القوات الجوية فـى معركة الكرامة

القوات الجوية المصرية هى فرع الطيران العسكرى فى القوات المسلحة المصرية , ساهمت منذ إنشائها فى العديد من المعارك والنزاعات التى دارت أحداثها فى الشرق الأوسط، معظمها إن لم يكن كلها كان فى إطار الصراع العربى الإسرائيلى.وأنشئت القوات الجوية المصرية بطلب مقدم من البرلمان المصرى إلى الحكومة عام 1928، وفى ذلك الحين كانت لا تزال جزءًا من الجيش المصري، قبل أن يَصدر قرار ملكى بتحويلها إلى فرع مستقل، ومنذ ذلك الحين شاركت فى معظم نزاعات المنطقة مثل حرب سنة 1948، حرب اليمن، حرب سنة 1967، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر فى سنة 1973، والمناوشات المصرية الليبية.
وتملك القوات الجوية المصرية حاليا عددا لابأس به من الطائرات ما بين مقاتلة وقاذفة وحوالى 321 مروحية مما يجعل القوات الجوية المصرية الأكبر حجما فى كل من أفريقيا والشرق الأوسط، أما بالنسبة للقدرات القتالية فتعتبر القوات الجوية المصرية الأقوى فى أفريقيا وأقوى أسلحة الجو فى المنطقة بعد إسرائيل وبعد تركيا.
وكان الدور الابرز للقوات الجوية فى حرب اكتوبر فكانت البداية فى الثانية إلا خمس دقائق (بتوقيت القاهرة) أقلعت ما بين 212 و227 مقاتلة من 20 مطارا وقاعدة جوية تطير على ارتفاع منخفض تحت مستوى الرادار متفادية جميع الدفاعات. سبقت مجموعات قاذفات القنابل مجموعات المقاتلات بثوان قليلة حتى تشتبك مع المقاتلات الإسرائيلية قبل أن تضع مجموعة من تشكيلات المقاتلات المصرية بجوار القاذفات لحمايتها عند تنفيذ مهامها. عبرت جميع المقاتلات المصرية قناة السويس فيما لا يزيد عن دقيقتين ونصف حتى تكتسب عنصر مفاجأة القوات الإسرائيلية متجهة إلى 35 هدفا.
استمرت الضربة الجوية الأولى 15 دقيقة تم فيها تدمير مركز القيادة الإسرائيلى فى أمرهم ومركز الإعاقة والشوشرة فى جبل أم خشيب، و3 ممرات رئيسية وأخرى فرعية فى مطار المليز وبيرنمادا فى سيناء. تم أيضًا تدمير 10 مواقع بطاريات صواريخ هوك إسرائيلية وموقعى مدفعية ميدان وعدة مراكز إرسال إسرائيلية.
والضربة الجوية فى حرب أكتوبر كما تسمى فى مصر أو حرب تشرين كما تسمى فى سوريا، هى ضربة جوية نفذتها القوات الجوية المصرية والقوات الجوية السورية بهدف استرداد الأرض التى احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، فى يوم 6 أكتوبر 1973 م الذى وافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفى عمق شبه جزيرة سيناء.
افتتحت سوريا حرب 1973 حرب تشرين الساعة الثانية من بعد الظهر كما هو متفق بضربات جوية عبر أسراب عديدة من الطائرات المقاتلة انطلقت من عدة مطارات عسكرية سورية ودكت مواقع تجمع الجيش الإسرائيلى والرادارات وبطاريات الدفاع الجوى وتجمع الدبابات والمدرعات والتحصينات فى الجولان ومصر عبر مطار بلبيس الجوى الحربى وتشكلت أسراب طائرات مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الرإدارى للجيش الإسرائيلى مجتمعة فى وقت واحد فى تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض. وقد استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف. ولقد كانت عبارة عن ضربتين متتاليتين قدر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40% ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تم إلغاء الضربة الثانية. وقد حققت الضربات الجوية السورية والمصرية نجاحا كبيرا ودمرت تحصينات العدو المتقنة فى الجولان والساتر الترابى على خط بارليف فى سيناء وبطاريات للدفاع الجوى وتجمعات للقوات الإسرائيلية على الجبهتين.
