الخادمة وحدها لا تكفى



المصدر الاهرام

كان لحوار الملكة رانيا رفقة ملك الأردن مع المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى أثر بالغ على كثير من الأمهات، وتناولته مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير فى الفترة الأخيرة رغم أنه تم منذ فترة طويلة. وكان للجزء الخاص بتربية أولادها أهمية خاصة ولافتة للانتباه..فعندما سألتها المذيعة كيف تربى أولادك وهم ملوك؟! جاءت إجابتها: «الخدم ممنوعون أن يدخلوا غرف أولادى أو يرتبوها أو يغسلوا أطباقهم.. وممنوع أن يطلب أبنائى من الخدم كوب ماء أوعصيرا فيجب أن يجلبوه بأنفسهم.. هم يرتبون غرفهم وألعابهم ويغسلون أطباقهم ويحضرون بأنفسهم الماء والعصائر.
إذا كان هذا حال الملوك، فما بال أولادنا وما هى طريقة تعاملهم مع الخادمة أو المربية فى بيوتنا؟ للأسف التعامل معهم لا يرتقى إلى هذا المستوى من الإنسانية، فنرى فى بيوت كثيرة أن معظم أفراد الأسرة يعتمدون على الخادمة بشكل أساسى للقيام بكل المهام والأعباء المنزلية على اختلاف أنواعها، وأحيانا تكون طريقة المعاملة مهينة، وقد تصل إلى الضرب خاصة فى حالة الخادمات صغيرات السن، ويزيد الأمر سوءا فى حالة الخادمات المقيمات.
د. هبة محمد قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية توضح أولا أن دور الخادمة يعتبر دورا مساعدا فى أعمال المنزل، وهذا ليس معناه أن نترك العبء كله عليها حتى وإن كانت مقيمة بالمنزل، فالرحمة تقتضى أن نحدد لها ساعات عمل محددة، وفى حال إقامتها لا تزيد ساعات العمل من 8 إلى 9 ساعات على الأكثر، وبعدها من حقها أن ترتاح مثلها مثل أى شخص، فهذا من شأنه تعليم الأبناء الشعور بالآخر، فالنضج العاطفى لا يتوافر إلا من خلال الشعور بالآخرين.
وتتعجب من الأمهات اللاتى يعفين أولادهن من أى مسئوليات فى المنزل تاركين العبء كله على الأم أو الخادمة كما تستنكر أيضا التفريق بين البنات والصبيان فى إسناد بعض المهام المنزلية، وهى ممارسة خاطئة منتشرة فى كثير من البيوت، وتؤكد أن الولد لابد أن يشارك فى المهام المنزلية حتى لا ينشأ شخصية إتكالية ويصبح فيما بعد زوجا متسلطا.
وتضيف: على الأم أن تحدد مسئوليات كل فرد فى الأسرة كل حسب مرحلته السنية، من خلال جدول للمهام بغض النظر عن وجود خادمة أو لا.. فمثلا كل فرد يتولى غسل الأطباق يوما من أيام الأسبوع، وآخر مسئول عن التخلص من كيس المخلفات، وآخر عن ترتيب مائدة الطعام، كما يقوم كل فرد بترتيب غرفته وغيرها من المهام التى تقسم مسئولية المنزل، ولا يشترط أن تكون شاقة، ولكن هذا التقسيم له هدفان: الأول يعزز الشعور بالانتماء لهذا المنزل، فيدفع الأبناء للحفاظ عليه لأنه أصبح جزءا منه، والثانى هو التدريب على تحمل المسئولية منذ الصغر وبالتالى لا ينشأ على الاعتماد على الآخر فلا يستطيع أن يدبر أموره فيما بعد، وهذه الاستقلالية من شأنها أن تعزز ثقته بنفسه أيضا، فمن عمر سنة تستطيع الأم أن تترك الطفل يأكل بمفرده.. ومن عمر سنتين يستطيع أن يرتدى ملابسه، وبالتدريج تزيد مهامه حتى يصبح شخصية مستقلة، ولكن للأسف كثير من الأمهات لا تترك المجال لأولادهن للتصرف مما يوصل رسالة للطفل ا أنت غير قادرب و من ثم يترسخ فى ذهنه أنه محتاج دائما للمساعدة.

تعليقات

المشاركات الشائعة