ومن «السخانات» ما قتل

المصدر بوابة الوفد . m.alwafd.news . أخبار الحوادث
تسرب الغاز قاتل صامت.. والخبراء: إهمال الصيانة وانسداد المدخنة أهم الأسباب
تحذير: إضاءة الأنوار وتشغيل الشفاط أثناء تسريب الغاز.. كارثة
حالة من القلق تنتاب العديد من الأسر المصرية فى الفترة الأخيرة، بعد تكرار حوادث تسريب الغاز فى المنازل، والتى راح ضحيتها أكثر من 13 شخصاً خلال شهر يناير وحده.
وأرجع الدكتور مجدى موسى صليب، خبير السلامة والصحة المهنية، زيادة حوادث تسريب الغاز فى الفترة الأخيرة إلى عدة أسباب فى مقدمتها عدم الصيانة المنتظمة لمدخنة السيارات، وهو ما يحول دون احتراق الغاز بالكامل، فينتج عنه غاز ثانى أكسيد الكربون، وهو الغاز الذى ليس له رائحة، ومع انتشاره فى الجو يكون له تأثير قوى على دم الإنسان، نتيجة اتحاده مع مكونات الدم، ومع ازدياد نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو يختنق الشخص بسبب عدم وجود أكسجين كافى.. وقال: إذا حدث اختناق لأى شخص فليس من السهل إفاقته بالأكسجين العادى، نتيجة اتحاد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين فى الدم فيحدث الاختناق.
وشدد «موسى» على أهمية الصيانة الدورية لمداخل ومخارج السخان، ووجود فتحة للتهوية فى الحمام.
وطالب المواطنين بالكشف الدورى على مدخنة السخان.. وقال: يجب مراعاة هذه النقطة، كما يجب عدم تركيب السخانات إلا بمعرفة المتخصصين والفنيين من الشركة المصنعة للسخان، مطالباً بعمل صيانة على السخانات كل ستة شهور.. وقال: من أهم عوامل تسريب الغاز، نسيان حنفية المياه والتى تعمل على المياه الساخنة لفترات طويلة، كما يجب أن يكون هناك تهوية جيدة داخل الحمام، مطالباً بتركيب شفاطات تهوية داخل الحمامات، مشيراً إلى أن الكثير من السيدات تغسل الأطباق لفترات طويلة دون غلق الحنفية، ثم يبدأ الغاز يتسرب فى الحمام دون أن تشم أى رائحة، وبعدها تحدث الكوارث.
فيما حذر مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء فى أماكن عديمة التهوية، ما قد ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة.
ووصف المركز فى بيان له، غاز أول أكسيد الكربون بـ «القاتل الصامت» لكونه ليس له لون أو رائحة وقابل للاشتعال، موضحاً أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التى تحتوى على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعى.
وحول مخاطر التعرض إلى هذا الغاز، أوضح المركز أنه يمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدى إلى الوفاة فى بعض الحالات، أو فقدان الوعى وتشنجات وإغماء فى بعض الحالات.
وقال محمد عزب، خبير السلامة والصحة والمهنية: إن العامل المشترك فى أغلب حالات الوفاة هو تسريب غاز السخان بالمنزل، لافتاً إلى أن المجرم الحقيقى فى تلك الحالات هو تسريب سخانات الغاز، موضحاً أن السخان عبارة عن شعلة تستخدم الغاز الطبيعى لتسخين المياه، مؤكداً أن دوائر الحماية فى صناعة أغلب سخانات الغاز ليست كافية، أو مكونات صناعة السخان ليست على درجة عالية لتقوم بالوظائف الخاصة بها، وتكون نتائجها انطفاء الشعلة، ثم يحدث تسريب الغاز.
وأوضح أنه ليس منطقياً أن نعطى دورات تدريبية لكل مواطن، فى كيفية استخدام الغاز، ولكن يجب أن تقوم الشركات المصنعة لسخانات الغاز، بتركيب معدات أكثر أمان فى تصميم وصناعة السخان، بحيث إذا حدث أى خلل يقوم السخان باستخدام وسيلة الأمان الأخرى تلقائياً من ذات نفسه، مما يسهل الاستخدام البسيط، نتيجة عدم وجود الثقافة العالية لدى جميع المواطنين.
وأوضح أنه يجب على المواطنين الاستعانة دائماً بالأشخاص الفنيين والمتخصصين فى صيانة السخان للكشف الدورى على السخان، كما يجب أن يكون الفنى من جهة معتمدة.
وقال المهندس محمد حسنين رضوان، رئيس مجلس إدارة تاون جاس السابق: إن سبب زيادة حوادث الاختناق بالغاز الفترة الأخيرة، بسبب الاستعانة ببعض الشركات غير المختصة لتوصيل الغاز للمنزل، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتركيبات الخاصة بالشركات الرسمية، مؤكداً أن حالات الاختناق أثناء النوم فى الغالب ليس سببها سخان الغاز، ولكن يكون السبب الرئيسى هو تسريب من البوتاجاز.
وشدد على ضرورة إجراء صيانة متواصلة لسخانات الغاز، لافتاً إلى أن المواطن عندما يشم رائحة غاز عليه ألا يضىء أى نور، أو تشغيل شفاط لطرد رائحة الغاز، والاتصال برقم الطوارئ الخاص بشركة الغاز.

اشتراطات منع الحوادث
وضع خبراء السلامة  والصحة المهنة، العديد من الاشتراطات المهمة والتى يجب اتباعها، لمنع تكرار حوادث الغاز وتسريب السخانات للغاز، أهمها أن تكون الغرفة الخاصة بالتركيب جيدة التهوية مع مراعاة مكان خروج المدخنة، كما يجب أن يبعد السخان عن مصدر تيار كهربى، وإحكام مدخنة السخان وعدم وجود تسريب للعادم وتنظيف مستمر للمدخنة، وعدم وضع السخان فى مكان به تيار هواء يطفئ الشعلات أو يتسبب فى عدم احتراق الغاز بصورة جيدة.
كما طالب خبراء السلامة والصحة المهنية، بأن يكون تركيب السخان رأسياً، وفى حالة استمرار إشعال الشعلة رغم عدم وجود ماء فإن ذلك يدل على وجود خطأ ما فيجب غلق محبس منبع الغاز الرئيسى والمياه والاتصال بالخط الساخن، مع عدم استعمال ماء السخان للشرب، والتأكد من أن ضغط الغاز يعمل على 30 مللى بار، والتأكد من وصلات دخول وخروج المياه وعدم وجود تسريب بالوصلات، كما يجب عمل صيانة دورية كل سنة للتأكد من كفاءة عمل الجهاز ونظافة المدخنة، وتجنب إشعال النار أو تشغيل أجهزة كهربائية.

تعليقات

المشاركات الشائعة