نصف امرأة
ما بين العمل وما يتطلبه من سمات شخصية وبين أدوار المرأة التقليدية تتبعثر جهود النساء.. فيدخلن فى صراع او صراعات متعددة لا تنتهى ما بين ادوار كانت واخرى سوف تأتى.
. وقد تتوه المرأة من نفسها وتفقد أهم ما يميزها من سمات الأنوثة وقد يؤدى تعارض السمات لتغيرات دامغة طويلة المدى فى شخصيتها تنتهى بالتأثير فى مستقبل اطفالها دون ان تدرى، فاذا اعتمدت المرأة العاملة على سمات عملية بعيدة عن عواطفها وتركت العقل والإتزان يحكمان دورها الأمومى والزوجى، تحولت فى نظر من حولها الى(شاويش) لا ينقصه الا الشارب واعتبروها امرأه مسترجلة، فاذا تجاوز اختلاف طبيعتها التصرفات الى مظهرها فأدت الى ظهور الصفة المعتادة فى الذكور، كالجدية الشديدة في الحياة أو الموضوعية المبالغ بها في الحكم على الأمور او الانشغال الدائم بالعمل واستمر ذلك لفترات طويلة الصقت نفسها بكل بتلك الصفات التى يحسبونها ذكورية فاطلقوا عليها (أمرأه مسترجلة) وهى تلك التى تختار لنفسها ان تتصرف كالرجال وتجد راحتها فى ذلك.
ويفرق د. محمد فرفور اخصائى الطب النفسى بمستشفى دمنهور التعليمى بين المرأة قوية الشخصية صاحبة الفكر والرأي القوية فى الحق والتى يحترمها الجميع وبين المرأة المسترجلة التي توصف بالعناد وسوء الخلق والاستبداد بالرأي وعدم التقدير والاحترام، فالمرأة المسترجلة فى رأيه هى تلك التى تظهر بشكل المرأة القوية وتعتبر نفسها هي التي تفهم كل شيء، وهي محور البيت، وغالبا ما يكون كلامها حادا وصوتها مرتفعا، و هى التى تفضل ارتداء ملابس قريبة الشبه بملابس الرجال، وغالبا ما تحمل فى داخلها شخصيتين شخصية ظاهرية في الطباع والتصرفات رجولية، واخرى أنثوية في الشكل معدة للوظائف الفسيولوجية الطبيعية للاناث مثل الأمومة والحمل والرضاعة، وإذا كان زوجها طبيعيا معتزا برجولته يقل الاتفاق ويكثر الخلاف بينهما فهى غالبا ما تظهر تمردها حتى لو كانت لا تخالف الزوج فى الرأى لمجرد أنها تريد أن تثبت ارادتها الحرة مما يؤدى لكثرة الشجار، ويمكن التعرف على هذا النوع من النساء بكثرة استخدامها لصيغة الأمر لكل من حولها فهى حريصة على اثبات "تسيدها" حتى إذا ذهبوا لشراء أي شيء فتبادر بالكلام مع البائع و تحاول أن تظهر أنها صاحبة القرار.
ويضيف د.محمد فرفور أن أى تناقض بين صفات المرأة التى تؤهلها للقيام بوظائفها الضرورية للمجتمع وبين شخصيتها المكتسبة بهدف أن تقوم بأداء أدوار دخيلة على طبيعتها يعنى حدوث خلل فى شخصيتها وفى مجتمعها الصغير المتمثل في أسرتها، فالمراة التى خلقت بسمات منها الرحمة والتسامح والحنو تعمل ككفة ميزان مع الرجل الذى هو مصدر قوة وامان وأى تغير فى السمات يعنى حدوث تغير فى القدرات والبيئة التى يوفرها كل طرف للآخر وأى تغير مصطنع تسعى المرأة لاحداثه فى شخصيتها لملاءمة ظروف أخرى وظيفية هو تغير مؤقت، فان اصبح تغييرا دائما فان ذلك يعنى حدوث خلل فى الشخصية وفى المجتمع المحيط بها.
ووجود المرأة المسترجلة يخل بالصورة الذهنية للحياة عند الأبناء فالأصل أن الأم تمثل الحب والحنان والعطاء بتأثير الهرمونات الأنثوية داخل جسدها ويجعلها مهيأة لهذا الدور وهو ما تلاحظونه في وجود الجلد الناعم و الصوت الرقيق والجسد الضعيف عضليا والأحاسيس المرهفة للمرأة، أما الرجل فيمثل الحب والحزم والقوة و هو القائد في البيت الذى يدير دفة الأمور مع الأم.
يؤكد د. محمد فرفور اخصائي الطب النفسي تأثير المرأة المسترجلة على مستقبل الأبناء فيقول: كلما حدث تنازع داخل شخصية المرأة المسترجلة حدث تنازع داخل شخصية الأبناء واهتزاز للصورة الذهنية للأب والأم داخلهم ،فيبدأ الأبناء يتصرفون بشكل همجي حيث لاتوجد سلطة حقيقية فوقهم فيؤدى ذلك إلى العناد و اهتزاز شخصيتهم مبكرا حتى إذا وصلوا إلى مرحلة البلوغ تحدث الطامة الكبرى حيث نجد الأبناء المكسورين و ضعاف الشخصية حتى وان وصلوا إلى أعلى الدرجات العلمية ظهر عليهم عدم القدرة على تعاملهم مع الحياة والناس و مع المواقف قبل وبعد الزواج .. ويؤدى وجود الأب الطبيعي والأم الطبيعية إلى ضبط التوجه العقلي للأبناء وفى تقويم نظرتهم للحياة فيدركون مناطق الثبات والتغير ويتعلمون من الادوار المختلفة للوالدين ومفهوم السلطة ومبرراتها وضرورة الاشتراك فى انجاح الاسرة والاشتراك فى القرار، ويفضل أن يكون توجيه القرار للأبناء من الأب بعد الحوار مع الأم بحيث لا يرى الأبناء إلا قرارا واحدا في البيت وهو الصادر من الأب، فهو الحامي والراعي والمحب والحازم وهو من يضع قواعد التفاهم والعدالة ووجوده مع الام يأصل فى نفوس الابناء فكرة قبول التعاون رغم الاختلاف بين الانواع فيحدث التكامل المؤدى لما يشبه الكمال رغم اختلاف الخصائص فيصبح البيت متزنا، كل يستطيع أن يعبر عن رأيه ومن هنا تكبر الشخصية السوية القادرة على التصرف وسط خضم الحياة .
بينما يعمل وجود الأم المختلفة سماتها نوعا عن سمات الأب على تعويد الابناء على قبول القيادة والرؤية المختلفة للقائد، فاذا ما قصرت الأم أو تجاهلت دور الأب أو استهانت به افقدت ابناؤها المهارات اللازمة للتعامل فى الحياة فيتحولون الى شخصيات مادية لا قيمية، وهذا ما يحدث أيضا عندما يقوم الأب بتعطيل أو قمع وظائف الأم قاصدا قهرها او تهميشها ليفقد الابناء المهارات والسواء النفسى اللازمين للنجاح فى الحياة.
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق