إنقذوا "عمر الشريف"!
ولو كنت مكان النجم العالمى عمر الشريف الآن ..ماذا كنت ستفعل ، وفيما كنت ستفكر ؟!
فهو الرجل الذى عاش بين المصريين حتى الثلاثين من عمره، وأصبح نجماً لشباك السينما المصرية وقتها، وتزوج سيدة الشاشة وجميلتها فاتن حمامة، ثم أنجب منها إبنه الوحيد ثم غادر بعدها إلى العالمية
وهو الفنان الذى صال وجال فى أرض الله وبلاده من غربها إلى شرقها، وأصبح بطلاً عالمياً، وعاش كل مراحل حياته بحلوها قبل مرها، وشهد مالم يرى مثله ، فى ضوضاء الشهرة ، وبريقها ، بما لها وما عليها.. ثم هاهو الآن بيننا ومنذ شهور قليلة يعود إلى مصر بعد أن أصبح على مشارف الرابعة والثمانين من عمره ، وقرر البقاء فيها .. بعد شهور أخرى كان قد فقد فيها صديق عمره الفنان أحمد رمزى ، الذى عاش وحيداً هوالآخر فى أيامه الأخير ، فى بيته بالساحل الشمالى ، واختار قبل موته أن يُدفن فى نفس المكان ، بعيداً عن ضوضاء المدينة !
ولم تمض أسابيع بعد قرار عمر الشريف بالبقاء فى مصر حتى رحلت أيضاً السيدة فاتن حمامة، ورغم حرص الرجل على عدم الظهور فى جنازتها ، فإن المقربين منه، يعرفون مدى تأثره برحيلها، للدرجة التى دعته للبقاء بعيداً فى إحدى المنتجعات الساحلية، فى مشهد مُقارب للراحل أحمد رمزى ، فى وحدته . صحيح عندما قرر عمر الشريف العودة إلى مصر مؤخراً قال " أنا رجعت مصر علشان أموت وأتدفن فيها" وصحيح أنه قال "بحب مصر ومش هسيبها تانى.. ومفيش حاجة نقصانى"
لكنه أيضاً بات يقول عن نفسه " أنا رجل عجوز،عمرى لا يسمح لى بالتمثيل حاليا، بعد تجاوزى للـثمانين من عمرى ..وهعمل إيه تانى " ؟!
وهو مازال يقول " أكره الضجيج والزحام، و سنى لا تحتملها " .. وهو مازال يتذكر أحمد رمزى، وأنه دائما كان معه فى السهر واللعب والفرح والحزن، لكنه "مات"الآن .
نعم مات أحمد رمزى ، لكن عمر الشريف لم يمت ، فهل نتركه وحيداً حزيناً ، يراجع ذكريات الماضى ، بملابسه القاتمة التى إعتاد أن يرتديها الآن ..هل يمكن أن نأخذ بيديه ، ليعود بيننا ، قبل أن ننتظر خبراً ، بعدها تعود كل الأقلام لتتحدث عن عمر الشريف وتحوله إلى إسطورة الفن والزمان والمكان ، ولكن بعد أن يكون قد تركهما معاً .. عندما أعرف أن عمر الشريف اليوم أصبح وحيداً ، يعيش بعيداً عن زحام المدينة ، ويجلس وحده طويلاً ، مثلما فعل أحمد رمزى ، لايسعنى غير ن أقول "إنقذوا "عمر الشريف من وحدته ، حتى لو لم أكن أعرف كيف يتحقق هذا !
المصدر الاهرام
تعليقات
إرسال تعليق