الإنحلال .. ما أجمله !!
وفاء نبيل
هل إذا جئنا بصورة قبيحة ووضعناها فى إطار أنيق وبراق من الممكن أن تبدو الصورة جميلة ؟
هذا ماتراهن عليه الدراما التركية فى معظم مسلسلاتها الواردة إلينا نحن الشعب المصرى المعروف بتمسكه بالقيم الدينية .
هم يحاولون "حشر" فكرة ما فى أذهاننا وهى أن الفتاة أو المرأة عموما عندما تتخلى عن شرفها ومبادئها وتعاشر شابا وتنجب منه طفلا ، لن يلفظها المجتمع بل سيحتفى بها ، وسيجاهد هذا الشاب بعد أن تنجب له ولى العهد حتى ترضى عنه ويتزوجها ، بل أن الظروف ستخدمها كثيرا عندما تجد فى طريقها بـ"الصدفة" رجلا شهما ووسيما وغنيا يحبها و يتزوجها ويتبنى الطفل ، ثم يكيد الشاب بانه هو من فاز بها دونه ، ليظل الشاب طوال حلقات المسلسل نادما على ما فعل بها ومحاولا أستعادتها مهما كلفه الأمر من مخاطر وخلافات مع عائلته .
ما الذى يحاولون بثه إلى بلد الأزهر الشريف ؟!
ثم من الذى يشاهد نوعية تلك المسلسلات ويوافق عليها لتعرض فى بيوتنا وتشاهدها البنات فى سن تكوين نظرتهن للحياة التى حتما سيساهم فيها الإعلام ؟ّ!
الأغرب من هذا هو أن تتأسى الدراما المصرية فى بعض أعمالها بالمهزلة التركية باعتبارها تحظى بأعلى نسبة مشاهدة ، وهذا هو هدف أى عمل يتم إنتاجه .
قديما كان الإعلام أداة لتوعية الناس ضد مصائر سوداء تنتظرهم إذا حادوا عن الطريق السليم فى الدين والأخلاق ، وأذكر من بعض الأعمال المحترمة فى السينما المصرية أفلام مثل "البوسطجى" و "دعاء الكروان" وغيرهما أما الأن فلا أعرف ما الهدف من عرض تلك البذاءات على الناس وعلى الأبناء تحديدا فى غفلة من الأباء المرهقين دائما والذين ليس لديهم وقت لمتابعة مايشاهده الأبناء .
إذا كنا نريد إعادة ترتيب هذا المجتمع وتنقيته من الفساد فعلينا مراقبة مايقدم للمواطنين وتفعيل دور الرقابة التى كانت قديما توقف عملا جيدا بسبب بضع كلمات لن يقبلها المجتمع ، وإلا فلا نسأل بعد الأن لماذا تسوء أخلاق شعب كان فيما مضى مضرب الأمثال فى الطيبة والتدين .
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق