«معركة التحدى» على أرض الفيروز
غابت الإرادة السياسية لتحقيق التنمية فى سيناء، عن الحكومات السابقة، التى كانت تكتفى بـ «الشو الإعلامي»، دون اتخاذ أى خطوات حقيقية على أرض الواقع، يشهد بأن فرص التنمية التى حدثت خلال العقود الماضية لم يستفد منها أبناء أرض الفيروز، الذين ظلوا على الهامش.
إلا أن بشائر الأمل لاحت فى الأفق، مع استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمطالب أهالى الشريط الحدودى لمدينة رفح، بإنشاء مدينة رفح الجديدة، واستعراض الرئيس التصور المقترح لإنشاء المدينة الجديدة، فى خطوة تؤكد أن القيادة السياسية تستمع إلى صوت المواطنين وتلبى مطالبهم على أسس مدروسة ولا تطلق وعودا «هلامية».
ويعد التصور المقترح «بداية، على طريق حلم قديم للمصريين، بالبدء فى تحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة على أرض سيناء، والتى لن تتحقق بدون إرادة سياسية، تستجيب بقوة لكل ما يطرحه أهالى سيناء ويقترحه الخبراء والمتخصصون.
أخيرا عاد الأمل فى تنمية شمال سيناء بعد توقف العمل منذ سنوات عديدة ، فقد اهتمت الدولة ممثلة فى جهاز تعمير سيناء (مشروع تنمية سيناء) بتنفيذ مشروع توطين البدو الرحل فى تجمعات بدوية مع توفير أنشطة خدمية (مدرسة ووحدة صحية ودار مناسبات ومسجد مع تدريب حرفى ومحو أمية وتدريب المرأة على المشغولات اليدوية)، وقد رأت الدولة ممثلة فى الجهاز المركزى للتعمير (جهاز تعمير سيناء) ضرورة تنمية هذه التجمعات وجعلها تجمعات منتجة لرفع المستوى الاقتصادى والاجتماعى لأهلها وتعميق شعورهم بالانتماء للمكان والولاء للوطن من خلال تنفيذ مشروعات تنموية واستغلال البنية الاساسية المتاحة حرصا من الدولة على تحقيق مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية بين افراد المجتمع.
كما عادت الحياة لمشروع «قرى الأمل لاستصلاح 3500 فدان»، بعد أن توقف العمل بها منذ حوالى 12 عاما، حيث تهدمت المبانى المكونة من 500 منزل بخلاف 10 مبان خدمية، حيث تم التعدى عليها ، والآن يقوم الجهاز المركزى للتعمير بإعادة هذه المبانى إلى وضعها الأصلي، وإصلاح شبكة المياه والصرف الصحي، وإنارة الطرق لكى تعود الحياة مرة أخرى للقري.
ويقول اللواء مهندس محمد ناصر رئيس الجهاز المركزى للتعمير بوزارة الاسكان، إن قرية الأمل تقع شرق كوبرى الفردان بالسكة الحديد ، وهذه القرية مساحتها 3500 فدان، قامت وزارة الزراعة بتوفيرها للمزارعين، وانتهت من إنشائها فى أوائل عام 2001/2002، وهى عبارة عن أرض يوجد عليها 500 منزل غير مرفقة، ويوجد بها 10 مبان خدمية ، وهذه القرية غير موجودة إلى الآن ، حيث تم التعدى عليها وعلى الأراضى الزراعية والمنازل وتم نزع النجارة والسباكة.
مدينة رفح الجديدة
ويوضح ناصر: نقوم الآن بإرجاع كل شيء إلى أصله، ونقوم بإصلاح جميع المبانى وإعادتها إلى أصلها مع توصيل المرافق لها، وتقوم وزارة الزراعة عن طريق شباب الخريجين باستصلاح الأراضي، ونحن نرفع كفاءة جميع المنشآت الخدمية وإنشاء شبكة مياه صرف صحي، وجار حاليا إنشاء مدينة رفح الجديدة، ويتم التخطيط لها من قبل القوات المسلحة وهيئة التخطيط العمرانى والمحافظة، وهذا من أجل إسعاد سكان منطقة الشريط الحدودى فى رفح وإسكانهم فى القرية الجديدة، وتم الانتهاء من 8 تجمعات تنموية والمجتمع الواحد عبارة عن متوسط 3 أفدنة تتم زراعتها على مصدر مياه، وهو عبارة عن بئر جوفية، وإنشاء 10 صوب زراعية مع مزرعة للأغنام ومزرعة سمكية إذا توافرت الظروف، وأن عائد هذه المنتجات تعود على أهل المنطقة بأكملها.
ويضيف: انتهينا من إنشاء 8 صوب، ونعمل الآن فى 8 تجمعات أخرى فى شمال وجنوب سيناء، وجار الآن التخطيط بالعمل فى ثمانية تجمعات جديدة، بحيث يكون فى 30 يونيو 2015 انتهينا من إنشاء 24 تجمعا بدويا، وهذه التجمعات تعتبر نقلة حضارية لأهالينا فى سيناء وساكنى الجبال فى الصحراء والمناطق القاحلة فى سيناء، وتم الانتهاء من عدة مشروعات لشبكات الكهرباء فى شمال وجنوب سيناء لخدمة التجمعات فى الشمال والجنوب، وجار التنفيذ لطريقين لربط الطريق الدولى بالقنطرة ـ العريش، وبحيرة البردويل لخدمة قرى الصيادين.
ويري، أن مشروعات جهاز تعمير سيناء ومدن القناة الجارى تنفيذها باجمالى استثمارات 2,850 مليار جنيه، ويقوم جهاز تعمير سيناء المنبثق من وزارة الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية بتنفيذ العديد من المشروعات القومية والخدمية الكبرى لما يتمتع به هذا الصرح العظيم من كوادر فنية ذات كفاءة عالية وخبرات.
وحول مشروعات الطرق، يقول ناصر: نبدأ بمشروعات انشاء ورصف الطرق التى يقوم الجهاز بتنفيذها بالعديد من محافظات الجمهورية، إذ يجرى حاليا تنفيذ مشروعات طرق باجمالى استثمارات 687,698 مليون جنيه ففى محافظة بورسعيد يتم تنفيذ مشروع انشاء كوبرى عزمى بتكلفة 55 مليون جنيه الذى يساهم فى حل مشكلة الاختناقات المرورية التى تسببها حركة السيارات الثقيلة والشاحنات القادمة من والى جمرك بورسعيد حيث يقوم الكوبرى بنقل حركة هذه السيارات الى خارج نطاق المدينة عن طريق منفذ النصر دون المرور بالطرق الداخلية للمحافظة ومن الطرق المهمة ايضا استكمال الطريق الموازى لترعة السلام حتى شادر عزام بطول 10كم بتكلفة 19 مليون جنيه، حيث يعتبر هذا الطريق شريانا حيويا لنقل العاملين من محافظتى الشرقية والدقهلية الى المناطق الصناعية.
ويضيف: ولخدمة القوات المسلحة فى عمليات تأمين الحدود الدولية وتسهيل الوصول لنقاط المراقبة والاستطلاع ولاحكام السيطرة يتم تنفيذ مشروع مدقات السيطرة الامنية بمحافظة شمال سيناء بطول 90كم بتكلفة 128 مليون جنيه و طريق القسيمة /الكونتلا/النقب بطول 150 كم بتكلفة 181 مليون جنيه والذى يمثل محورا مهما وتبادليا لطريق الحدود الدولية والذى يصل بين محافظتى شمال وجنوب سيناء، هذا بخلاف مشروعات الطرق التى يتم تنفيذها لخدمة القرى والمراكز وربطها بالطرق الرئيسية لدعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية مثل طريق تنمية قرية النجاح وطريق قرية رابعة /ساحل البردويل بمركز بئر العبد بطول 12كم بتكلفة 10,8مليون جنيه، وطريق مرسى اغزيوان /السادات بطول 15 كم بتكلفة 29 مليون جنيه ويمثل هذا الطريق همزة الوصل بين طريق قرية السادات على الطريق الدولى المار بالقنطرة/العريش/رفح، وحتى مرسى اغزيوان على ساحل البحر المتوسط بطول حوالي15كم مما يساعد على النهضة الاقتصادية بالمنطقة خاصة انها أكبر تجمع لقرى الصيادين ، وكذا تسهيل أعمال نقل الملح الى داخل محافظة شمال سيناء حيث توجد ثلاث ملاحات بالمنطقة.
جنوب سيناء
يقول اللواء المهندس محمد السقا رئيس جهاز تعمير سيناء، محافظة جنوب سيناء إنه جارى حاليا تنفيذ مشروعات انشاء طرق بمدن المحافظة (ابوزنيمة - طور سيناء -شرم الشيخ - دهب - سانت كاترين)، بطول حوالى 65 كم بإجمالى استثمارات 111,114 مليون جنيه بالاضافة الى بعض المشروعات الجارى التعاقد لتنفيذها مثل المرحلة الثالثة من مشروع انشاء ورصف طرق داخلية بمدينة دهب وطرق داخلية بأبوزنيمة بتكلفة 42 مليون جنيه وتمثل هذه الطرق دعما للتنمية السياحية والعمرانية والتجارية بالمحافظة وكذا دعما لاستقرار البدو، هذا بخلاف مشروعات انشاء ورفع كفاءة الطرق الداخلية بمحافظات (دمياط-بورسعيد-الاسماعيلية-السويس-الشرقية-شمال سيناء جنوب سيناء ) بتكلفة 113,2 مليون جنيه »ضمن المرحلة العاجلة لتنشيط الاقتصاد المصرى » والتى تهدف لتسهيل الحركة المرورية بالمدن والقضاء على التكدس والاختناقات المرورية والتى تنتهى بنهاية العام المالى الحالى 2013/2014.
وحول مشروعات الكهرباء التى يقوم الجهاز بتنفيذها، يوضح السقا، أنه تم تنفيذ العديد من مشروعات الكهرباء بالمحافظات، أما حاليا فجارى تنفيذ مشروعات كهرباء بمحافظتى شمال وجنوب سيناء باجمالى استثمارات 166,332 مليون جنيه حيث يتم تنفيذ أعمال تدعيم وتوصيل شبكات الكهرباء للتجمعات والطرق والمراكز والمدن للانارة ولتشغيل محطات المياه والمصانع ولكهربة الابار ، ويتم ايضا توصيل التيار الكهربى لمشروع ابنى بيتك بالعريش وقرية بئر بدا بتكلفة 58,5 مليون جنيه لدعم استقرار ابناء سيناء وجذب المواطنين والمستثمرين لتعمير شبه جزيرة سيناء وحمايتها من الطامعين، واستكمالا لدور الجهاز فى خدمة المواطنين ودعم استقرارهم وتخفيفا وحلا لمشكلة الاسكان فيجرى حاليا تنفيذ مشروعات اسكان (منازل بدوية اسكان اجتماعى) باجمالى استثمارات تصل الى 1,475,065 مليار جنيه .
منازل بدوية
ويواصل السقا: نظرا لطبيعة ابناء سيناء البدوية وعاداتهم وتقاليدهم الخاصة فقد تمت مراعاة هذه الطبيعة عند التفكير فى انشاء مساكن لهم لذا يتم تنفيذ منازل بدوية دور واحد بمساحة 104م2 وتمثل المبانى بها حوالى 60 % فقط والباقى حوش كبير ففى
ويواصل السقا: نظرا لطبيعة ابناء سيناء البدوية وعاداتهم وتقاليدهم الخاصة فقد تمت مراعاة هذه الطبيعة عند التفكير فى انشاء مساكن لهم لذا يتم تنفيذ منازل بدوية دور واحد بمساحة 104م2 وتمثل المبانى بها حوالى 60 % فقط والباقى حوش كبير ففىالعام المالى الحالى تم انشاء 60 منزلا بدويا بكل من قرية بئر بدا بشمال سيناء وأبورديس بجنوب سيناء بتكلفة 6ملايين جنيه ، وجار تنفيذ عدد 90 منزلا بدويا بقرى(وادى تال بأبوزنيمة- و الجبيل بطور سيناء والطرفة والسلام بسانت كاترين )بجنوب سيناء بتكلفة حوالى 10ملايين جنيه بخلاف المنازل البدوية عدد 133 منزلا بدويا الجارى طرحها والتنسيق بشأنها مع محافظة شمال سيناء بتكلفة متوقعة 13,3 مليون جنيه.
ويتابع: لثقة الحكومة فى قدرة الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء على الاشراف على تنفيذ المشروعات الكبرى بكفاءة واقتدار ونهوها فى مواعيدها المقررة فقد تم تكليف وزارة الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية متمثلة فى جهاز تعمير سيناء بالقيام بأعمال الطرح والبت والترسية والاسناد والاشراف على التنفيذ للمرحلة الاولى والعاجلة لمشروع الإسكان الاجتماعي بإجمالي عدد (8842) وحدة سكنية بتكلفة اجمالية 1,343,985 مليار جنيه بمحافظات (دمياط - بورسعيد - السويس - الشرقية - شمال سيناء ـ جنوب سيناء )، وقد حازت محافظة بورسعيد على نصيب الأسد من وحدات الإسكان الاجتماعى حيث يتم تنفيذ عدد 4118 وحدة بإجمالي تكلفة 735,963 مليون جنيه .
شباب الخريجين
وحول مشاركةً جهود الدولة فى تنفيذ مشروعات قرى الظهير الصحراوى للمدن لدعم التوسعات العمرانية، يوضح السقا أنه قد تم البدء في تنفيذ مشروع انشاء قرية لشباب الخريجين بوادى التكنولوجيا بمحافظة الإسماعيلية بتكلفة 50 مليون جنيه ويهدف المشروع الى تكوين مجتمع عمرانى متكامل جاذب للسكان يستوعب شباب الخريجين بالتوسعات العمرانية بالظهير الصحراوى لمحافظة الإسماعيلية .
ويشير كذلك إلى أن الجهاز يقوم بتنفيذ مشروعات انشاء بنية اساسية (مياه-صرف صحي- طرق كهرباء) بمحافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس باجمالى استثمارات 291مليون جنيه والتى تخدم فى معظمها المناطق الصناعية بتكلفةمثل مشروعى البنية الاساسية (طرق-صرف صحى ) بالمنطقة الصناعية ببحرى الحوض السمكى وc6 بجنوب الرسوة بمحافظة بورسعيد بتكلفة اجمالية 67٫3 مليون جنيه و مشروع رفع منسوب مساحة 320 فدانا بالمنطقة الصناعية والملاصقة لبحرى الحوض السمكى بتكلفة 58 مليون جنيه والذى يهدف لاستيعاب التوسعات الجديدة بالمنطقة الصناعية، حيث يتم الردم من ناتج مخلفات مبانى المدينة »رتش« وناتج تكريك البحيرة، وايضا جارى تنفيذ اعمال البنية الاساسية باجمالى استثمارات 115,6مليون جنيه بمنطقة 155 فدانا بالمستقبل بالإسماعيلية لخدمة اسكان الشباب الجديد ومنطقة الحرفيين والمنطقة الحرة العامة بالإسماعيلية بمساحة 35 فدان، فضلا عن تنفيذ العديد من المشروعات الخدمية الصغيرة التى تمس المواطنين مباشرة .
