سقوط اسطورة جبل الحلال


المصدر الاهرام - تحقيقات

«الأهرام » تتجول داخل كهوفه ومغاراته بعد تطهيره بالكامل


 ◙ خطة محكمة لحصار الجبل ومداهمته نفذتها 9 مجموعات قتالية من أبناء الجيش الثالث
◙  أرض الفيروز تتطهر بدماء أبطال القوات المسلحة والشرطة من دنس الإرهاب
◙ أبطال العملية : دماؤنا أقل ثمن ندفعه لكى تحيا مصر وشعبها
◙ ضبط كميات ضخمة من المتفجرات والدراجات النارية والسيارات المفخخة وميادين للتدريب علي الرماية
 
 
الوقوف علي جبل الحلال هو بالطبع لحظة تاريخية، وشعور بالفخر والاعتزاز الممتزج بفرحة الانتصار لا يمكن أبدا أن تكفي الكلمات لوصفه مهما كانت معبرة.. هنا علي هذه الأرض قدم رجال مصر وأبطالها نموذجا  للفداء والتضحية واختلطت أرض الفيروز بدماء شهدائهم وجرحاهم لتتطهر من الدنس الذي أحدثه جرذان الأفكار المتطرفة الممولين بدولارات أعداء مصر في الداخل والخارج.
هي بالفعل لحظة لا يمكن لأحد أن يصفها مهما كان متمكنا في استخدام التعبيرات أو خبيرا في استجداء المشاعر.. فأنا الآن أقف أمام هؤلاء الأبطال الذين لم ترهبهم تلك الحماقات وواجهوا المتفجرات بأجسادهم وتصدوا للخطر بسلاح الإيمان بالله وبالوطن، ذلك السلاح الذي لا مثيل له علي الإطلاق، أتجول بين الهضاب وداخل المغارات والكهوف، أشاهد بعيني جزءا غاليا من أرض الوطن بعد تطهيره من كل أشكال الخروج عن القانون وأستمع لقصص البطولة وحكايات التضحية التي يرويها زملاء الشهداء الذين دافعوا علي مصر حتي آخر قطرة دم.
«الأهرام» كان شاهدا علي إعلان جبل الحلال خاليا من العناصر الاجرامية والتكفيرية، ومسجلا للحظة سقوط الأسطورة، حيث شارك في جولة ضخمة نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة للوقوف علي حجم الإنجاز الذي حققته قواتنا المسلحة بسواعد أبطال ومقاتلي الجيش الثالث الميداني، ورغم مشقة الرحلة التي بدأت في الرابعة فجرا وانتهت منتصف الليل، فإنني لم أكن أرغب في انتهائها، وطوال تلك الساعات لم يتسلل إلىّ الشعور بالتعب أو الإرهاق رغم اتساع مساحة الجولة ومشقة تسلق قمم الهضاب وصعوبة الطبيعة الصخرية للمكان، حتي إن أحاسيس الفرحة بالنصر امتزجت بمشاعر الحزن لترك المكان والعودة منه بعد انتهاء الجولة.


الطريق إلي الجبل
«ليس من سمع كمن رأي».. هكذا كانت المشاعر عند الوصول الي جبل الحلال.. فبالرغم من أننا كنا نعلم أن الجبل تم تطهيره من الإرهاب بالكامل، الأمر الذي كان يبعث فينا روح الفخر والاعتزاز بقواتنا المسلحة، إلا أن المسافة التي قطعناها في طريقنا الي الجبل كانت كفيلة بتعظيم تلك المشاعر وأن تضيف اليها قيمة كبيرة وبعدا جديدا أكثر عمقا.. وبمجرد وصولنا إلي نفق الشهيد أحمد حمدي تمهيدا لعبور قناة السويس في اتجاه سيناء شعرت بحالة من الأمن والأمان بسبب سيطرة قوات إنفاذ القانون من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل علي كل شبر من الأرض.
وبعد العبور أسفل قناة السويس والوصول الي أرض الفيروز «سيناء» لمسنا حجم الجهود التي تبذلها الدولة سواء في فرض السيطرة وتأمين كل شبر علي الأرض أو مشروعات التنمية وشق الطرق وفتح آفاق جديدة لإيجاد فرص للعمل، ومن كثرة عدد الأكمة الأمنية الثابتة والمتحركة علي الطرق الرئيسية والفرعية المنتشرة وسط وجنوب وشمال سيناء برغم بعد المسافات والمساحات الشاسعة إلا أننا شاهدنا مدي قدرة وسيطرة قواتنا علي الأرض وأن انتهاء عمليات التطهير أصبحت قاب قوسين أو أدني من نهايتها.





