المـرأة هى .. الحب والسلام
اليوم.. ما أحوجنا لمفهوم جديد للحب..فالحب لايعنى حب الأنا.. ولايعنى أيضا حب الجنس الآخر، ولكنه معنى أوسع وأشمل من كا ذلك فهو يعنى حب البيئة من حولنا وحب الوطن الذى يطعم أولادنا وحب الوطن الأكبر والأكثر عمقا في دمائنا! فما هو الحب الذى نحتاجه اليوم للحفاظ على نهره جاريا في حياتنا، . ويبعدنا عن التطرف والإرهاب؟
نهر الحب
كيمياء الحب هى التى اسهمت فى إعمار الكواكب عند كل الكائنات وغياب الحب أرهق الملايين من البشر ويكفى أن 70 مليون أوروبى ماتوا فى الحرب العالمية الأولى والثانية بسبب فيروس الكراهية التى تجرف نهر الحب.. ولأن أنيميا الحب -أو فقر الحب- هى الأكثر انتشارا اليوم لأنها تقود الى طريق التطرف والإرهاب فما أحوجنا إلى غرس الحب فى الأجيال الجديدة الرافضة لأوطانها، هذا ما يؤكده لنا د. مجدى بدران استشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عن شمس، فغياب الحب يعنى التوتر.. وضيق الأفق.. والغرور.. والعزلة.. والتمرد..والتطرف أما وجوده فيعنى التضحية.. والتسامح.. والتعاطف..والصفح والغفران والتخلص من روح العدوان، وأول وطن عرفناه وعشنا فيه هو رحم الأم التى لم نخترها بل اختارها الله لنا .. الأم المصرية أم الحضارات وأم الرسل والتى علمت العالم كله كيف يصنع رغيف الخبز، من يعرف الأمومة لا يخون، والأم الصالحة لا تقبل خائناً، ووكما لا يمكن تغيير الأم أيضاً لايمكن تغيير الوطن أو الإضرار به عند الأبناء البارين.
ويضيف د.مجدى بدران أن الوفاء للأم يحتم علينا الوفاء للأم الكبرى مصر التى اختارها الله لنا أيضاً، والأم الحانية لا تنجب متطرفا أو إرهابيا، والبر بالوطن يعنى أن نُخرج للمجتمع أشخاصاً أسوياء يفيدون أنفسهم والأسرة والمجتمع والوطن بل البشرية أجمعين فالأمومة تعنى لدى المرأة التربية والتعليم، والتوجيه، والحزم والإرشاد، والمتابعة، والحب، والتفاهم، فلا فائدة من تغذية وإطعام الأطفال بدون تغذية ابنائنا نفسيا وإرضاعهم ثقافيا وغرس الانتماء لديهم، فإنشغال الأم فى بعض الحالات يدفع الأطفال للبحث عن الحنان خارج المنزل، وعندما يصبحون في سن المراهقة قد يلجأون نتيجة فقر الحب أو «أنيميا الحب» للبحث عن إشباع هذه الحاجات عن طريق الادمان أو الانحراف والميل نحو التطرف والإرهاب، فكلما أخطأنا وأهملنا في حق ابن من أبنائنا بشكل ما، فان هذا يشير الى معنى واحد هو: وجود مجرم أو ارهابى فى المجتمع ..وأن هناك إهمالا فى مرحلة ما فى حياتنا الأسرية . والوقاية من ثلاثى (الإرهاب والتطرف والإدمان) تبدأ بالعودة إلى الأسرة المستقرة المتحابة مرة أخرى .. وأن يكون الحب هو الفلك الذى ندور حوله جميعا ودائما لأنه يقوى جهاز المناعة، ويقلل من كيمياء الغضب ويزيد من كيمياء السعادة ويحد من الآثار السلبية للمتوترين وعلينا البحث عن الحب فلا نخرب بيئة ولا نلوث نهراً ولا نجرف تربة ولا نقتل زرعاً ولاننشر ضجيجاً أو ضوضاء.
الحب والموسيقى
أما المايسترو وائل حمدى فيرى أن الموسيقى لغة الشعوب، لأنها تخاطب الوجدان وأى شىء يخاطب الوجدان بصدق يصل الى القلوب .. والموسيقى تقرب الناس بعضهم بعضا وتمحو آثار الأنانية والغيرة والضغينة، وكلما نرجع الى جذور الموسيقى العربية الأصيلة الشرقية نكتشف أنها تخاطب الوجدان بكل صدق وأمانة ولعل ذلك هو سبب استمرارية الموسيقى العربية حتى وقتنا المعاصر، فالموسيقى العربية تمكننا من التغلب على محاولات عدم انتماء الأبناء وانسياقهم وراء تيارات الإرهاب والتعصب لأنها تعتمد على روح الجماعة وإنكار الذات والعمل على إظهار روح الفريق بشكل عام حتى يتحقق لهم النجاح، وما أحوجنا اليوم إلى العودة إلى تلك الروح الجماعية الناكرة لذاتها المحبة وغرسها في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، ومما يبشر بالخير أن أبناءنا من الشباب يسمع ويردد الأغانى القديمة أكثر من الحديثة وهذا دليل على أصالتهم وأنهم بخير، لكن المايسترو وليد عرفة يؤكد أن الموسيقى علاج نفسى لكثير من الأمراض وهى علاج قوى للروح وللجسد فمجرد فكرة الاسترخاء على سماع الموسيقى تمحو آثار التوتر والقلق ..وهى أكثر لغة لتوحيد الشعوب رغم اختلاف اللغات فمجرد العزف بالآلات وسماع سيمفونية الكل ينصت ويستوعب ويفهم .وهى أيضاً لغة السلام ولغة الحماس ومنح بذور الوطنية.ومن الغريب ان جميع المقرئين والمنشدين المشهورين مثل محمد رفعت والشيخ عبدالباسط ومشالى راشد درسوا علم المقامات الموسيقية الشرقية لكى يبدعوا فى القراءات المختلفة للقرآن وهى فى النهاية المعنى الوحيد لكل لغات العالم .
المصدر الاهرام - ثناء زايد
تعليقات
إرسال تعليق