أم السيد
وبالنسبة لهضبة ام السيد بشرم الشيخ من شهرة عالمية واهمية بالغة بالنسبة لقطاع السياحة، ينوه السقا إلى أنه بدأ أخيرا تنفيذ اعمال معالجة مخاطر انهيار الهضبة بتكلفة 80 مليون جنيه حيث يوجد بها العديد من التشققات والميول الحادة ووجود كتل صخرية غير مستقرة وتربة مفككة وانهيارية وتتعرض لاندفاعات مياه السيول مما يعرض حياه المواطنين والسائحين للخطر ، لذا تم الاسراع فى التنسيق لتوفير التمويل اللازم للبدء الفورى فى المشروع وتم توفير 80 مليون جنيه من قبل 5 جهات(محافظة جنوب سيناء وزارة السياحة وزارة التعاون الدولى وزارة الدولة لشئون البيئة جمعية مستثمرى شرم الشيخ ) وبدأ العمل بالفعل فى يونيو 2013.
ويلفت اللواء محمد ناصر رئيس الجهاز المركزى للتعمير بوزارة الإسكان، إلى أن الحكومة المصرية تقوم بتمويل المشروع بالتنسيق مع وزارة التخطيط والمالية لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة من الموازنة العامة للدولة بدأ من عام 2014م والاستعانة بخبرات جهاز تعمير سيناء فى تنفيذ المشروعات لاستثمار خبرات الجهاز السابقة مع اهالى سيناء فى تنفيذ مشروعات خدمية وتنموية وبنية اساسية بالاضافة الى لما لديه من قاعدة بيانات لاحتياجات كل التجمعات والقرى البدوية بسيناء ومصداقية التعاون مع اهالى سيناء التى تتجاوز اكثر من ثلاثين عاما وقد يستعين الجهاز بخبرات جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة فى اعمال التوريدات لما له من خبرات سابقة فى هذا المجال وكذلك الشركات المتخصصة.
ويوضح أن المشروع يهدف إلى انشاء مجتمع زراعى متكامل يعتمد على مصادر المياه المتاحة بالتجمعات وتشمل على (استصلاح وزراعة مساحات مكشوفة بالرى بالتنقيط وصوب زراعية ومشاتل واشجار مثمرة ونخيل وخزانات مياه ومزارع سمكية وثروة حيوانية وداجنة واستنبات شعير ومناحل عسل) وما يتبعها من خدمات ( آبار ـ مخازن ـ مدارس ـ هرابات ـ منافذ توزيع منتجات وحدة صحية صناعات غذائية مدقات وتسوية وسياج شجري مولدات ومحولات) وتدريب البدو على الاعمال والمهارات الحياتية المختلفة.
متابعة ادارة النشاط وتشغيله بمعرفة اهالى التجمع بعد تسليمه.اقتراح افضل الطرق لاستغلال حصيلة الانتاج فى اعمال التشغيل والصيانة واستكمال باقى اعمال التنمية فى التجمع بالتوازى مع سداد قيمة الاصول الثابتة.
مهام التجمع
ويفيد اللواء محمد السقا رئيس جهاز تعمير سيناء، بأن الجهاز يقوم مع ممثلى المحلية للتجمع واهالى التجمع باختيار من يمثلون التجمع فى حدود خمسة افراد يختارون أحدهم ليمثلهم فى لجنة التنسيق للمشروع ويجوز التناوب فيما بينهم على ان يكونوا هؤلاء نواة لتشكيل جمعية اهلية لأهالى التجمع على ان تمثل المرأة فيها، على أن وكون مهمة الجمعية استلام ومتابعة وتشغيل وتسويق المنتجات بعد انتهاء الجهاز من تنفيذ المشروع وذلك تحت اشراف ورعاية الجهاز لضمان استدامة ونجاح المشروع، فيما تقوم لجنة التجمع بتسهيل مهمة لجان البحث الميدانى المشكلة بمعرفة المناطق لحصر واستبيان اسر التجمع وتحديد جميع المستفيدين بالمشروع وتوثيقه.