وقد أسهمت أيضا وسيلة المواصلات التي تم استخدامها في السفر في زيادة حالة الطمأنينة وأكسبت الزيارة مصداقية للمشككين في حقيقة أن الجيش المصري يسيطر فعلا علي الأوضاع، حيث تحركنا علي متن حافلتين ودخلنا الي عمق سيناء من طرق كانت في الماضي سيئة السمعة حتي وصلنا الي نقطة التقاء علي مشارف الجبل وانتقلنا بعد ذلك الي عدد من المدرعات المجهزة للسير في المناطق الجبلية الوعرة في رحلة استغرقت نحو 6 ساعات كاملة منذ بداية تحركنا من القاهرة حتي وصلنا الي قمة جبل الحلال.. «الأسطورة».
التفاصيل الكاملة
فور وصولنا الي أرض الفيروز كان في استقبالنا اللواء أ.ح محمد رأفت الدَش، قائد الجيش الثالث الميداني، لشرح التفاصيل الكاملة لعملية تطهير جبل الحلال، وحقيقة الدور البطولي الذي يقوم به أبطالنا بالقوات المسلحة بمساعدة أبطال الشرطة، وأكد أن ما قامت به قوات إنفاذ القانون من أبطال الجيش الثالث الميداني، في تطهير جبل الحلال، من البؤر الإرهابية والتكفيرية، بالإضافة إلي تطهير الجبل من العناصر الإجرامية الخطيرة، «هو عمل بطولي»، سبقه إعداد جيد لقوات الاقتحام، سواء كان الإعداد «بدنيا أو قتالياً»، نظرا لطبيعة تضاريس الجبل الوعرة والبالغة الصعوبة، كما أن عنصر جمع معلومات حول الجبل والعناصر التي تختبئ به من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة، كان له أثر مهم في عملية الاقتحام وتطهير الجبل.
وأضاف قائد الجيش الثالث الميداني، خلال كلمة له في اثناء الجولة، أن جبل الحلال يمتد من شمال سيناء إلي جنوبها وأن أكبر جزء منه يقع في وسط سيناء، حيث يبلغ طوله 60 كيلو، وعرضه 20 كيلو، ويبلغ ارتفاعه 1000 متر، ويقع في وسط سيناء، ونتيجة طبيعة الجبل وتضاريسه، أصبح ملاذا للعناصر الإرهابية والتكفيرية والإجرامية، مما شكل تهديدا علي منطقة سيناء.
وشدد «الدَش» علي أن القيادة السياسية أعطت أوامرها، بأنه لا تهاون مع أي أحد خارج علي القانون، أو أي شخص يمس الأمن القومي المصري، وعلي الفور، وضعت القيادة العامة للقوات المسلحة خطة لاقتحام جبل الحلال وتطهيره، وإعادة الاستقرار لمنطقة سيناء، وتمت عملية الاقتحام بعد أن تم جمع المعلومات الخاصة بعملية الاقتحام، وبمساعدة أهالي سيناء، الذين قاموا بدور غاية في الأهمية في مساعدة قوات إنفاذ القانون في عملية التطهير.
وقال إن «العمليات العسكرية التي قام بها أبطال قوات إنفاذ القانون، في اقتحام جبل الحلال، لتطهيره من البؤر الإرهابية، والعناصر التكفيرية والإجرامية والخارجة عن القانون، قد أسفرت علي قتل 18 من العناصر الخطيرة، والقبض علي 32 آخرين.
التمهيد للعملية
قال اللواء أ.ح محمد الدَش، قائد الجيش الثالث الميداني، إن عملية اقتحام جبل الحلال سبقتها قيام عناصر القوات المسلحة بتحديد الأماكن والتجمعات التي تختبئ بها العناصر الإرهابية والتكفيرية، في الكهوف والمغارات، كما قمنا - «عناصر القوات المسلحة» -، بدراسة « ديموغرافية الأرض»، وتابع: «بناء علي المعلومات التي توافرت تم وضع خطة الاقتحام، وقامت القوات بغلق جميع محاور التحرك من وإلي الجبل، وقامت القوات بمحاصرة الجبل بالكامل، ولم يكن الإرهابيون يعلمون ما تقوم به القوات المسلحة حتي انتهت العملية بعد 16 يوما كاملة حققت فيها قواتنا عنصري المفاجأة والصدمة ونفذت كل الأهداف بمنتهي الدقة وبأقل الخسائر».
وأضاف: «نتيجة محاصرة الجبل لأيام طويلة، قامت بعض العناصر الإرهابية والتكفيرية والخارجة علي القانون، بالهروب من الجبل، وقمنا بردهم وتتبعت قوات الأمن خط سيرهم، وقامت بالقبض علي 21 منهم، وتم تسليمهم للجهات المختصة، وذلك قبل بدء عملية المداهمة، كما كانت هناك أوامر بأن من يخرج مستسلما، لا يتم رفع السلاح عليه، لكن من يرفع السلاح ويتعامل مع قوات الأمن، يتم الرد عليه فوراً».
وأكمل: «قمنا باستنزاف الذخيرة الخاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، نتيجة عملية الحصار، وفشلهم في عملية الهروب، بالإضافة إلي أن العناصر قد استنزفت المواد الإعاشية والمؤن الخاصة بهم، مما جعلهم يفقدون توازنهم، الأمر الذي كان محددا في خطة عملية الاقتحام».
الاقتحام
وكشف قائد الجيش الثالث الميداني، أنه تم إعداد 9 مجموعات قتالية لعملية اقتحام جبل الحلال، وتم وضع خطة لكل مجموعة أثناء عملية الاقتحام، وقد تم تقسيم الجبل لتسعة قطاعات، وكل مجموعة قتالية كانت تتولي عملية التمشيط والمداهمة والتطهير، حيث كانت القوات المكلفة بعملية الاقتحام تذهب ولا تعود مرة أخري، وتستمر في عملية الاقتحام، حتي تطهير المنطقة المنوط بالمجموعة القتالية تطهيرها.
حقيقة المضبوطات
وكشف اللواء أ.ح محمد الدَش، قائد الجيش الثالث الميداني، عن حقيقة المضبوطات التي عثر عليها في أثناء عملية تطهير جبل الحلال، وذلك بعد تداول الكثير من المعلومات المغلوطة والشائعات التي أحاطت بها.
وقال إنه تم اكتشاف أماكن تخزين سيارات «لاند كروزر» حديثة وسيارات نصف نقل خاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية، كما تم ضبط سيارات ودراجات نارية قامت العناصر التكفيرية بـ «تفخيخها»، لاستخدامها ضد التمركزات الأمنية واستهداف قوات الأمن.
وأضاف: «كما تم اكتشاف ميدانين للرماية خاصين بالعناصر الارهابية والإجرامية كانوا يتدربون فيهما علي أسلحة القنص، واكتشاف 24 كهفا و8 مغارات، ومخازن خاصة بالعناصر الإرهابية كانت تحتوي علي ذخيرة ومواد متفجرة وأدوية خاصة بالإسعافات الأولية، كما تم اكتشاف نماذج لكمائن خاصة بالجيش كانوا يتدربون فيها علي كيفية الهجوم عليها، واكتشاف وضبط مخازن أسلحة مختلفة، ومواد تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، وورش لتصنيع تلك العبوات، وأجهزة لكشف الألغام ومخازن ملابس خاصة بالعناصر الإرهابية والتكفيرية والتنظيمات المسلحة، كما تم ضبط 29 دراجة نارية مفخخة ومعدة للتفجير، كما تم ضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة، وحرق عدة أفدنة في سفح الجبل، كانت مزروعة بالمواد المخدرة».
وفي ختام كلمته، أكد قائد الجيش الثالث الميداني، أن عناصر القوات المسلحة مستمرة في عملية تطهير سيناء بالكامل من البؤر الإرهابية والتكفيرية، وإعادة الاستقرار مرة أخري إلي أرض الفيروز والتوسع في أعمال التنمية، وذلك بمساعدة أهالي سيناء والذين وصفهم اللواء «الدَش» بـ «الأبطال».
أهل الحق
«جبل الحلال أصبح قطعة مننا».. بتلك الكلمات ومن أعلي صخرة صغيرة بالجبل، وقف قائد قوات عملية الاقتحام يروي لنا بطولات ضباطه وجنوده الذين شاركوا في الملحمة وسجلوا أسماءهم في التاريخ العسكري: «قبل عملية التطهير، كان الجبل مأوي للعناصر الإرهابية والتكفيرية، والتي كانت تخزن فيه السيارات والدراجات النارية المفخخة، والأطنان من المواد المتفجرة، وأقامت ورش تصنيع الدوائر الكهربائية والعبوات الناسفة، لذلك كان لا بد أن يتم تطهير الجبل من كل ما يهدد أمن واستقرار سيناء بصفة خاصة، والأمن القومي المصري بصفة عامة.




وأكد ان «العناصر الإرهابية والتكفيرية غير قادرة علي مواجهة أبطال القوات المسلحة وجهاً لوجه، لأنهم يعلمون جيدا أن معركتهم خاسرة في حالة المواجهة المباشرة»، مشددا علي أن معنويات أبطال قوات إنفاذ القانون في سيناء عالية للغاية، لأنهم «أهل الحق».
أدوار بطولية
فوق هذه الأرض شديدة الصعوبة قدم أبطال من فولاذ أروع مثل في حب الوطن وكأنهم في سباق يتنافسون فيه من أجل إعلاء الحق ودحر الباطل يقاتلون في سبيل البناء لا الهدم ويدافعون عن الحياة لا الموت، فخلال الجولة كشف العقيد مقاتل بطل قائد إحدي مجموعات عملية الاقتحام عن بعض الأدوار البطولية المذهلة التي قام بها الأبطال الذين شاركوا في العملية، حيث كان أحد الجنود قد أصيب بإصابة بالغة، وكان «يلفظ أنفاسه الاخيرة»، فتوجه إليه قائده ليساعده علي عملية إخلاء مكانه، لكن الجندي رفض الإخلاء وطلب من قائده الاستمرار في عملية الاقتحام والمداهمة، حتي استُشهد.
وأسرد قائد المجموعة قصص وبطولات أبطال القوات المسلحة في أثناء عملية الاقتحام، حيث قال: «توفيت والدة المقاتل عمرو عاشور، وذلك في أثناء عمليات المداهمات، وعندما علم بوفاة والدته، قٌلنا له إنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل مع توفير حماية له، من أجل المشاركة في عزاء والدته، لكن البطل المقاتل رفض، وأصر علي استمراره في عملية المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه من الشهداء».
لغز المقاتل المصري
مقدم مقاتل قائد إحدي المجموعات التى اقتحمت الجبل يصف لنا صورة المواجهة علي الطبيعة، ويروي أن القوات المسلحة أحكمت سيطرتها علي الجبل بجميع مخارجه ومداخله، مشيرا إلي أن القوات وصلت الي أصعب الأماكن وسيطرت علي أعلي سلاسل الجبال.
وأضاف أنه خلال فترة الحصار لم يستطع أي إرهابي أو أعوانهم أن يدخلوا أو يخرجوا من الجبل، كما تم القبض علي الكثير منهم، بالإضافة إلي قتل الكثيرين منهم، مؤكدا أن الجيش الثالث الميداني طهر كل شبر في جبل الحلال.
وروي العقيد مقاتل بطل - قائد مجموعة - قصة بطولة أخري لاثنين من الجنود.. فرغم شدة إصابتهما، فإنهما رفضا ترك مواقع القتال إلا بعد انتهائه وحتي في أثناء وجودهما في المستشفي طالبا الأطباء بإجراء إسعافات أولية لهما حتي يعودا مرةأخري لاستكمال أعمال المداهمات.
أبو الشهيد.. بطل
«كنت قائد إحدي المجموعات المشاركة في عملية جبل الحلال وده مش أول مكان في سيناء أشارك في تطهيره».. يروي المقدم مقاتل بطل قائد مجموعة ـ بطولات قواته ـ قائلا: «كنت ورجالي ننفذ مهامنا المخططة ونحن نعلم ان قلوب جميع المصريين معنا ، كنا نحارب التضاريس الصعبة والظروف الجوية القاسية التي تصل الي صفر والمنحدرات والصخور الحادة ، لكن تدريبنا وعقيدتنا الراسخة وتلاحم الضباط والصف والجنود بروح معنوية عالية هي العنصر الرئيسي لتحقيق هذا الانجاز»، مؤكدا ان سقوط بعض الشهداء بالمجموعة تسبب في زيادة إصرار باقي المجموعة علي الأخذ بثأر زملائهم الشهداء.