بعد ذلك الهجوم تحول تركيز الطائرات المصرية إلى مساندة الدفاع الجوى لمنع الطائرات الإسرائيلية من العبور إلى الجانب المصرى من قناة السويس والتى تطير تحت مستوى الرادار.
بالرغم من كل تلك المتطلبات، قامت المقاتلات المصرية بعدة هجمات أخرى من حين إلى حين بالمشاركة مع قاذفة القنابل الإستراتيجية توبوليف تى يو - 16 والتى أحدثت زعزعة كبيرة فى الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية.
قامت المقاتلات المصرية «سوخوى إس يو - 7 » طراز «Su-7BM» بالاشتراك مع المقاتلات ميراج الثالثة أي، التى تبرعت بها ليبيا، بهجمات عميقة فى العمق الإسرائيلى بسيناء.
وطبقا لتأكيدات المؤرخين عن دور القوات الجوية فى ظهيرة يوم الجمعة 5 أكتوبر 1973 الموافق 9 رمضان 1393 هجرية استدعى قائد القوات الجوية المصرية اللواء طيار محمد حسنى مبارك قادة القوات الجوية المصرية (قادة الألوية الجوية) فى اجتماع عاجل وسرى جدا وبحضور كل من رئيس أركان القوات الجوية اللواء طيار محمد نبيه المسيرى ورئيس شعبة العمليات اللواء طيار صلاح المناوى ورئيس فرع التخطيط اللواء طيار محمد شبانه و اخبرهم قائد القوات الجوية بموعد الحرب و انها ستبدأ باكر يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الساعة 2 ظهرا و ألقى عليهم التلقين النهائى للعملية الهجومية الجوية المخطط لها وشدد على سريه الموعد واخبرهم بعدم الافصاح عن الموعد لاحد على الاطلاق الا من خلال جدول معين لتبليغ كل قائد سرب، حفاظا على السرية لاخر لحظه ثم اتجه القادة للتوقيع على خرائط العمليات الخاصه بكل لواء جوى .
وقد حضر هذا الاجتماع التاريخى كل قادة الألوية الجوية وقتها وهم:
تحسين صايمه قائد اللواء الجوى رقم 203 مقاتلات ميج 21 – متعدده المهام
نبيل شكرى قائد اللواء الجوى رقم 102 مقاتلات ميج 21 - دفاع جوى
احمد عبد الرحمن نصر قائد اللواء الجوى رقم 104 مقاتلات ميج 21 دفاع جوى
عادل نصر قائد اللواء الجوى رقم 111 مقاتلات ميج 21 دفاع جوى
فاروق أبو النصر عليش قائد اللواء الجوى رقم 205 مقاتلات قاذفه سوخوى 7- 20
حسن فهمى عباس قائد اللواء الجوى رقم 306 مقاتلات قاذفه ميج 17
قائد السرب العراقى المتمركز فى مطار قويسنا
نبيل حسين كامل قائد فرقة الهليكوبتر رقم 119
و عدد أخر من قادة الألوية الجوية.
وتم التأكيد على كتمان السر وعدم تبليغه لقاده الاسراب والطيارين لآخر وقت ممكن، والاستمرار فى العمل ضمن المشروع التعبوى الجارى ويسمى تحرير 41.
قبل موعد إقلاع الطائرات المصرية لأداء مهامها القتالية يوم 6 أكتوبر تم إقلاع بعض الطائرات الحربية من بعض المطارات لعمل طلعات روتينيه تدريبية للتمويه و الخداع و لعدم لفت نظر العدو لما يتم التخطيط له ، و تحدث الطيارون فى اللاسلكى مع برج المراقبة بشكل عادى جدا حتى يلتقط العدو حواراتهم كالمعتاد، ، كما تم إرسال إشارة مفتوحة غير مشفرة تبين أن قائد القوات الجوية المصرية وبعض معاونيه سيقومون بزيارة لطرابلس فى ليبيا فى هذا اليوم وهذه الزيارة كان مخطط لها و تم تأجيلها عدة مرات من قبل. وكان عدد من طيارى القوات الجويه قد علموا بأستعداد قائد القوات الجويه للسفر الى ليبيا ، وجهزوا طائرته وكانت على اتم استعداد للسفر حتى لحظه بدء الحرب
كذلك اقلع عدد من تشكيلات الميج 21 من مطار المنصورة وقاموا بدورة طيران عاديه وعند الانخفاض للهبوط فوق المطار ، استمرت الطائرات على ارتفاعها المنخفض ، وبعيدا عن اعين الرادارت الاسرائيليه لتهبط فى مطار بلبيس كما تم من قبل عشرات المرات كتدريب روتينى لكن هذه المرة كانت الأخيرة، ولم يعرف الطيارون ذلك الا عندما وجدوا طائرات السوخوى فى مطار بلبيس بكامل حمولتها وكان دور المقاتلات الميج 21 المقاتلة هو الطيران فى حراسة لصيقة جنبا الى جنب مع القاذفات السوخوى نحو اهدافها
اتجه قائد القوات الجوية اللواء طيار محمد حسنى مبارك إلى غرفة العمليات فى يوم الحرب الساعة 12 ظهرا يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 وكان هادئا وطبيعيا جدا و اطلع على الموقف الجوى فوق الجمهورية و فوق سيناء عند العدو و تأكد من كل التفاصيل الخاصة بالعملية الهجومية الجوية و أن العدو لم يشعر بنيتنا فى الهجوم عليه، ،وتابع بقلق اقلاع عدد من طائرات العدو من مطار رافديم
( المليز) ثم تنفس الصعداء عندما عادت تلك الطائرات الى مطارها مرة اخرى ، فقد كان العدو يغط فى نوم عميق
ثم أُطلق النداء الكودى (صدام) لبدا العمليات الجوية و بعد دوى هذا الكود المتعارف عليه فى جميع غرف عمليات المطارات و القواعد الجوية المصرية، بدأ كل قائد سرب بفتح المظاريف و الاطلاع على المهام الموكلة له و تم وضع خرائط العمليات الحقيقية بدل خرائط التدريب.
لم يعلم الطيارون المصريون بامر الحرب او موعدها او ساعة بدا العمليات إلا قبل الحرب بساعات قليلة جدا فى يوم السبت 6 أكتوبر لضمان السرية التامة للعملية الهجومية كما ذكرنا، واستبشروا خيرا وصاحوا (الله اكبر) وكانت التعليمات بان التلقين النهائى يكون بعد وجبة الغذاء حيث ان الطيارين صدرت لها فتوى خاصة بالافطار فى رمضان نظرا لحاجه الطيار للتغذيه الجيده للمحافظه على درجه التركيز ولاستعواض ما يفقده الجسم من سوائل وطاقه من جراء الطيران، وحاول بعض الطيارين التملص من الافطار والحفاظ على الصيام، الا ان قاده الاسراب كانوا يتابعون بتركيز ان الجميع يأكل بالامر المباشر ، فقد كان القاده يرغبون فى اعلى درجات التركيز والكفاءه من الطيارين بينما الطيارين يرغبون فى القتال والشهاده وهم صائمون.
وبعد تناول الغذاء ، قام كل قائد سرب بتلقين طياريه المهمه المباشرة بالهدف الرئيسى والهدف التبادلى لكل قائد تشكيل وكل طائرة، وكان التلقين معروف للطيارين منذ أشهر، فقد تدربوا لقصف اهداف معينه فى مواقع معينه، وقاموا بمشاهده صور الهدف وتدربوا على مجمسمات مماثله فى تبات إطلاق الذخيرة الحية، فلم يكن التلقين لهم سوى إعاده لتلقين التدريبات التى قاموا بها خلال السنوات الماضية.
وطغى التركيز والرغبة فى الانتقام من العدو فوق الاحساس العارم بالفرح والنشوة من قرار الحرب، ورغم ذلك كان بداخل كل طيار شك من ان الحرب ستقوم فعلا ، فقد تكرر هذا المشهد فى خريف 1972 وفى مايو 1973 وفى النهايه تعود الطائرات الى الدشم مرة اخرى ، لكن هذا الشك انتهى وتبخر فور اقلاع الطائرات ، فهذه المرة – هى الحرب.
خططت القياده بأن يكون الهجوم فى موجات متتالية، وبعض المؤرخين والخبراء اطلق على موجات الهجوم لفظ نسق هجومى انساق الهجوم الجوى المصرى حسب الخطة:
1 - النسق الأول: التأمين: بقوة حوالى 90 طائرة مقاتلة و مقاتلة قاذفة و قاذفات ثقيلة بغرض تدمير و شل فعالية مواقع الدفاع الجوى الهوك و تدمير محطات الرادار و مراكز القيادة – الهدف اغلاق اعين واذن العدو ودفاعه الجوي
2 ـ النسق الثاني: القوة الضاربة: بقوة حوالى 90 طائرة مقاتلة و مقاتلة قاذفة و قاذفات ثقيلة بغرض ضرب و تدمير و شل المطارات و مراكز الإعاقة و الحرب الالكترونية و الإرسال و مواقع كتائب المدفعية بعيدة المدى و ضرب النقطة الحصينة شرق منطقة بورفؤاد.
3 ـ النسق الثالث: التعزيز: بقوة حوالى 40 طائرة مقاتلة لتعزيز النسق الأول و الثانى فى أعمال القتال الجوى و منع العدو الجوى من التدخل أثناء أداء المهام القتالية ـ وهى طائراتنا المقاتلة المخصصة للقتال الجوى من اسراب القتال والتى كلفت بعمل مظلات فى مناطق اقتراب طائرات العدو المتوقعة.
تم توزيع خرائط العمليات السرية على كل التشكيلات فى وقتها فى مظاريف مغلقة و قد كانت الطائرات معده و مسلحة و مجهزة للعملية الهجومية الجوية داخل الدشم و حظائر الطائرات الحصينة و بأسماء قادة التشكيلات الجوية و كل الخرائط جاهزة و كل تشكيل جوى معه صور دقيقة للهدف الذى سيقوم بالهجوم عليه و ضربه.
وقرب الساعة 2.00 ظهرا يوم السادس من أكتوبر 1973 انطلقت حوالى 200 طائرة حربية مصرية و20 طائرة عراقية من طراز هوكر هنتر من حوالى 20 مطار وقاعدة جوية مصرية على ارتفاع منخفض جدا لضرب الأهداف المعادية الاسرائيليه المحددة لها فى داخل سيناء المحتلة و أهداف خط بارليف الحصين وتحركت الطائرات فى صمت لاسلكى تام على أرض مطاراتها وحتى الإقلاع والطيران لأهدافها لتجنب أى عمليات تصنت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصرى.
وتجمعت التشكيلات فى شكل أسراب، والأسراب تجمعت مع بعضها البعض فى تنسيق كبير جدا فى أماكن مختارة وتوقيت محدد بدقة لكى تتجه لأهدافها وسط غابة من صواريخ الدفاع الجوى التى صمتت تحية لنسور مصر المتجهين لبدء الحرب.
وفى مسارات رسمت بعنايه تامه بدأت الطائرات فى المرور وسط تجمعات الجيوش المصريه متجهه لسيناء ورافعه معنويات الجنود على الارض لتناطح السماء
وكان للواء القاذفات الثقيله من طراز تى يو 16 الشرف فى اطلاق اول صاروخ على العدو ايذانا ببدء الحرب
فكان أول هدف تم ضربة و تدميره بالصواريخ بعيدة المدى الموجهة راكبة للإشعاع الرادارى هو مركز القيادة الرئيسى للعدو فى منطقة أم مرجم حيث تم ضربة بأول صاروخ افتتح الحرب منطلق من قاذفة ثقيلة من طراز TU-16 KS من مسافة بعيده جدا فوق منطقة التل الكبير فى منطقة الإسماعيلية غرب القناة و قبل أن تعبر الطائرات المصرية لأهدافها فى سيناء كان مركز أم مرجم قد تم اصابته .
عبرت الطائرات المصرية كلها فى وقت واحد خط القناة على ارتفاعات منخفضة جدا حوالى 20 متر بعد ضرب مركز القيادة الإسرائيلى الرئيسى فى منطقة أم مرجم و عن طريق حسابات ملاحية دقيقه جدا محدده من قبل و مسارات و اتجاهات محددة و بسرعات محدده متفق عليها بدقه لضمان عبور كل الطائرات من كل المطارات فى وقت واحد لتحقيق المفاجأة الكاملة للعدو وبتنسيق كامل مع الدفاع الجوى المصرى تم التدريب عليه لعمل مفاجئه قويه كاملة للعدو الإسرائيلى.
وطارت أسراب المقاتلات القاذفة و القاذفات المتوسطة و الثقيلة فى حماية لصيقه من أسراب مقاتلات الميج 21، و قد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى عمق سيناء و خط بارليف كل الطائرات المتاحة من طراز ميج 17 و ميج 21 و سوخوى 7 و قاذفات ثقيلة من نوع تى يو 16 و اليوشن 28 و طائرات الهوكر هنتر العراقية،
و قد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق المفاجأة للعدو الإسرائيلى و تدمير أهدافها المحددة بنسبة تزيد عن 90 % ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية على أكثر تقدير بنسبة خسائر لا تزيد على 4 % من 220 طائرة، و كانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق منها هى ضرب و شل ثلاثة ممرات رئيسية فى 3 مطارات هم المليز و بير تمادا ورأس نصرانى بالإضافة إلى 3 ممرات فرعية فى نفس المطارات و قامت تشكيلات جوية من طائرات الميج 17 بإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض -جو من طراز هوك للدفاع الجوى فى مناطق منها مواقع الدفاع الجوى فى مناطق الرمانة و الطاسة و بالوظة و أم الرخم بجوار عيون موسى و تم أيضا ضرب موقعى مدفعية ميدان، و تدمير مركز القيادة الرئيسى فى منطقة أم مرجم ومركز الإعاقة و الشوشرة فى منطقه أم خشيب وأم مخسه و تدمير عدد من مراكز الإرسال الرئيسية و مواقع الرادار، كما تم ضرب 3 مواقع شؤون إداريه للعدو و مواقع حصون خط برليف القوية وتم ضرب مواقع فى أم لحفن وبير العبد أيضا بالقاذفات الثقيلة من نوع تى يو 16، وتم ضرب محطة سيطرة وإعاقة و توجيه فى منطقة رأس نصرانى و قد احتلت تشكيلات من المقاتلات الاعتراضية من طراز ميج 21 مواقع مظلات دفاع جوى مخطط لها فوق سماء مصر أثناء الضربة الجوية توقعا لاى هجوم مضاد جوى معادى وكان لمبدأ الحشد والتركيز أثره الفعال فى الضربة، ظهر فى نتائج التدمير العاليةالتى تحققت على كافة الأهداف التى هوجمت.كما اشترك فى هذه الضربة الجوية الأولى السرب العراقى الذى وصل من العراق فى أول عام 1973 على طائرات من طراز (هوكر هانتر) المقاتلة و قد انطلق هذا السرب من مطار قويسنا حيث كان تمركزه فى بداية الحرب و ضرب مواقع صواريخ دفاع جوى هوك و موقع مدفعية ميدان ، وابلى بلاءا حسنا.
استمرت هذه الضربة الجوية المركزة حوالى 30 دقيقه تقريبا، و لم تواجه الطائرات المصرية المهاجمة أى مقاومه أو أعاقه تذكر من الطيران الإسرائيلى المعادى و مواجهات بسيطة مع الدفاع الجوى المعادى فى مواقع أخرى سقط فيها طائرتين سوخوى 7 احداهم طائره الشهيد النقيب عاطف السادات فوق مطار المليز .
وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم السادس من أكتوبر قبل الغروب بقليل، ولكن نظرا لنجاح الضربة الأولى فى تحقيق كل المهام التى أسندت إلى القوات الجوية المصرية لذا قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية لعدم الحاجة إليها و لتوفير القوة الجوية و الاقتصاد فيها قدر الإمكان و هو مبدأ صحيح فى العلم العسكرى.
وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة الخلفى بعد ضرب المركز الرئيسى فى منطقة أم مرجم، كما أصبح مركز الإعاقة و الشوشرة الخلفى فى منطقة العريش هو المركز الوحيد المتبقى لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة و الشوشرة المتقدم فوق جبل أم خشيب.
عاد الطيارون المصريون من هذه الضربة الجوية فى قمة السعادة و الفرحة و نشوة النصر و قد بدأت الحرب فعلا و حققوا مفاجأه فى غاية القوه لإسرائيل و ضربوها بقوه وأخذت البلاغات تصل لغرفة عمليات القوات الجوية المصرية بنجاح كل سرب فى المهام الموكلة له و استقبل الفنيون و العاملون فى المطارات الطيارين بفرحة وسعادة كبيرة جدا.




المصدر الاهرام


تعليقات

المشاركات الشائعة