مراحل التنفيذ
وينوه إلى إن مراحل التنفيذ تشمل تحديد مصدر المياه لكل تجمع على ان يشمل (كمية المياه التصرف الملوحة - عمق البئر مصدر التشغيل خزانات التكديس خطوط ربط البئر بالموقع) تحديد موقع المشروع بالتجمع والمساحة المتاحة مع مراعاة ( كمية المياه تحليل التربة عدد المنتفعين الظروف الجوية والمناخية طبيعة المنتفعين)استمرار الجهاز من خلال الشركات المتخصصة فى متابعة الاشراف على الاعمال والتشغيل والصيانة والزراعة وتدريب البدو على الاعمال والمهارات المطلوبة للمشروع. تقديم الدعم لاهالى التجمع فى تشكيل الجمعيات المطلوبة لادارة المشروع لدى الجهات المعنية وتذليل اى معوقات لاشهار الجمعية وتسجيلها.
محاور خريطة التنمية
من جانبه يقول اللواء دكتور مصطفى أحمد منيسي: هناك عدة مشكلات تواجه المجتمع السيناوى وتؤثر بوضوح عليه، يمكن رصدها وإيجاد حلول لها وفى مقدمتها، ضعف المستوى التعليمى لأبناء قبائل سيناء وإحجامهم عن تعليم أبنائهم ، وهو ما يرجع إلى وجود المدارس بالمدن الرئيسية فقط وندرة إنشاء مدارس بالوديان والنجوع وبعد المسافة بين المدارس وأماكن تجمعاتهم مع عدم توفر وسائل انتقال مناسبة، إلى جانب وجود عجز فى عدد مدرسى بعض المواد الأساسية لإحجام المدرسين ذوى الخبرة عن العمل بتلك المحافظات لضعف العائد المادي، وكذلك عدم وجود جامعات بمحافظتى شمال وجنوب سيناء.
ويرى منيسى أنه لكى يتحقق الارتقاء بالمستوى التعليمى هناك، فإنه ينبغى تحفيز القبائل على الاهتمام بتعليم أبنائهم من خلال الإعفاء من المصروفات المدرسية وتوفير الكتب والأدوات بالمجان مع تقديم الوجبات الغذائية للطلاب، بالاضافة إلى انشاء العديد من المدارس بالوديان وتوفير وسائل الانتقال اليها، والاهتمام باقامة مدارس للتعليم الفنى سواء صناعية أو زراعية أو تجارية، وكذلك المدارس الفندقية المتوسطة ومراكز التدريب المهنى لتخريج كوادر فنية مؤهلة للعمل بمختلف المجالات، وتوفير المدرسين المتخصصين وتحفيزهم على العمل من خلال التعويض المادي، أو إعفائهم من الخدمة العسكرية طوال مدة عملهم بهذه المناطق وهذه الميزة يمكن تطبيقها كعامل جذب للعمل بكافة الوظائف التى تعانى من عجز فى عدد شاغليها بسيناء، بالتزامن مع ضرورة الاهتمام بالأنشطة الرياضية بالمدارس وإنشاء الملاعب وعمل المسابقات الرياضية،.
ولتذليل المعوقات التى تحول دون استكمال ابناء سيناء لتعليمهم الجامعي، يطالب منيسي، بوجوب العمل على إنشاء جامعات بمحافظتى شمال وجنوب سيناء لبعد المسافات بين المحافظتين وبين كليات جامعة قناة السويس، ولكى نقضى أيضا على السبب الذى يدفع الوافدين للعودة إلى محافظاتهم من أجل مواصلة أبنائهم للتعليم الجامعي، وبذلك يمكن الاستفادة من جيل من الخريجين فى مجالات مختلفة نعانى من عجزفى كوادرها مثل الأطباء والمدرسين ومهندسى التعدين والبترول وخريجى كليات السياحة والفنادق وبذلك تتوفر لنا الإعداد المطلوبة لتغطية الوظائف الشاغرة .
