رضا الحاوى : «لسعة النار ولا لسعة الجوع»


كنت بأنام جنب الحيوانات ودلوقتى بأنام تحت الكبارى

يعرفه رواد المقاهى جيداً، وتحديداً فى شبرا، يتجول بينهم بعد الإفطار، بحثاً عن رزقه بينهم، يشد انتباههم بحركة اعتادها، يمسك السيخ وينفخ النار من فمه، فتلتهب أكفهم بالتصفيق، يعاود الكرة مرة أخرى، ثم يطوف عليهم يجمع جنيهاً من هنا على 5 من هناك، ويغادرهم إلى مقهى آخر. لا جديد طرأ على حال رضا محمد عبدالقادر، فهو من ساكنى أسفل الكبارى، تارة كوبرى الساحل وأخرى أى كوبرى، يعول بمهنته هذه زوجة وطفلين لم يتجاوزا الـ5 سنوات، بعد أن أطاح به الركود وقلة السياحة خارج السيرك الذى كان يعمل به، فلم يعد له ملجأ سوى استغلال المهارة نفسها، لكن أمام المقاهى.
يروى «رضا»: محدش علمنى الشغلانة، علمتها لنفسى مكنتش لاقى شغل فاخترت أكل النار علشان عيالى ياكلوا، النار بتلسع جسمى ولسان البنى آدم ده أكتر حاجة حساسة فيه لدرجة إن الأكل مالوش طعم فى بقى لكن أعمل إيه أدينى شغال لحد ما ربنا يتوب عليا من الشغلانة دى».
يصبر نفسه من حين لآخر على تحمل صعوبات مهنته: «شغلانتى لها تاريخ من أيام الفراعنة وموجودة كمان فى أوروبا»، وبخروجه من السيرك، فقد الشاب العشرينى مأواه «فى السيرك كانوا بيخلونى أنام جنب الحيوانات، وبعد ما خلفت مشونى وعيالى، مش لاقى مكان أنام فيه، بأحط نار فى بُقّى أحسن ما أشحت.. ممكن تلاقينى نايم تحت كوبرى الساحل أو كوبرى إمبابة، ولسعة النار أهون من لسعة الجوع».



المصدر الوطن


تعليقات

المشاركات الشائعة