ديوان لـ"يسر بن جمعة" يثير جدلًا عربيًا واسعًا

المصدر الوفد  . alwafd.org . أخبار الفن
نادرة هي تلك الأعمال الأدبية التي قد تثير  عاصفة جدال ولغط من حولها، فتلهب أقلام النقاد وذائقة القراء للإطلاع عليها ومحاولة سبر أغوار سطورها .
وهذا ما استطاعت الشاعرة التونسية يسر بن جمعة، أن تفعله من خلال ديوانها " ليتني عاهرة"، والذي يبدو من عنوانه فاتحًا لشهية النقد.
وهو ذاته ما حدث عندما صدر الديوان في طبعته الأولى ديسمبر 2016، بتونس، عن دار نشر العربية برانت، بعدما رفضت وزارة الثقافة التونسية دعمه ماديًا اعتراضًا على عنوانه الفج، إلا أن إصرار الشاعرة على العنوان واعتبار تدخل الوزارة اعتداء على حرية الإبداع دفعها لطبعه على نفقتها الخاصة.
ويعد ديوانها هذا هو الثالث بعد ديوانيها " حديقة ياسمين" دار نشر الأطلسية- عام 2012، "الأحلى لم يأت بعد " دار نشر البراق للطباعة والنشر  - عام 2014.
وقد أصدرت الشاعرة المقيمة حاليًا بمصر طبعة ثانية من ديوانها " ليتني عاهرة" عن دار نشر المثقفون العرب، وسوف تشارك به في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، وهو ما دفعنا وقبله ما يطرحه الديوان من قضايا شائكة ونقد اجتماعي وسياسي مغاير، لإجراء هذا الحوار معها:
بداية ترى "يسر " أن مهمة الشعر أولًا وأخيرًا هي التمرد على البشاعات التي تسود هذا العالم وتعمل على حرمانه من رؤية الضوء، فالمجتمع العربي بكل مشاكله وعقده يمثل حائطًا سميكًا بيننا وبين أحلامنا. لهذا تجد الكثير منا يحاول كسر هذا الحاجز نفسيًا وواقعيًا. 
وتضيف قائلة: "أنا أكتب الشعر لكي أفتح شرفة تطل على الجمال والحق .ولن نستطيع رؤية الحق دون نقد موضوعي للوضع السياسي لأوطاننا" .
* أثار عنوان الديوان حفيظة وزارة الثقافة التونسية ورفضت طباعته ما اضطرك لطباعته على نفقتك الخاصة... حدث ذلك رغم ما تعرف به تونس من الانفتاح والتمدين الفكري... أفلا تجدين في ذلك غرابة أم أنه يؤكد فكرة ديوانك ورسالته؟
-.كان امتناع وزارة الثقافة بتونس عن طبع الديوان متعللة برفض العنوان متوقعًا؛ خاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بعض صفحات الجرائد التونسية . شخصيًا أجد هذا رد فعل عادي فحين أقول " ليتني عاهرة " لكي أستطيع التعايش مع واقع سياسي وثقافي واجتماعي متعفن ، سأجد آلاف الأصوات المستنكرة.
* في بعض قصائد ديوانك تعبرين بشدة عن العهر السياسي، فهل يعد ذلك نتيجة طبيعية بعدما أصاب الثورة التونسية؟
-ما حدث في تونس يوم 14 يناير 2011 مازال لم تتضح معالمه بشكل مشبع للفهم، شخصيًا لا أعتبره ثورة. بدأت الأحداث بانتفاضة شعبية ضد سياسة التفقير والتهميش للنظام السابق وانتهت بركوب الإخوان على الحدث، وهذا في الحقيقة من ميزاتهم والتاريخ يشهد لهم بذلك، كما يشهد أيضًا بأن ما يسمى بالإسلام السياسي هو من أبشع التجارب السياسية والاجتماعية التي عرفتها البشرية منذ بدايتها، والعهر الحقيقي برأيي هو في بيع الذمم والضمائر، لذلك حاولت بكل ما أوتيت من قصائد أن أعريهم وأكشف حقيقتهم للقارئ.
* ثائرة كلماتك وأكثر ملامسة للواقع الذي نحياه.. وهو ما تتماسين فيه مع عمالقة الشعر أمثال نزار ودنقل ومطر... فأين تقع يسر بن جمعة من تلك الأسماء؟ وهل كان لك بهم تأثر حقيقي ؟
-الشعر ثورة . ثورة على الواقع وعلى السائد الرديء، وهو محاولة لفتح شرفة على ما هو أجمل وأحلى، حتى لو مجازًا .والقصيد الذي لا يخاطب الواقع هو قصيد أعمى وأصم، وهذا ما أعمل عليه في كتاباتي، وإن كنت قد تأثرت في بداياتي بكل هؤلاء الشعراء الكبار فإني أعتقد أني اتخذت منحى خاصًا بي، وهذا كان متجليًا في ديواني الأخير.
* رغم أن ديوانك قد طبع بالفعل بتونس فلماذا أعدت طباعته ثانية بمصر؟
-أعدت طباعة الديوان الأخير بمصر لسبب واحد وهو نفاد الطبعة الأولى. وهذا حق القراء علي.
* شاعرة تونسية تحيا على أرض مصر... بحسك الشعري ورأيك كمواطنة عربية... هل تجدين فارقًا فيما يحياه البلدان من واقع؟... وأين تقف ثورتا مصر وتونس؟
-هناك أوجه شبه كثيرة بين البلدان العربية كلها، فالواقع السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي يحتاج لتغييرات جذرية ورصينة، خاصة أن المستجدات الدولية أملت علينا أحداثًا في غاية الأهمية، وأقصد بذلك ما يحدث بالشرق الأوسط عامة وبسوريا خاصة، وموقع مصر كأكبر دول المنطقة يحتم عليها الاستيقاظ واستخدام العقل.

تعليقات

المشاركات الشائعة