ويشير منيسى إلى أن الاهتمام بالنواحى الصحية يحتاج إلى إنشاء المزيد من المستشفيات والوحدات والمراكز الصحية بمناطق الوديان والاستعانة بالقوافل الطبية .
ويوضح أن من المشاكل التى تحتاج إلى اهتمام الاجهزة التنفيذية، هى توفير البنية الأساسية بمواقع الإعاشة بالوديان والمناطق الجبلية وفى بعض المدن الرئيسية ومنها مياه الشرب الصالحة للاستعمال والطرق والصرف الصحى والتليفونات والكهرباء وتوليد الطاقة الشمسية، إضافة إلى مد البنية الاساسية من مرافق وخدمات والتوسع فيها لتحسين ورفع مستوى الحياة المعيشية، للمساهمة فى تنفيذ الخطة التى تستهدف توطين ما لايقل عن 5 ملايين مصرى من المقيمين بمحافظات الجمهورية فى فترة لا تتعدى الخمس سنوات ، وذلك يستلزم انشاء مشروعات سكنية شبابية لاستيعاب المواطنين الذين يتم توطينهم وايضا الشباب السيناوى المقبل على الزواج وتوفير الوحدات السكنية بأسعار مناسبة .
وينوه إلى مشكلة أخرى تواجه المجتمع السيناوي، وهى عدم اتخاذ خطوات ايجابية نحو تقنين إجراءات الاعتداد بالملكية وتمليك الاراضى وتوالى الوعود بحل هذه القضية دون تنفيذها وكذلك مشكلة المنازل المقامة على أراضى الدولة وعدم اتخاذ خطوات تمليكهم لهذه المنازل وصدور قرارات الإزالة دون توفير البدائل، وهو الأمر الذى يتطلب العمل بشكل سريع لتوفيق الاوضاع وتقنين الإجراءات وفقا لضوابط معينة يتم تحديدها بمنع التصرف فيها بالبيع او الايجار لغير المصريين او حاملى الجنسية المصرية.
كنوز سيناء وكيفية استغلالها
ويؤكد منيسي، أن سيناء غنية بالموارد التى يجب تعظيم الاستفادة الاقتصادية منها وتوفير الاحتياجات التى تساهم فى تنميتها ، ففى مجال الزراعة لا تتوافر الخدمات اللازمة مثل حفر الآبار وتمهيد الطرق والاسمدة والكيماويات وغيرها ولذلك يجب على وزارة الزراعة أن تتجه نحو استصلاح الاراضى بالمناطق الصالحة للزراعة، وتوفير الخدمات وشق الترع وتوصيل المياه اليها وإنشاء الجمعيات الزراعية، وتقديم قروض من بنوك التنمية والائتمان الزراعى أو الصندوق الاجتماعى لمساعدتهم فى إقامة المشروعات الصغيرة لتوفير فرص العمل، والتشجيع على زراعة النباتات العطرية والفاكهة التى تصدر الى دول أوروبا وبعض الدول العربية، ورعاية الثروة السمكية من خلال تحديث أسطول الصيد باعتبار أن حرفة الصيد من الحرف الرئيسية لأبناء سيناء لوجود المصادر التى تساعدهم على مزاولتها.
وينوه إلى أن فترة هطول الأمطار والسيول تعد من أكبر المشاكل التى تواجه بعض المناطق فى سيناء، لما تخلفه من خسائر بشرية ومادية، تتمثل فى هدم البنية الأساسية من طرق ومرافق واتلاف الزراعات وهدم منشآت سياحية ومنازل وتشريد سكانها أو تعرضهم للموت، على الرغم من تلك السيول تعد نعمة على الجانب الآخر من البحر الأحمر وتستغلها المملكة العربية السعودية فى زراعة مساحات شاسعة من الاراضي، ويمكننا الاستفادة بإقامة السدود والحواجز لتجميع مياه الأمطار وتخزينها واستخدمها فى زيادة المساحات المزروعة بالقمح لزيادة الانتاجية وتقليل استيراد تلك السلع الاستراتيجية وتوفير العملات الاجنبية التى يتم انفاقها فى الاستيراد.
ويلفت إلى أن بعض المناطق بسيناء تواجه خطر الألغام الأرضية ومخلفات الحروب مما يمثل تهديدا اقتصاديا وامنيا، وهو ما يتطلب تدخل وزارة الخارجية لحل تلك المشكلة عن طريق إثارتها دوليا.
تنمية البشر سر التقدم
وبالنسبة للموارد البشرية، ينبه منيسى إلى وجود تقلص فى فرص عمل البدو بالمشروعات السياحية والاستثمارية وتخلى أصحابها عن الاستعانة بأبناء سيناء إلا فى أضيق الحدود، وكذلك الحال بالنسبة لشركات البترول والتعدين والقطاع العام والحكومة، واقتصار عملهم على اعمال الحراسة وقيادة السيارات وبمرتبات ضعيفة لعدم تأهيلهم تعليميا لتلك التخصصات وعدم تدفق رؤوس الأموال لإقامة مشروعات صناعية واستغلال الثروات الطبيعية والتعدينية خاصة بشمال ووسط سيناء، وهو ما يتطلب قيام الجهات المعنية بدورها.
ويضيف: يجب العمل بصورة فعالة لحل مشكلة البطالة بين أبناء سيناء.
وينبه إلى أهمية المشروعات الصغيرة لتدعيم المجتمع السيناوى وخاصة المرأة ، حيث يوجد ضعف فى دور الجمعيات الأهلية، التى يجب تفعيل دورها الاجتماعى بأوساط اهالى سيناء وتوفير أوجه الرعاية لهم.
كيفية التصدى للتطرف الفكري
ويطالب منيسي، بإحداث حالة من التنوير الثقافى والمعرفى عبر التوسع فى انشاء المراكز الثقافية والمسارح ودور السينما وإعداد البرامج والمسابقات الثقافية وعمل ندوات، مع ضرورة الاهتمام بالتراث السيناوى لتأصيل العادات العربية وترسيخه داخل وجدان الاجيال الجديدة حتى لا تتلاشى الهوية السيناوية ،كما يجب التوسع فى اقامة نوادى ومراكز الشباب وعمل دورات رياضية للالعاب المختلفة لشغل أوقات فراغهم وإبعادهم عن الافكار المتطرفة,ومواجهة التطرف تحتاج إلى أسلوب علمى يتخذ من المناقشة والحوار سبيلا للاقناع واستيعاب الظاهرة،كما يجب نشر مفاهيم الدين الصحيح بين اوساط الشباب من خلال دعاة على قدر كبير من العلم والمعرفة،بحيث لاتترك الساحة خالية أمام اجتهادات وتفسيرات خاطئة من المتطرفين باسم الدين.
وإلى جانب الدور الهام والفعال الذى تقوم وزارة الداخلية فى التصدى للظواهر الإرهابية والإجرامية، ينوه منيسى إلى ضرورة زيادة الخدمات التى تقدمها الوزارة، لأبناء سيناء لتخفيف معاناتهم ومد جسور الثقة بينهما وذلك من خلال التوسع فى إنشاء مكاتب استخراج جوزات السفر وبطاقات الرقم القومى وإصدارها فى مناطق اقامتهم (الوديان والنجوع) للتيسير عليهم وكذلك مكاتب لإدارات المرور والأدلة الجنائية، فضلا عن إعادة تفعيل صرف الإعانات المادية لأهالى سيناء بمحافظتى جنوب وشمال سيناء والتى كانت تصرف من قبل بمعدل مرتين فى السنة بما يعادل مبلغ 500 ألف جنيه فى المرة الواحدة وللمحافظة الواحدة، ودراسة إمكانية العفو الجنائى عن بعض أهالى سيناء من خلال إطار قانونى يساهم فى إعادتهم لممارسة حياتهم الطبيعية.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق