بسبب ارتفاع سعر الريال .. انخفاض أعداد المعتمرين المصريين


المصدر الاهرام - تحقيقات - اخبار الحج و العمرة

وبدأت رحلات العمرة فى موسم رجب وشعبان ورمضان، لكن هذا العام مختلف تماما عن الأعوام السابقة حيث جعل ارتفاع سعر الريال السعودى أعداد المعتمرين تنخفض للنصف تقريبا فى هذا الوقت من السنة ، ومن المتوقع أن يكون فى هذا الموسم 200 ألف معتمر فى الأشهر الثلاثة القادمة بخلاف العام الماضى الذى وصل فيه عدد المعتمرين إلى 485 ألفا ،وهو ما يعنى عزوف قطاعات كبيرة من المواطنين عن أداء العمرة ، وفى السطور القادمة نرصد آراء عدد من الخبراء والمسئولين وأصحاب شركات السياحة عن أسباب تراجع الاقبال على العمرة.
فى البداية يقول الهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية إنه على الشركات العاملة فى مجال العمرة هذا العام تقليص مدة المعتمر لتكون 9 أيام بدلا من 15 يوما ، فهناك شركات تنظم العمرة طوال شهر بالكامل ، خاصة شهر رمضان ، ولكن الظروف تبدلت تماما وأصبحت الشركات والمواطنون لا يستطيعون مواجهة ارتفاع الأسعار خاصة الريال فالشركة التى تأخذ المعتمر عليها أن تقوم بعمل رحلة مناسبة وأسعارها مناسبة للمعتمرين كما ان المعتمر يريد أن يصلى جمعة فى الحرم المكى وجمعة أخرى فى المدينة بالمسجد النبوى ، وعلى الشركات أن تكيف وضعها على أن تقلص مدتها إلى 9 أيام بدلا من 15 يوما لقضاء جمعة فى مكة والأخرى فى المدينة .
وأضاف : من المتوقع هذا العام سفر من 300 إلى 400 ألف معتمر. وكان فى العام الماضى عدد المعتمرين تخطى المليون معتمر.. ولكن المعتمر يبحث عن الامكانيات والأولويات فمن هنا العدد سوف ينخفض إلى أكثر من النصف.





«بحث عن الأولويات»
ويقول اللواء فوزى نايل صاحب إحدى شركات السياحة إن العمرة هذا العام تختلف عن جميع السنوات السابقة حيث تقلصت المدة من 6 أشهر إلى 3 أشهر فقط ، وأصبح المواطن يبحث عن الأولويات من مصروفات المعيشة والمدارس والدروس الخصوصية مع ارتفاع سعر الريال السعودى إلى 485 قرشا هذا الموسم ، وهو السعر الرسمى والإقبال هذا العام بالنسبة للمعتمرين محدود للغاية لأن اجمالى متوسط الزيادة فى سعرها من 70% إلى 80% عن العمرات السابقة وهذا نتيجة فرق سعر العملة مع الارتفاع الجنونى فى تذاكر السفر خاصة الطيران فتذكرة الطيران إلى المدينة التى كانت سعرها 2350 جنيها تقريبا تباع الآن 2800 جنيه للتذكرة ، ومن القاهرة إلى جدة فى العام الماضى 2200 جنيه أصبحت الآن 4300 جنيه لتذكرة الطيران ، والسعودية تعتبر مصر هى رمانة الميزان فى العمرة ، حيث يمثل عدد المعتمرين فى المملكة من المصريين ما بين 20 إلى 25% من جميع المعتمرين على مستوى العالم ، وتعتبر مصر ذات ثقل عالمى على مستوى العالم كله فى العمرة .
« دخول الامتحانات»
ويقول يسرى سعودى - صاحب إحدى الشركات السياحية وعضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة - الموسم هذا العام أصبح 3 أشهر بدلا من 7 أشهر كانت الشركات تعمل فيها على جميع المستويات ، وجميع الفئات المختلفة من أول فئة الخمس نجوم إلى فئة الـ 3 نجوم ، وكان الموسم يبدأ من قبل شهر ربيع الأول إلى نهاية شهر رمضان والصعوبة الأولى التى تواجه المواطن المصرى هى ارتفاع سعر الريال إلى 485 قرشا مع ارتفاع أسعار الطيران إلى نحو الضعف ، عن الأعوام الماضية وكثير من الناس أحجمت هذا العام عن العمرة ، والسبب دخول الامتحانات وانشغال الأسر المصرية مع أولادهم فى امتحانات الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة وامتحانات النقل المختلفة.
ولكن نسبة المعتمرين هذا العام انخفضت عن بقية الأعوام السابقة حيث أن كثيرا من المعتمرين من الدخول الضعيفة والمتوسطة وأصبحت الآن الأسعار لا تناسب هذه الفئة من المواطنين والتى كانت تمثل أكثر من 70% من أعداد المعتمرين ، وهذه الفئة تراجعت تماما عن العمرة .
ويضيف أن هناك مميزات للشركات السياحية المصرية والعاملة بالسياحية الدينية حيث تقبلت هذا التأخير لحرصها على دورها الوطنى فتكبدت خسائر كثيرة وتحملت رواتب الموظفين.



«الإقبال ضعيف»
ويقول أحمد إبراهيم عضو مجلس إدارة سابق فى غرفة شركات السياحة وصاحب إحدى الشركات السياحية إن هذا العام يشهد إقبالا ضعيفا جدا من المعتمرين عن الأعوام السابقة وهذا الإقبال الضعيف نتيجة ارتفاع سعر الريال وبالتالى أدى إلى عدم الإقبال وكذلك الطيران ارتفع سعره إلى الضعف فإن تذكرة الطيران فى العام الماضى من القاهرة إلى جدة كان متوسط سعر التذكرة 2500 جنيه. وهذا العام 2800 جنيه هذا حسب وسعر البرنامج العام الماضى فإن الشركة كانت تقوم بأخذ المعتمر بسعر 5 آلاف جنيه للبرنامج الاقتصادى ، وهذا العام أصبح سعر البرنامج يبدأ من 9 آلاف جنيه وإن المعتمر كان يسعد فى الأعوام السابقة بهذا السعر ويقضى هناك 14 يوما ولكن هذا العام يقضى 10 أيام فقط للبرنامج ، وزادت المصروفات للمعتمرين أصبح المعتمر الذى يخصص ألف ريال من أجل الأكل والشرب يريد اليوم 10 آلاف ريال ، وبدون أن يشترى هدايا للأهل والأحباب وإن الأعداد المتوقعة هذا العام وبالنسبة للعام الماضى سوف تقل بنسبة من 60% إلى 80% عن الأعوام السابقة.
وفى العام الماضى فإن عدد المعتمرين الذين ذهبوا لموسم العمرة كان نحو 435 ألف معتمر وهذا العام من المتوقع أن يصل عدد المعتمرين إلى 60 ألفا فى شهر رجب فقط وسوف يتم زيادة هذه الأعداد حتى نهاية شهر رمضان ليصل عدد المعتمرين إلى 200 ألف معتمر أى أقل من العام الماضى بنسبة 60% .





«النقل البرى»
ويقول صبحى عبدالفتاح مدير عام النقل السياحى بوزارة السياحة : بدأت العمرة فى أولى رحلاتها هذا العام يوم 29 من شهر مارس وبالنسبة للعمرة البرية أو النقل البرى تم اعتماد موديلات اتوبيسات عام 2009 للمعتمرين بحيث تكون اتوبيسات حديثة وليست أقل من هذا العام لراحة المعتمرين حيث يتم فحص كل مركبة فنيا من لجان وزارة السياحة للتأكد من مدى صلاحية المركبات لنقل المعتمرين من مصر إلى السعودية وتم تحديد عدد السائقين لكل اتوبيس من قبل الوزارة بحيث يخضعون للكشف الطبى عليهم للتأكد من عدم تعاطيهم مخدرات ، أو يعانون من أمراض مزمنة عندهم والتأكد من سلامتهم بدنيا وخلوهم من الأمراض المزمنة ، وكذلك أن يكون كل سائق حاصلا على الدورات التدريبية التى تجريها الوزارة مع الاتحاد المصرى للغرف السياحية ومركز القيادة الأمن ونقوم الآن بإعداد نحو 20 اتوبيسا سوف يقومون بأول رحلات العمرة البرية إلى السعودية ونتوقع زيادة الرحلات البرية هذا العام وهذا لارتفاع أسعار تذاكر الطيران. 
«الرسوم»
وتقول إيمان سامى رئيس لجنة السياحة الدينية بالغرفة وعضو لجنة تسيير الأعمال بالغرفة السياحية: بعد أن توقفت العمرة فى الفترة الماضية وهى من أول ربيع الأول وربيع الثانى وجمادى الأولى وجمادى الآخرة وبدأت السياحة الدينية تعود للعمل مرة أخرى فى هذا الشهر وهو شهر رجب حتى نهاية شهر رمضان وكان السبب الرئيسى هى الرسوم التى فرضت على كل معتمر من قبل المملكة السعودية وهى فرض رسوم 2000 ريال سعودى على التأشيرة لكل معتمر فمن هنا كانت المصروفات عالية جداً على المعتمرين، وعلى الشركات السياحية أيضا، ولكن هناك حلول اتخذت لصالح الطرفين وهى عدم تحصيل الألفى ريال سعودى على العمرة الأولى فى هذا العام ولكن إذا أراد المعتمر أن يخرج مرة أخرى فعليه أن يدفع المبلغ المطلوب للسلطات السعودية،
وكذلك الوزارة لم تفتح باب العمرة فى الشهور الثلاثة الماضية خاصة بعد تعويم الجنيه وقالت لحين الاستقرار ليبدأ الموسم من أول شهر رجب هذا العام وقد تقدمت غرفة الشركات السياحية إلى البنك المركزى من أجل توفير الريال السعودى للشركات وتحويله وتم الاتفاق على ثلاثة بنوك وطنية، وتم بالفعل تدبير الريالات من قبل الشركات وتحويلها من البنك الأهلى أو القاهرة أو مصر إلى السعودية بحيث يأخذ الوكيل السعودى قيمة 75% بالريال من البرنامج السياحى لكل شركة وعدد الأفراد المعتمرين والباقى يتم دفعه بالجنيه المصرى وهى تذكرة الطيران، والمواصلات الداخلية سواء بالداخل أو الخارج، وقد وثقت الشركات عقودها مع الوكلاء يوم 14 مارس وتم سفر أول فوج 29 مارس الماضى ولكل معتمر أن يقوم بتغيير ألف ريال بالسعر الرسمى من البنك، وفى اليوم الأول سوف يتم نقل 4572 معتمرا بالطيران و546 معتمرا برى و30 مارس غادر القاهرة متوجها للسعودية 6421 معتمرا بالطيران و77 برى، و31 مارس 3451 طيران و77 برى ، والشركات التى تعمل فى الحج والعمرة من قبل وزارة السياحة هى 800 شركة فقط مع الوكلاء السعوديين، وعدد المعتمرين المعتمدين من الوزارة حتى الآن 71 ألفا و191 معتمرا من بين الشركات ومن المحتمل هذا العام أن تنخفض أعداد المعتمرين للظروف الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد وكذلك دخول الأهالى مع أولادهم فى امتحانات نهاية الموسم مع ارتفاع سعر الريال ، هذه العوامل جعلت عدد المعتمرين يتناقص عن الأعوام الماضية ، وكذلك ارتفاع أسعار الطيران فأصبحت الأهالى تفكر أكثر من مرة فى العمرة.







اقرأ أيضاً :

=======

الحج والعمرة والجنيه المصرى

هيئة قومية لـ الحج والعمرة.. لماذا ؟


معارض «أهلا رمضان» تبدأ 18 مايو بمشاركة الحكومة والغرف التجارية

تعليقات

المشاركات الشائعة