مكالمة تنهى حياة صديق خائن

المصدر الأهرام . ahram.org.eg . أخبار الحوادث
لو كانت «فاطمة» تعلم أن شكواها المتكررة إلى شقيقها من مضايقات صديق عمره «أسامة» ستكون يومًا سببًا فى دمار حياته، أو ستؤدى إلى مفارقة أبدية بين الصديقين، لفكرت ألف مرة فى طريق بديل تتفادى به الجريمة البشعة التى هزت منطقة روض الفرج، أو قررت الذهاب إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بما حدث، دون أن تزج بشقيقها فى هذه الأمور. هما صديقان اجتمعا وتفرقا منذ صغرهما على كل خير، لم يتوقع أى منهما لحظة واحدة أنه سيكون ضحية الآخر مهما كانت الأسباب، حتى فى خلافاتهما التى نشبت بينهما من قبل فلم تأخذ وقتا طويلًا، ولم تعط أحدا من سكان شارع السنترال فرصة لـ «القيل والقال» فى شأنهما، لكن يبدو أن دوام الحال من المحال، فقد كان للقدر رأى آخر فى هذه العلاقة.
«أحدهما قُتل والآخر خلف القضبان». كانت هذه نهاية المطاف للعلاقة الطيبة التى كانت بين الصديقين «أسامة» و«جابر»، عندما قررت شقيقة الثانى أن تبوح بتفاصيل المكالمات الغرامية التى كانت تتلقاها من صديق شقيقها كل ليلة، والتى لم تلاق سوى رد فعل عنيف من الصديق الوفى الذى رفض فى البداية أن يصدق ما تقوله شقيقته أو أن يشك فى صديق عمره دون سند أو دليل، حتى وإن كانت شقيقته مصدر هذا الكلام. لكن الفتاة أبت ترك هذا الأمر دون أن تضع له حدا، خاصة أنها متزوجة ولديها أسرة مستقرة وتخشى أن تكون مثل هذه الأفعال سببًا فى انهيارها، فقررت أن تثبت لشقيقها بالدليل القاطع خيانة صديقه، لترى كيف سيكون رد فعله وما إذا كان سيقطع علاقته معه أم سيوافقها فى إبلاغ قسم الشرطة بتفاصيل ما حدث. استدرجت «فاطمة» صديق شقيقها فى مكالمة ليلًا، وقررت أن تستمع إليه صاغية هذه المرة، دون أن تقاطعه أو تعنفه أو تعكر صفو مزاجه كما كان يحدث كل مرة، إلا أن الشاب لم يكن يتوقع أنها تنصب له فخًا سريًا، سيكشف أمره أمام جميع أهالى المنطقة بالكامل ويفضح سره أمام صديق عمره، أو سينهى إلى الأبد علاقتهما حتى وإن أزهقت فى طريقها الأرواح. اختار شقيق «فاطمة» طريقًا آخر عما كانت تتوقعه الفتاة للانتقام من صديقه، فور سماعه المكالمة الغرامية التى دارت بينهما والتى سجلتها الفتاة لتثبت لشقيقها خيانة الصديق، قرر الشقيق ألا يتنازل عن عقاب «صديقه» «قتلا» ليشفى غليله، ويرد اعتبار شقيقته التى كان دائمًا يشك فى سلوكها وكلامها ضد صديقه، دون أن يضع فى حسبانه عواقب هذا القرار. اعترافات المتهم التى أدلى بها أمام أحمد عبد الرحمن ماضى مدير نيابة روض الفرج، وأشرف عليها المستشار شريف كفافى رئيس النيابة، كشفت عن قيامه بقتل صديقه «أسامة سلام»، بعد أن استمع إلى مكالمة غرامية دارت بينه وبين شقيقته تحدث خلالها المجنى عليه بكلمات وإيحاءات، الأمر الذى آثار حفيظة المتهم، وقرر الانتقام منه فتوجه إلى ورشته الخاصة، وسدد له طعنتين أودتا بحياته. تحريات المباحث التى امر بها اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام وقادها اللواء محمود ابو عمرة نائب مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة حول الواقعة توصلت إلى وجود خلافات قديمة بين «المتهم» و «المجنى عليه».

تعليقات

المشاركات الشائعة