«جند من السماء».. أنقذ الجيش من «فخ» الوقود قبل حرب أكتوبر

المصدر بوابة أخبار اليوم . akhbarelyom . أخبار حرب أكتوبر . حرب الكرامة . مصر أم الدنيا

ملحوظة .. حقوق الخبر محفوظة ل مةقع "أخبار اليوم" و له فائق التحية و الاحترام

يصف المؤرخون حرب أكتوبر بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث قلبت موازين القوى وأبهرت العالم بعد أن أجمع خبراء عسكريون على استحالة تنفيذ فكرة العبور، ولكن عبقرية التخطيط وعنصر المفاجأة وعزائم المصريين حققت المستحيل .

وربما لم تتسع كتب التاريخ لتحمل الكثير والكثير من القصص البطولية خلال تلك الفترة الهامة، فالملحمة كبيرة وأبطالها كثر، وفي الذكرى الـ 46 لانتصارات أكتوبر المجيدة، نحاول تسليط الضوء على بعض النماذج التي كان لها دورا في معركة العزة والكرامة واستعادة الأرض .

وفي السطور التالية نسرد قصة أحد الأبطال المدنيين، والتي وثقها اللواء أ.ح طيار محمد زكى عكاشة، في كتابه "جند من السماء" عن أحد المهندسين المصريين، والذي أسهم بعمله في دعم سلاح الجو المصري وحمايته، وهو دكتور مهندس محمود يوسف سعادة الأستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومي للبحوث، نائب رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مدير مكتب براءة الاختراع في التسعينيات، الأستاذ المتفرغ بالمركز القومي للبحوث، والحائز على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون .
 
تعود قصة هذه الملحمة الوطنية إلى 45 عاماً مضت، ففي صباح أحد أيام عام 1972 فوجئ العالم الراحل الدكتور محمود يوسف سعادة، رئيس قسم الهندسة الكيميائية والتجارب نصف الصناعية بالمركز القومي للبحوث، بخبر يتصدّر الصحف عن قرار الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر، لكن لم يتصور أنه سيكون له دور في مرحلة ما بعد الخبراء السوفيت، حيث عُهد إليه بابتكار بديل مصري لوقود الصواريخ قبل حرب أكتوبر .
 
قام الإتحاد السوفيتي ردًا على قرار السادات بطرد خبرائهم، بالمماطلة في إرسال السلاح وقطع غيار الأسلحة التي كانت تطلبها مصر منهم، و كان الزيت المستخدم في تموين صواريخ الدفاع الجوي من بين الأشياء التي امتنع السوفييت عن تصديرها لمصر، و كان معنى ذلك هو عدم وجود وقود صواريخ الدفاع الجوي، وبالتالي سينتج عن ذلك عدم استعمال صواريخ الدفاع الجوي في المعركة، وبالتالي عدم وجود الدفاع الجوي مما يؤدى لعدم قيام مصر بشن الحرب لاسترداد أرضها المحتلة .

لجأ المشير محمد علي فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي آنذاك، للدكتور مهندس محمود يوسف سعادة، فقام بفحص وقود الصواريخ المنتهي الصلاحية ونجح بعد الدراسة والبحث في استخلاص 240 لترًا صالحة للاستعمال، وتم استيراد عينة من الوقود من إحدى الدول قام الدكتور سعادة بفك شفرتها ومعرفة نسب مكوناتها واستيراد هذه المكونات من الخارج.

ونجح الخبراء المدنيين والعسكريين تحت إشرافه في إنتاج 45 طنًا من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوي المصري في كامل الاستعداد لتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.
 
وبلا أدنى شك يعتبر نجاح دكتور محمود سعادة في تخليق الوقود المصري للصواريخ أحد أهم أسباب نجاح حائط صواريخ الدفاع الجوي المصري في تدمير 326 طائرة إسرائيلية في حرب أكتوبر 1973

تعليقات

المشاركات الشائعة