لحية .. وبنطلون إستريتش
وفاء نبيل
من ينظر لنا كمصريين ويتأمل فى مظهرنا وملابسنا سيعرف أننا مختلفين تماما فى إتجاهاتنا الفكرية . فالحالة الفكرية والمعتقدات تنعكس بشكل مباشر على مظهر أصحابها.
حتى بين الأشخاص المتدينون جدا الذين يلتمسون خطى السلف الصالح نجد أن ملابسهم تنوعت ما بين النقاب الذى يخفى الوجه والجسد كله بما فيه الكفين ولايظهر سوى العينين فقط إلى الحجاب الواسع جدا الذى يظهر الوجه والكفين لكنه يغطى الرأس وينسدل إلى آخر الجسد أما الرجال فالجلباب الأبيض الطويل منه أو القصير قليلا وتجد اللحية بأطوالها المختلفة التى هذبها صاحبها أو التى أطلقها مشعثة لحالها ، ثم ننحدر درجة أخرى لنجد الحجاب الغريب الذى لاأعرف من "العبقرية" التى أخترعته وهو كرة القماش الكبيرة التى تلف الرأس وكأنه سيهرب ثم الملابس الملتصقة بالجسد كاشفة أدق تفاصيله ، أما الرجال فنجد البنطلونات الضيقة والتى تكشف من منطقة الوسط ما تحتها من ملابس داخلية بألوانها "الجريئة ".
وننحدر ثانية لنتأمل أنواع شتى من الملابس لم تخطر على بال أحد أن يرتديها الناس فى مصر، وإذا نظرت لأصحابها تكاد تجزم أنهم غير مصريين ، لكن إذا تحدثوا تتأكد أنهم من أحد مناطقنا الشعبية العريقة .
وللعجب نجد منذ سنوات قليلة تفشى ظاهرة "ذيل الحصان" القصير التى أنتشرت كالوباء بين الشباب
وحاليا الشعر الطويل المفرود على الكتف بشكل ملفت للنظر حتى لو كان الشعر مجعدا ..
من نحن ؟!
تلك هى الكلمة التى تقفز إلى ذهنى عندما أرى ما أصبح عليه الشعب المصرى الذى أنتمى إليه ، فأحيانا أرى بشرا من بعيد ولا أعرف هل هو شاب أم فتاة ثم إذا أقترب الشخص أتفاجأ بأنه "خليط" من الأثنين .
إن كل شعب خلقه الله له مظهر يعبر عنه فالأوربيون لهم ما يعرفون به والأمريكان والأفارقة والهنود وكل منهم متمسك بما يدل على هويته .
أما نحن فشعب مقلد وكثير التغيير وقد لايكون هذا عيبا فينا بقدر ماهو علامة عن حالة "الزهق" والفراغ التى يعيشها الناس وخاصة الشباب الذين يحتاجون إلى هدف كبير يشغلهم ، وقتها قد لا نشاهد ما يجعلنا "نندهش" بل "نبتسم" ..
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق