المحافظة على الصلوات وقراءة القرآن أفضل الأعمال

المصدر الاهرام
مرحبا بشهر الطاعات والفضائل حفظ اللسان والابتعاد عن الغيبة والنميمة ضرورة للصيام

شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة يجب على المسلم اغتنامها، وهو موسم للمتقين وميدان للمتسابقين وكذلك تعويد للنفس على ترك المعاصي والذنوب والالتزام بالطاعات من المحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والابتعاد عن الغيبة والنميمة وغيرها من الأعمال الصالحة التي أمر الله تعالى بها في كتابه العزيز حتى يكون الصيام صحيحا ولا شيء فيه.
في البداية يقول الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد كلية أصول الدين السابق بأسيوط ، أن من الأشياء التي نص عليها فقهاء المسلمين في مسألة صيام شهر رمضان وما يجب على الصائم أن يقوم به أنهم قالوا إن الصوم هو الكف عن شهوتي البطن والفرج وهذا لعوام الناس فالمسلم إذا أكل أو شرب أو جامع زوجته فسد صومه وعليه القضاء والكفارة وهذا هو أقل مراتب الصيام، وأن يحافظ على صيام جوارحه بحيث يحفظ عينيه من النظر إلى الحرام وان يحفظ إذنه عن سماع الأخبار الكاذبة وما إلى ذلك وان يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة والسب وما إلى ذلك وان يحفظ يده عن ضرب الناس أو عن أكل الحرام بيده أو بحفظ قدمه عن السعي إلى ما يغضب الله لأنه شهر الطاعات والفضائل وتجنب المنكرات كل هذه الجوارح على الإنسان أن يحفظها في رمضان وغيره ولكن في شهر رمضان من باب أولى ولما كان هذا الأمر من الأهمية بمكان بين النبي صلى الله علية وسلم أن الصائم قد لا يأخذ أجرا من صيامه إذا ما انخرط في المعاصي ونسي عقاب الله عز وجل فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، ومعنى هذا الحديث أن الذي ينخرط في الغيبة والنميمة وسماع قول الزور وترديده وما إلى ذلك مما يصيب الناس بالأذى ويضيع حقوق الآخرين ومن يفعل ذلك لا فائدة من صيامه وهذا من المعاني السامية التي ربي عليها الإسلام أتباعه في رمضان وفي غير رمضان ولكنها من باب أولى في شهر رمضان على الذي صام عن الطعام والشراب.

وأشار د. مرزوق إلى ضرورة تخلى المسلم عن سائر المعاصي التي تخرق صيامه بل وتضيعه كاملا في بعض الأحيان فعليه ان يتحلى بالأعمال الصالحة المشروعة ومن أهم هذه الأعمال المحافظة على صلاة التراويح وقراءة القرآن وان يكون متخلقا بخلق الجود والكرم الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم موصوفا به اكثر في شهر رمضان. كما يجب على المسلم الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان بالطاعة والعبادة حتى يحظى بليلة القدر التي من قامها فكأنما قام ألف شهر وهو يعادل عبادة أكثر من ثمانين عاما.

وفي سياق متصل يرى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، ضرورة اغتنام شهر رمضان في اجتناب المحظورات، وبالنظر في آيات الصيام قوله تعالى: (يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) نجد أن الله عز وجل بدأ بـ (لعلكم تتقون) وفي الوسط (لعلهم يرشدون) وفي الثنايا والنهاية ( لعلكم تشكرون) وآخر آية في الصيام ( لعلهم يتقون ) فبدأت آيات الصيام بالمقصود الأعظم تقوى الله عز وجل وختمت نفس الختام إعلاما بأن الصيام ليس تعذيبا بل هو مدرسة تهذيب. وصدق من قال رمضان موسم المتقين وميدان المتسابقين ومعسكر إيماني لتجنيد الطاقات وتعبئة الإرادات وتقوية العزائم وشحذ الهمم لإدراك الآمال الكبار، لأجل ذلك لما صعد النبي المنبر قال عند الدرجة الثانية : (آمين) فسئل عن ذلك قال: (اعترضني جبريل عليه السلام فقال ويل لمن أدرك رمضان ولم يغفر له) والمغفرة لها وسائلها وأسبابها كما قال الله تعالى في حديثه القدسي: (كيف أجود برحمتي على من بخل بطاعتي ) ففي رمضان يجتنب المؤمن الحرام فترة الصيام أليس الادعى اجتناب الحرام في الصيام وغير الصيام أما الذين يصومون ويقترفون المعاصي فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رب صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش) وصوم رمضان بهذا الشكل يعد تدريبا وتعويدا على هجر المعاصي والسيئات وهذه هي الهجرة الحقيقية (ففروا إلى الله) والمهاجر من هجر ما نهى الله، فشهر رمضان مناسبة طيبة للإقلاع عن الذنوب وهجر الخطايا وترك الآثام ليكون من عباد الله المجاهدين وإذا كان العبد في الصيام يستحى من الله أن يراه مفطرا فليضف إلى ذلك (ألا يراه الله حيث نهاه ولا يفقده حيث أمره).
رابط دائم: 

تعليقات

المشاركات الشائعة