawar.blogspot.com/2015/05/5_71.html



* المـرأة هى .. الحب والسلام ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2015/02/blog-post_36.html

* تحطم طائرة دون طيار تحمل مخدرات فوق سجن امريكى شديد الحراسة ... اضغط هنا

http://elmosawar.blogspot.com/2014/08/blog-post_75.html





تعليقات

المشاركات الشائعة