وعن أكثر المواقف الانسانية التي أثرت فيه عندما استشهد أحد جنوده الأبطال خلال «عملية الحلال» وكان يحاول أن يتجنب إبلاغ والد الشهيد بالخبر، إلا أنه فوجئ عند إبلاغه باستشهاد ابنه أن الوالد هو الذي يشد من أذره ويطلب منه التحلي بالصبر، وقال له: «شد حيلك.. وعندي أخوه الأصغر منه لو عايزه خده بداله.. مش كتير علي مصر والله».
المجند.. البطل
«شاهدت الإرهابيين يحاولون الهروب كالفئران وقادتنا تحاول تفتدينا بأرواحها حفاظا علينا، واجبنا وحق البلد علينا أننا نطهر البؤر الإرهابية من أجل أن يعود الأمن والأمان لسيناء مرة أخري».. هكذا تحدث الجندي مقاتل، أحد الأبطال الذين شاركوا في اقتحام الجبل.
وقال انه تم تجنيده منذ عام، وعندما علم بانه سيقضي فترة تجنيده في سيناء ردد قائلا «الحمد لله ده كرم من ربنا عليا وشرف أن اكون بطلا من أبطال سيناء».
وأكد أنه كان يستمد الشجاعة والعزيمة في المداهمات من قادة المجموعات، قائلا: «قياداتنا تكون في المواجهة وتفتدي بأرواحها سبيلا في الدفاع عن الوطن»، مشيرا إلي أن القادة دائما تطمئن علينا في أثناء المواجهات ويقولون لنا: «أنتم أهم من أي شيء وروحنا فداكم».
وكشف البطل أنه زملاءه رفضوا في أثناء المداهمات نزول الإجازات الرسمية وطلبوا استكمال المشاركة مع القوات والثأر لزملائهم وقادتهم.. «رغم انه ممكن يكون في ظروف تستدعي الاجازة، لكن كنا بنرفض نسيب بعض ومننزلش».
وبعث الجندي محمود رسالة إلي كل من يحاول هدم الجيش المصري ـ قائلا: «الجيش المصري جيش وطني شريف وقياداته تحترم جنودها وتعاملهم مثل أخواتهم الصغار وتخاف عليهم أكثر من أنفسهم».
وشدد علي أنه عندما كان ينزل إجازته يحكي لعائلته وأصدقائه كيف يحارب الجيش المصري في سيناء حفاظا علي تراب مصر وحتي يعيش الشعب المصري في أمان، لافتا إلي ان والده كان يتحدث معه في إحدي اجازاته ويوصيه بزملائه ـ قائلا: «خليك شجاع وبطل مش جبان وخاف علي زميلك وربنا يحفظك ويرجعك بالسلامة».
«رسالة لأمى»
بلهجته الصعيدية وبشهامة «ولاد البلد» وقف المجند البطل يقول بمنتهي الثقة والثبات: «أنا مش هحكي عن بطولات ولا هقول احنا بنعمل ايه علشان ده المفروض انه يكون الطبيعي اللي بيعمله أي مصري بيحب بلده بجد ودي أقل حاجة بنقدمها لبلدنا».. ووجه رسالة لأمه قال لها فيها: «يا ريت يا أمي تدعيلي من قلبك علشان استشهد.. ومتخافيش عليا إن شاء الله هاخد بإيدك للجنة».. وقال: «كل شهيد من زمايلي بيقع جنبي في المداهمات باحسده وبافرحله علي قد ما بزعل علي فراقه وبتمني من ربنا انه يرضي عني ويقبلني شهيدا وانا بدافع عن ديني وعن بلدي وناسي».






اقرأ ايضاً :

=======

الجيش وسلاحه.. خط أحمر!

سر «فتنة العريش» موجود فى جبل الحلال

وماذا بعد..؟ تلخيص مصر فى أزمة العريش

هل تعلم ماذا يحدث فى سيناء ؟

حماية سيناء

واتحسبت جريمته على المسلمين !




تعليقات

المشاركات الشائعة