رويترز: قطع المساعدات العسكرية عن مصر يكون مكلفاً لواشنطن.. القرار يدفع بشركات الأسلحة الأمريكية لمقاضاة إدارة أوباما.. ويقود إلى خسائر كبيرة للشركات
قالت وكالة رويترز، إنه بينما يسعى بعض المشرعين الأمريكيين لتعليق المساعدات العسكرية لمصر، فإن الأمر لن يكون بسيطا ويمكن أن يكون مكلفاً للولايات المتحدة مثلما لمصر.
وأشارت وكالة الأنباء إلى أن الأمر سيكون له عواقبه على شركات السلاح الأمريكية الكبرى مثل لوكهيد مارتن وجنرال داينمكس، المسئولون عن بناء المعدات العسكرية لمصر.
وفيما قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الخميس الماضى، إن التعاون الطبيعى مع القاهرة لا يمكن أن يستمر وأعلن إلغاء مناورات عسكرية كان من المقرر إجراؤها مع مصر الشهر المقبل، فإن رويترز تشير إلى أنه لا يبدو أن قطع المساعدات وشيك، وقد يشهد مثل هذا التحرك تأثيرا محدودا تملكه واشنطن على الحكومة المؤقتة المصرية.
ونقلت الوكالة عن جيفرى مارتينى محلل شئون الشرق الأوسط فى مؤسسة راند البحثية قوله: "معظم المساعدات العسكرية لمصر تستحوذ عليها صناعة الدفاع الأمريكية، التى توفر العتاد والصيانة وقطع الغيار لمصر، ومن ثم فمن الناحية الاقتصادية البحتة فإن تراجع الأموال المخصصة للمشتريات سيؤثر على الجيش المصرى، ولكن شركات المقاولات الدفاعية الأمريكية ستفقد أيضا أحد عملائها".
وعلى الرغم من مطالبات الجمهوريين والديمقراطيين فى الكونجرس بشأن ضرورة وقف المساعدات العسكرية لمصر إذا ما تم تحديد الإطاحة بمحمد مرسى كانقلاب عسكرى، فإن إدارة أوباما لم تقرر بعد توصيف الأمر، بل أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أكد فى مقابلة تليفزيونية قبل أسبوعين أن مصر لم تشهد انقلاب بل انتفاضة شعبية.
وتشير الوكالة إلى أن ترتيب خاص يسمى "تمويل التدفق النقدى" يسمح لمصر وإسرائيل بإجراء مشتريات عسكرية من الولايات المتحدة على أساس وعود المساعدات فى المستقبل والدفع على المدى الطويل، هو يمثل بطاقة ائتمان للبلدين، وقد رفض البنتاجون مناقشة حجم هذه الأموال لكن محللين يقولون أنها لا تقل عن 2 مليار دولار.
ويقول روبرت سبرينجبورج، أستاذ شئون الأمن القومى فى مدرسة البحرية للدراسات العليا فى كاليفورنيا: "إن مصر استخدمت بطاقة الائتمان هذه لشراء سرب إضافى من طائرات F-16 ومجموعة من دبابات إبرامز M1A1.
ويشير إلى أنه ربما تجد الحكومة الأمريكية نفسها أمام مقاضاة من قبل شركات الأسلحة المسئولة عن صفقة F-16 والدبابات، بعد أن أعلنت تعليق الصفقة قبل شهر. وأوضح أن قيمة هذه الصفقة تقع بين 2.3 مليار دولار و3.5 مليار دولار.
وتضيف رويترز أنه بموجب "تمويل التدفق النقدى" فإنه ربما يكون قد تم توقيع عقودا لعدة سنوات وهناك مواعيد محددة للسداد. إذ أنه يسمح بتوقيع عقود بحجم المساعدات السنوية المخصصة للبلد طالما المدفوعات فى نطاق المساعدات التقليدية، ويقول سبرنجبورج أن مصر لديها تعاقدات عسكرية حتى عام 2017.
وقال السيناتور باتريك ليهى، رئيس اللجنة الفرعية المسئولة عن المساعدات الخارجية فى الكونجرس فى بيان أرسلة لرويترز عبر البريد الإلكترونى، أن "هذا الترتيب المستمر منذ عقود، قد وضع الولايات المتحدة فى حالة رهن لمعدات مستقبلية ليست ضرورة لجيش ربما لا يمكن الوثوق به، كما أنه كلف واشنطن مبالغ ضخمة".
وقال جويل جونسون، محلل التصنيع العسكرى فى فيرجينيا، أن قطع المساعدات العسكرية لمصر يقود إلى خسائر كبيرة للشركات الأمريكية ربما تصل إلى تسريح عمال فى ليما، أوهايو، حيث تبنى مجموعة جنرال داينمكس كورب مجموعة تبلغ 125 دبابة M1A1 لصالح الجيش المصرى.
وأضاف أن إيقاف المساعدات سيضرب أيضا الموردين متوسطى الحجم الذى يوفرون مكونات الدبابات، وهؤلاء الموردين هم أكثر عرضة للخسارة من المتعاقدين الرئيسيين. وقال مسئول رفيع فى صناعة الأسلحة الأمريكية أن حوالى 500 من أولئك الموردين قد يتضررون.
وفازت جنرال ديناميكس بعقد بناء الدبابات لمصر ربقيمة 395 مليون دولار عام 2011. وقال المتحدث باسم الشركة روب دوليتل، أنهم مسئولون عن بناء الهياكل وأجزاء مختلفة ثم يقومون بإرسالها إلى مصر للتجميع النهائى، ورفض المتحدث التعليق على الأثر المحتمل لقرار إلغاء الصفقة.
وتتولى شركة لوكهيد مارتن بناء 20 من مقاتلات F-16 بقيمة 776 مليون دولار. وأشار المتحدة كين روث إلى أن الشركة إنتهت من تسليم 14 منهم حتى 30 يونيو.
المصدر اليوم السابع
تعليقات
إرسال تعليق